فلسطين أون لاين

تقرير قمة "العقبة".. محاولة أمنية لمنع تمدد المقاومة ووأد انتفاضة فلسطينية

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:
  • منّاع: التدخل الأمريكي في المنطقة حاليًّا "غير مسبوق" 
  • ياسين: القمة الجديدة ستفشل مثل سابقاتها الأمنية 
  • أبو هربيد: القمة هدفها منع "سيف القدس 2"

 

انعقدت قمة "العقبة" الأمنية في الأردن، وسط ظروف متعددة تشهدها الساحة الفلسطينية، أبرزها: فقدان السلطة سيطرتها على مناطق الضفة، وتنامي حالة ثورية فشلت السلطة والاحتلال الإسرائيلي في التعامل معها، وجرائم إسرائيلية أخرى تدفع بالأوضاع للانفجار، وفق مراقبين.

ويقول المراقبون: إنّ قمة العقبة تهدف إلى القضاء على المقاومة ومنع اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.

وشارك في قمة العقبة وفود من (إسرائيل)، ومصر، والأردن، والسلطة.

وسبق أن اجتمعت الأطراف السابقة، لعقد اتفاقية "أوسلو" عام 1993، واتفاقية "طابا" عام 1995، وتُلزمان السلطة بمحاربة المقاومة ونشطائها، تبعها اتفاقية أمنية في ذروة انتفاضة الأقصى عرفت بـ"جورج تينت" عام 2001م.

وفي يونيو/ حزيران عام 2003م، استضافت الأردن قمة "العقبة الأولى" التي جمعت الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرئيل شارون، ورئيس وزراء السلطة في حينه محمود عباس، لبحث تنفيذ "خطة التسوية" المزعومة المعروفة باسم "خارطة الطريق" ولاقت فشلًا ذريعًا بفعل تصاعد مقاومة الشعب الفلسطيني.

تدخل "غير مسبوق"

وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع أنّ الهدف من وراء انعقاد القمة الأمنية هو وأد اندلاع انتفاضة فلسطينية، ومنع تمدد المقاومة المسلحة في جميع أنحاء الضفة والقدس المحتلتين.

اقرأ أيضًا: "قمة العقبة" تنتهي إلى تفاهمات لإجهاض المقاومة بالضفة والقدس

وعدَّ مناع التدخل الأمريكي في هذا التوقيت بأنه "غير مسبوق" خاصة أنّ الجانب الأمريكي سيشرف على فرض الخطة والتنفيذ والتدريب، في حين سيتجاهل المشروع الاستيطاني الذي سينفذه الوزير المتطرف بتسئيل سموتريتش، مؤكدًا أنّ المستفيد من القمة ونتائجها هو الاحتلال.

وأشار إلى أنّ قممًا أمنية عديدة عقدت بين السلطة والاحتلال، بدءًا من "أوسلو" التي يصفها مناع بـ"أم الاتفاقيات" و"طابا" و"شرم الشيخ" و"العقبة الأولى"، تقاطعت بنودها -وإن اختلفت الصياغة- إلى محاولة وأد المقاومة ومنع تمددها.

وأكد أنّ نتائج القمم السابقة كانت "مؤقتة"، ودلل على ذلك أنه بعد اتفاقية "أوسلو" حدثت انتفاضة الأقصى 2000م.

ويُعتقد أنّ الضفة تعيش حالة نضالية مفتوحة، فمنذ عام لم تعرف الهدوء كما أنّ معركة "سيف القدس" وحّدت الساحات الفلسطينية "فأيّ حدث سيؤثر في مختلف الساحات".

وخلص المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أنّ قمة "العقبة" ستكون "حبرًا على ورق" وستنشأ مواجهة داخلية بين الشعب والسلطة التي تواجه عدة إضرابات نقابية من المهندسين والمعلمين والأطباء والمحامين دون حلول لقضاياهم.

نتائج واحدة

وبحسب المختص في الشأن الإسرائيلي شادي ياسين فإنّ قمة "العقبة الأولى" فشلت في تمرير نتائجها.

وذكر ياسين لصحيفة "فلسطين" أنّ اتفاقية "العقبة الأولى" أنتجت أمرًا واحدًا وهو اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، "وهو نفس المصير الذي سيواجه قمة العقبة" الحالية، وذلك في إشارة للبحث عن رئيس بديل للسلطة عن محمود عباس.

تمكين السلطة

ورأى المختص في الشأن الأمني محمد أبو هربيد، أنّ أمريكا تنظر للطرفين (السلطة والاحتلال) أنهما بحاجة للمساعدة بالرغم من أنّ التنسيق الأمني لم يتوقف بينهما.

وحدّد أبو هربيد في حديثه لصحيفة "فلسطين" ثلاثة أمور تُقلق الإدارة الأمريكية، أولها: أنّ محمود عباس لم يعد الرئيس الفعلي للسلطة وهناك أكثر من شخصية تُقدّم أوراق اعتمادها لأمريكا والاحتلال لخلافته، وثانيها: أنّ الجيل الفلسطيني الجديد لم يعد مقتنعًا بالسلطة بسبب فسادها وسياسة حكومة المستوطنين الفاشية.

اقرأ أيضًا: أبو مرزوق: مباحثات القاهرة لم تتطرق إلى قمة العقبة

وثالثها: يعتقد أنّ الإدارة الأمريكية، تحاول منع تكرار تجربة "سيف القدس" ولا سيما أنّ الساحة الفلسطينية أضحت مُهيّأة لمعركة جديدة ستُلقي بآثارها السلبية على "مستقبل السلطة".

وتطرَّق إلى أهداف أخرى من وراء انعقاد القمة منها: "تلميع شخصية جديدة في السلطة لخلافة عباس تستطيع التعاطي مع الجانب الأمني" بحسب أبو هربيد.