فلسطين أون لاين

في لقاء نُظم بغزة 

تقرير ناجون من الموت يروون مشاهد مؤلمة في العدوانات الإسرائيلية

...
فعالية بعنوان "ناجون من العدوان الصهيوني على قطاع غزة"
غزة/ نور الدين صالح:

سرد عدد من الفلسطينيين ممن نجوا من الموت، جملة من المشاهد المؤلمة في العدوانات الإسرائيلية على غزة في العقد والنصف الماضي. 

واستذكر هؤلاء في فعالية نظمتها مجموعة (16 أكتوبر) التابعة لوحدة الإعلام الأجنبي في مؤسسة الثريا للإعلام، بغزة، قصص فراق عائلاتهم وتدمير منازلهم وفقدهم لأطرافهم من جرّاء بطش الاحتلال الإسرائيلي المتواصل ضد الفلسطينيين. 

واستعرض رياض اشكنتنا بعضًا من تفاصيل المأساة التي حلّت به والدموع تنهال معها "فقدنا أسرة وأطفال كانوا يمرحون ويحلمون ويطمحون، كان يسردون لنا أحلامهم ونسعى لتحقيق مطالبهم".

وقال اشكنتنا في الفعالية التي حملت عنوان "ناجون من العدوان الصهيوني على قطاع غزة": "أُصيبت ابنتي سوزي وهي الناجية الوحيدة من عائلتي بصدمة نفسية بفعل فقدانها الحب والحنان الذي كانت تعيشه بين جنبات العائلة لأجلها".

واستذكر الأب المكلوم ما حدث مع عائلته قائلًا: "كان أبنائي ينامون على أمل أن يصحوا لنحقق لهم أمنياتهم ومطالبهم، ولكن بطش الاحتلال قضى على فرحتهم حيث كان يتربص لهم". 

ويوضح: "كل لحظة تمر علينا ليس لها معنى ولا طعم، ونحن نشتاق إليهم في كل وقت، فراقهم مزّق قلوبنا.. والآن أصبحت أخاف على سوزي من المستقبل الذي لا أعلم كيف سيكون بالنسبة لها".

ويوجه اشكنتنا رسالة للعالم الذي يتذرع بالديمقراطية ومؤسساته الحقوقية بأن "توفر وعاجلًا الحماية للأطفال الفلسطينيين الآمنين في بيوتهم"، متابعًا "سوزي فقدت عائلتها وحقها في الحماية الدولية التي من المفترض أن تتمتع بها بعد هذه الجريمة البشعة".

ويختم حديثه "لم نعد أنا وسوزي نريد شيئًا سوى كلمة حق من أصحاب العدالة، وأن يكونوا على قدر المسؤولية بمحاسبة مجرمي الاحتلال الذين حرمونا من عائلتنا".

وارتكبت قوات الاحتلال جريمة اغتيال عائلة اشكنتنا في السادس عشر من أيار/ مايو 2021.

وفي تلك الجريمة التي كان مسرحها شارع "الوحدة" غربي مدينة غزة، استشهد 43 مواطنًا منهم 10 أطفال و16 سيدة.

وفي قصة مؤلمة أخرى، استعرض الصحفي مؤمن قريقع (35 عامًا)، تفاصيل إصابته المروعة من جراء قصفه مباشرة من قبل الطيران الحربي شرق مدينة غزة في أداء عمله الصحفي. 

وبدأت حكاية قريقع الذي يقطن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أواخر عام 2008، بعد إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي في العدوان الإسرائيلي في ذلك العام.

كانت هذه الإصابة لـ"قريقع" التي فقد في إثرها أقدامه، وأصبح يسير على "كرسي متحرك" حتى اليوم، حسب ما يروي في أثناء مشاركته بتلك الفعالية، كما أصيب أيضًا مرّة ثانية في المنطقة العلوية من جسده.

أما الإصابة الثالثة التي تعرض لها "قريقع" في أثناء تغطيته لأحداث مسيرات العودة التي انطلقت أواخر عام 2018، شرق القطاع.

ويقول قريقع إن الاحتلال استهدف منزله في حي الشجاعية في عدوان 2014، ثم قصف في عدوان 2021، البرج الذي كان يضم شركته الإعلامية "ايديا ميديا".

لم تقف تلك الإصابات التي مرّ بها "قريقع" حائلًا أمام حالة الإصرار التي يتمتع بها، حيث واصل عمله في كل مرّة أقوى من التي سبقتها، "كل مرّة نعود للعمل كصحفيين لننقل رسالة الشعب الفلسطيني واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ضده".

وحصد "قريقع" العديد من الجوائز المحلية والدولية في مجال الصور الفوتوغرافية والأفلام الوثائقية، إضافة إلى المشاركة في معارض صحفية داخل فلسطين وخارجها، وفق قوله، كما حصل أيضًا على لقب "الصحفي الأكثر شجاعة في تغطية الحروب" من هولندا عام 2020.

وتابع: إن "المواطنين والصحفيين يعيشون حياة صعبة من جراء الاعتداءات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أنه ارتقى أكثر من 55 صحفيًا على مدار السنوات الماضية.

ويذكر أن والده استشهد عام 1987 حينما كان في الأسبوع الأول من عمره، كما ارتقى شقيقه شهيدًا أيضًا في عام 2004، وكان شقيقه الآخر أسيرًا في سجون الاحتلال. 

ويدعو قريقع لعقد مؤتمرات محلية ودولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، مستنكرًا سياسة المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين ضد الفلسطينيين والحروب الأخرى في دول العالم.