عد محللون سياسيون مشاركة السلطة في قمة العقبة طعنة غادر بظهر الشعب الفلسطيني، كونها جاءت بعد المجازر الأخيرة بحق الفلسطينيين، محذرين من ذهاب السلطة في القمة إلى تقديم تنازلات جديدة للولايات المتحدة الأمريكية، ودولة الاحتلال مقابل تعزيز قدراتها الأمنية في الضفة.
ويعكس ذهاب السلطة إلى المشاركة في قمة العقبة إلى جانب مصر والأردن، حرصها على استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال، وعدم قدرتها على مغادرة مربع "أوسلو" الذي أضاع حقوق القضية الفلسطينية.
وستنطلق يوم غد الأحد قمة العقبة، التي تجمع الأردن ومصر ودولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب السلطة.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي، راسم عبيدات، أن مشاركة السلطة في قمة العقبة تعد طعنة غادر في ظهر الشعب الفلسطيني، كونها جاءت بعد المجازر الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
ويقول عبيدات في حديثه لـ"فلسطين": "السلطة من خلال مشاركتها في القمة استجابت للضغوط الأمريكية، وتؤكد استمرار مراهنتها على التنسيق الأمني والعلاقات مع الاحتلال".
ويضيف عبيدات: "الهدف الأساسي من القمة هو كسب الوقت حتى يمر شهر رمضان بشكل آمن على الاحتلال".
ويوضح أن مشاركة السلطة بالقمة جاءت بعد قرارها بعد سحب الطلب المقدم لمجلس الأمن حول الاستيطان، والاكتفاء ببيان للمجلس يدين الاستيطان، وهو ليس له أي قيمة قانونية أو سياسية.
ويردف بالقول: "السلطة خياراتها محسومة، ولن تغادر مربع أوسلو، وذهابها للقمة يأتي لتعزيز التنسيق الأمني".
من جانبه، يقول الباحث في شؤون المفاوضات، محمد مطر: "يبدو أن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال قدموا للسلطة وعود بتحسينات اقتصادية في الضفة، واستمرار بقاءها سياسيًّا، مقابل تقديم تنازلات أمنية جديدة".
ويضيف مطر: "السلطة من خلال مشاركتها في القمة تواصل ممارسة دورها الوظيفي في خدمة الاحتلال".
ويوضح أن السلطة ستوافق في القمة على تطبيق الخطة الأمريكية لإرساء الهدوء في الضفة، مقابل تعزيز قدراتها الأمنية في الضفة الغربية.
ويشير إلى أن الاحتلال والولايات المتحدة يريدون تمكين السلطة بالضفة، كما يعملون على منع انهيارها، واستعادة قوتها الأمنية عبر تحسين وضعها الاقتصادي.
من جهته، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، راشد البابلي، أن القمة جاءت في أجواء أمنية وسياسية حرجة، وبتوقيت أكثر حساسية واستفزازًا للشارع الفلسطيني.
ويقول البابلي في حديثه لـ"فلسطين": "تهدف القمة لتخفيف حدة التوترات في المنطقة بشكل عام، وفي الضفة بشكل خاص، ولا سيما عقب أحداث مدينة نابلس الأخيرة التي راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى في ظل صمت إقليمي كبير، وفي وسط حالة تطبيع مستمرة تزامنت مع إتاحة الأجواء السعودية والعمانية للطيران الإسرائيلي، والتي تأتي استكمالًا لمسلسل التطبيع".
وأكد أن الشارع الفلسطيني في الضفة وغزة وغيرهما لا يرى سبيلًا لصد سياسة الاحتلال العنصرية إلا بوحدة القرار وبالكفاح المسلح.