فلسطين أون لاين

بسبب حاجز عسكري إسرائيلي

تقرير "راسم" و"عايدة" ... فرحة عروسين فلسطينيين "مؤجلة"

...
صورة أرشيفية
نابلس/ خاص "فلسطين": 

كأيّ عروس في يوم زفافها، استيقظت العروس عايدة خياط من مدينة نابلس، منذ الصباح الباكر للتوجه إلى صالون التجميل (الكوافير) على أمل أن يمضي "اليوم المنتظر" بحسب ما هو مخطط له رفقة عريسها.

وفي حلول الساعة 12 ظهرًا، تلقت "عايدة" اتصالًا هاتفيًّا من عريسها راسم خطاطبة من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، ليطمئن على مجريات الأمور والاتفاق على الموعد المنتظر الساعة 3 عصرًا، ليظفروا بجلسة تصوير خاصة في أحد الشاليهات.

وبعد أقل من ساعة، أعاد العريس "راسم" اتصاله بخطيبته وأخبرها بأنّ هناك عملية فدائية حصلت في بلدة حوارة جنوبي نابلس.

وبناء على تلك العملية، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجز بيت فوريك الفاصل بين بلدتي بيت فوريك وبيت دجن ومدينة نابلس.

امتلك العروسان "بعضًا من الأمل" أن تفتح قوات الاحتلال الحاجز العسكري قبل الساعة الثالثة عصرًا، إلا أنّ الأخيرة شدّدت من إجراءاتها العسكرية والأمنية وأبقت الحاجز مغلقًا.

اقرأ أيضًا: ​الاحتلال يغلق حاجز بيت فوريك شرق نابلس

ووقتها، اتصل العريس "راسم" مجددًا بعروسته "عايدة"، مطمئنًا إياها، بأنه سيقوم بتعويضها عن أيّ حرمان بمجرد الانتهاء من الصالة بمدينة نابلس والعودة لبلدة بيت فوريك.

وبحسب "راسم" حينما جاء الوقت المقرر للزفاف الساعة السادسة مساء، توجه برفقة عائلته وباعتقاده أنّ الأمور ستمرُّ كما كانت مقررة، في حين توجهت "عايدة" وعائلتها إلى أقرب نقطة للحاجز للدخول لبلدة زوجها المنتظر، لكن ساعة وراء ساعة "تلاشى الأمل".

تروي عايدة لصحيفة "فلسطين": وصلتُ منطقة الحاجز العسكري قرب الساعة 7 مساءً، مرتدية "البدلة البيضاء" وانتظرتُ برفقة عائلتي حتى الساعة 11 مساءً على أمل أن تفتح قوات الاحتلال الحاجز، لكنّ "الفرحة لم تتم".

ويشير "راسم" إلى إلغاء عروسته مراسم "حفل الحناء" الأربعاء الماضي وذلك تزامنًا مع ارتكاب قوات الاحتلال مجزرة دموية في نابلس راح ضحيتها 11 شهيدًا.

ويضيف لصحيفة "فلسطين": قمنا بإلغاء مراسم "الحناء" احترامًا وإجلالًا لدماء الشهداء، "هذا الوطن يستحق التضحية بكل ما نستطيع".

ويصف العريس شعوره: "لم أكن أتخيل العجز من الوصول لمدينة نابلس لأخذ عروستي من منزلها في حفل زفاف (جميل) .. لم أتخيّل أن تنتظر خطيبتي أكثر من أربع ساعات ببدلة الزفاف على حاجز عسكري وسط أصوات القنابل الصوتية والغاز السام".

ويستدرك: "كنت أتمنى أن أحظى بحفل زفاف كأيّ عريس ينتظر عروسته في هذا اليوم".

وعبّر "راسم" عن شعوره بالفخر بحالة التضامن والتلاحم من أبناء شعبنا وعائلته التي جعلت منزله "محطة للتضامن" في لحظات نال الاحتلال من فرحته.

يُذكر أنّ مقاومًا فلسطينيًّا نفّذ عملية إطلاق نار بطولية في بلدة حوارة، أول من أمس، أسفرت عن مقتل مستوطنَين، وانسحابه من المكان بسلام، ردًّا على مجزرة الاحتلال التي شهدتها نابلس الأسبوع الماضي.