فلسطين أون لاين

"مسلك".. تطبيق ذكي يقيس تقنيات القيادة ويفهم ممارسات السائقين

...
تطبيق مسلك
القدس المحتلة-غزة/ هدى الدلو:

"بصفتي رياديًّا مجتمعيًّا يراودني شعور جميل بأنني ضمن شيء أكبر مني، لأن لي مساهمة مجتمعية وأثرا إيجابيا"، بهذه الكلمات بدأ حمزة غوشة حديثه عن تطبيق مسلك، الذي يقول إنه قادر على تقليل حوادث الطرق.

يقول غوشة "29 عاما" إنه إلى جانب صدمته من إحصائيات الوفيات بسبب حوادث الطرقات، فإنه خلال فترة الدراسة احتاج لتأمين سيارته، ولعدم وجود سجل تأميني سابق كانت التكلفة المالية مرتفعة جدًا، ما اضطره للجوء إلى شركة تأمين توفر جهازًا لقياس أمان قيادة السائق على الطريق.

ويلفت إلى أن تعرض ابنة صديقه لحادث طرق دفع به للتفكير في حل يسهم في خفض نسبة الحوادث، فكان تطبيق مسلك.

ووفق معطيات شرطة المرور، سجل عام 2022 ارتفاعاً ملحوظًا في عدد الحوادث المرورية مقارنة بالأعوام السابقة، بواقع 14450 حادثًا، مقابل 14104 حوادث وقعت في عام 2021 بفارق 3127 حادثا وقعت في عام 2020.

تقنيات الذكاء الاصطناعي

ويوضح أن تطبيق "مسلك" يعتمد على الذكاء الاصطناعي الذي يحول سلوك السائقين إلى علامة يمكن من خلالها قياس مدى أمانه على الطريق.

ويلفت إلى أن التطبيق لا يعتمد على أجهزة يتم تركيبها على السيارة، ما يزيد من دقة القياس، "لأنه في حال وجود جهاز وقام شخص آخر بقيادة السيارة فلن يتمكن الجهاز من التفريق بين السائقين، وذلك عدا انخفاض التكلفة، ويمكن توفير الخدمات لعدد أكبر من المستفيدين".

وغوشة يحمل درجة الماجستير في الإدارة والعلوم المالية، وقد عمل على تطوير التطبيق بصحبة فريق فلسطيني من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48.

ويبين غوشة أن "مسلك" يقيس السرعة والتسارع والانعطافات إذا ما كانت حادة أو لا، والتوقف الفجائي، والانحراف المعياري، إضافة إلى معلومات تساعد على بناء ملف خاص بالسائق يتم تحويلها إلى علامة تقييمية تظهر للسائق والجهات التي يمكنها الاستفادة منها، حيث يوفر التطبيق خدمات تحديد المواقع التي تحتفظ ببيانات رحلة السيارة دون الإضرار بخصوص مستخدم التطبيق.

ويسعى غوشة من خلال التطبيق إلى توفير أعلى درجات الأمان لقائدي المركبات، وتقليل النفقات التعويضية لشركات التأمين، كأثر مباشر للتخفيف من الحوادث، لافتًا إلى أن استخدام "مسلك" واعتماد مليون مستخدم وأكثر له سيسهم في خفض الحوادث من 25% إلى 18%، وهو ما يخفف عن كاهل الدولة الكثير من المصروفات المتعلقة بالحوادث.

ويشير غوشة إلى معطيات منظمة الصحة العالمية التي تفيد بأن حوادث المرور تُزهق أرواح نحو 1.3 مليون شخص سنوياً، ويتعرض بين 20 و50 مليون شخص آخر لإصابات غير مميتة، يُصاب نسبة منهم بعجز ناجم عن الإصابة.

كما تمثّل الإصابات الناجمة عن حوادث المرور السبب الأول لوفاة الأشخاص البالغين من العمر من 15 إلى 29 سنة، وتقدر الخسائر الاقتصادية بحوالي 500 مليار دولار سنويًا.

والتطبيق متوفر في فلسطين والأردن والسعودية ومصر وتزيد شعبية استخدامه خاصة عند سماع الأهل عنه لحماية أبنائهم، تبعًا لغوشة، مشددًا على أن "مسلك" بمفرده لا يمنع الحوادث المرورية وإنما يحد منها بدفع السائقين إلى التركيز أكثر في أثناء القيادة.

ويمضي إلى القول إن فريق العمل يسعى لبناء شراكات مع جهات مختلفة لربط سلوك السائق على الطريق بجوائز ومحفزات للاهتمام بقيادته والحفاظ على الحياة.

وفي رحلة خروج التطبيق إلى الطرقات، واجه الفريق العديد من التحديات، "كأي شركة موجودة على أرض الواقع، فالبنية التحتية في فلسطين تحتم علينا العمل في نطاق موارد محدودة والاعتماد على نتائج لا يمكن تعميمها على أسواق أخرى".

يستدرك غوشة قائلا: "لكن النجاح الذي حققه مسلك في بنية تحتية مرورية غير متقدمة نسبيًا مثّل حافزًا لتسويقه في نطاقات جغرافية خارجية حقق فيها نتائج أعظم".

ويعمل مبرمجو مسلك على تطوير التطبيق بواسطة معطيات الذكاء الاصطناعي لتشمل معايير أخرى مثل المناخ والتضاريس التي من شأنها إعطاء صورة مكتملة حول رحلة القيادة.

يأمل غوشة وفريقه أن يتوسع استخدام التطبيق إلى نطاق مؤسساتي وتجاري، وألا يقتصر على الأفراد، والوصول به إلى أسواق عربية وعالمية جديدة.