فلسطين أون لاين

بالصور لمواجهة شح المياه.. مهندس من جنين ينتج الفراولة بطريقة مبتكرة

...
جنين-غزة/ مريم الشوبكي:

داخل أحواض معلقة مفروشة بالفحم الجروش وتُسقى بمياه أحواض السمك التي يربيها، ينتج المزارع الفلسطيني شادي عطاطرة الفراولة في بلدة يعبد غرب مدينة جنين.

قد تبدو الفكرة مجنونة، ولكنها نجحت كما يؤكد شادي، في ظل شح المياه التي يعانيها جميع الفلسطينيين بسبب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الموارد المائية.

يقول شادي: إنه اتجه إلى استخدام الفحم النباتي بدلًا من التربة للتخلص من مشكلة فطريات التربة والأمراض التي قد تتلف أو تؤثر في إنتاجية محصول الفراولة، مشيرًا كذلك إلى أنه استخدم مياه الاستزراع السمكي للتخلص من مشكلة ارتفاع أسعار المياه في منطقة (ج) الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي حيث تقع أرضه.

وبين أن سعر المتر المكعب من المياه يبلغ نحو خمسة شواقل، في حين يستهلك الدونم الواحد من الفراولة 1200 كوب، أي أن السقيا الواحدة تكلفني 6000 آلاف شيقل عند الزراعة التقليدية.

وبموجب الاتفاقات الموّقعة بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة في عام 1994، يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 80% من موارد المياه في الضفة الغربية.

ويقول المزارع شادي إنه نفذ عدة تجارب ناجحة باستخدام الفحم كتربة، إذ يعمل على نخل الفحم واستخدام مسحوقه الناعم في زراعة أشتال الفراولة.

ويعتمد شادي الذي يعمل مهندسًا كهربائيًا ولديه خبرة لسنوات طويلة في مجال معالجة المياه، على نظام الاستزراعَين النباتي والسمكي (أكوابونيك)، ويدمج معه نظام الزراعة بالفحم النباتي الذي يتميز بانخفاض تكلفته مقارنة بالزراعة في التربة.

يقول لـ"فلسطين": "في البداية زرعت دونمًا بالفراولة المعلقة بالطريقة التقليدية، واتجهت نحو التوسع في الدونم الثاني، وهنا جاءتني فكرة زراعة الفراولة بالفحم بعد معالجته ليكون بيئة حاضنة للأشتال بدلًا من تربة "البيتموس" وهي أجود أنواع التربة وأكثرها خصوبة".

ويضيف: "لم أستخدم الفحم الخام لأن قلويته مرتفعة قد تصل إلى (11ph)، والفراولة تحتاج إلى وسط قلوي من 5.5 إلى 6.5، لذا قمت بمعالجته وتنشيطه عن طريق إضافة أنواع من البكتيريا، وإضافة حمض اللبنيك وقت الري لنحافظ على نسبة الحموضة"

واختار المهندس شادي النظام الذي يعتمد على الزراعة بالفحم، لانخفاض تكلفته مقارنة بالتربة، إضافة إلى قدرة الفحم على مكافحة الأمراض التي تسببها الفطريات، فأي نبات يحتاج إلى 90% من الكربون ليحافظ على المواد العضوية، بحسب قوله.

ويلفت إلى نظام "الاكوابونيك" يقوم على خزان مياه يحتوي على سمك وتروى المزروعات منه لأن الأسمدة الذائبة في الماء تعالج الأمونيا والفطريات الموجودة بالتربة، ومن ثم تعود المياه مرة ثانية على الخزام دون إهدار الماء.

وعمل شادي على زراعة نبات الأزولار في أحواض الأسماك، لكي يستخدمها فيما بعد كأعلاف للحيوانات.

ويصف النتائج التي ظهرت في نظام الزراعة بالفحم بأنها "مُبهرة" من حيث الجودة، إذ تميزت الفراولة بنكهتها العالية، ومذاقها الأكثر حلاوة، كما أن مدة صلاحيتها أطول.

ويشير إلى أنه وفَّر نحو 59% من الاستهلاك اليومي للمياه، واستخدام أقل للأسمدة العضوية بنسبة أقل من 5% فقط، إذ الاعتماد على الأسمدة الذائبة في الماء.

وعن التحديات التي يواجهها المهندس شادي، يجيب: "المزرعة تقع في منطقة مهددة بالمصادرة لأنها تقع بين مستوطنتين، والطريق المؤدي إلى المزرعة غير معبد وصعب المرور فيه، خاصة وقت سقوط الأمطار، ويتخوف من خطر هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي في أي لحظة للمزرعة".

ويتوقع مضاعفة الإنتاج العام المقبل، بناء على النتائج الإيجابية التي لامسها في الآونة الأخيرة، ويتطلع إلى زيادة التوسع في الاستزراع السمكي في المياه العذبة، والمالحة، وزراعة خضار فيها.

وينصح شادي المزارعين في فلسطين باتباع نظام الزراعة المائية، لتقليل هدر الموارد الشحيحة من الماء، والأسمدة العضوية، والكيماوية أيضًا، وتقليل نفقات وتكاليف زراعية على المدى البعيد.

326105611_5828354350576504_7487158000017227560_n.jpg
326186790_938430140903534_1103703356369535744_n.jpg
326109479_2090457384498175_719503719178595339_n.jpg
 

المصدر / فلسطين أون لاين