مؤامرة كبيرة تُحاك برعاية خُماسية "السلطة الفلسطينية، الاحتلال الصهيوني، الأردن، مصر، وأمريكا" للقضاء على المقاومة الفلسطينية والفتك بها، تُعقد لأجلها قمة طارئة في الأردن في محاولة لوأد المقاومة والحالة الثورية في الضفة الغربية، ووقف العمليات الفدائية التي تصاعدت في الآونة الأخيرة في القدس وجنين ونابلس، والتي أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى من الجنود الصهاينة والمستوطنين، وأثارت الرعب والهلع في الكيان الصهيوني، مما جعله يسعى لتحقيق الهدوء قبل شهر رمضان، والذي بات عاجزاً عن إيجاد رد استراتيجي لمواجهة العمليات الفدائية المرتقبة.
اقرأ أيضا: بالفيديو مسيرات غاضبة تجوب الضفة الغربية قبيل قمة العقبة
ومن أبرز النقاط في المباحثات الأمنية التي سيتم تناولها في قمة العقبة: تجنيد 10 آلاف عنصر، وتدريب ما يقرب من 5000 عنصر أمني فلسطيني يعملون حالياً في جهاز الأمن الوطني الفلسطيني في قواعد تدريبية على الأراضي الأردنية، كما أنهم سيخضعون لبرنامج تدريبي خاص بإشراف أمريكي، مهمتهم القضاء على التشكيلات العسكرية في الضفة، بالإضافة لتشكيل غرفة تنسيق مشتركة "فلسطينية – إسرائيلية - أمريكية"، والسماح بإدخال أسلحة ومعدات، وإحياء مسار المفاوضات.
ويأتي حسين الشيخ مُتباهياً في مشاركته في قمة العار بمُباركة من رئيسه عباس -عرّاب التنسيق الأمني- "ليضع حداً لتدهور الأمور الأمنية بالضفة"، كما صرّح، وعلى عينك يا تاجر، يُعلن خيانته لدماء الشهداء والجرحى من أبناء شعبه، وتآمر في وضح النهار لوأد العمل المُقاوِم الشرعي ضد الاحتلال، في حين كان الأولى بالسلطة الفلسطينية إعلانها موقف وطني حقيقي ضد الاحتلال المجرم بعدم المشاركة في هذا الاجتماع ووقفها التنسيق الأمني ووقفها اللقاءات السرية، في الوقت الذي ترتكب فيه قوات الاحتلال المجازر المتوالية ضد المقاومين والمدنيين في الضفة القدس، آخرها مجزرة جنين التي راح ضحيتها 11 شهيداً، ومجزرة نابلس قبل أيام والتي ارتقى فيها 11 شهيداً، بدلاً من الهرع للعقبة للتآمر لمجابهة أبناء وطنهم، والإصرار على استكمال أداء دورها الوظيفي في خدمة الاحتلال، والتغطية على جرائمه، والاستفراد بالقرار السياسي، وهذا كله يعمل على إلحاق الضرر بالقضية الفلسطينية.
اقرأ أيضا: تقرير مشاركة السلطة بقمة "العقبة".. تجديد للبيعة على "التنسيق الأمني"
هذا السلوك المخزي الذي تبنته السلطة هو طعنة في خاصرة الفلسطينيين، وخيانة عظمى لقضيتهم، وتجاوز لكل الخطوط الحمر، وهو السلوك الذي أعلن الفلسطينيين بكافة أطيافهم وفصائلهم رفضه له، واعتبروه خيانة لدماء الشهداء وتضحياتهم، فمن يظن أنّ غربال الخيانة والعار الذي يُصنع تحت نعال الأعداء من الصهاينة والأمريكان والعرب المتصهينة قادر على حجب شعاع الثورة المُلتهبة في قلب المُقاوم الذي وهب روحه ودمه لقضيته العادلة فهو واهمٌ، وواهمٌ من ظنّ أنّ مؤامرات العار ستكسر عزيمته، وتُطفئ وهج ثورته المشتعلة، ولن يسمح المُقاوم الفلسطيني الأبي -لأيّ كان- أن يُجهد انتفاضته المُتصاعدة والمتدفقة من كل مكان، وحسبه أن الله -عزّ وجل- معه وسيُهزمُ الجمعُ ويُولونَ الدُبر.