فلسطين أون لاين

بعد تغريدة القسام...هل اقتربنا من المواجهة الكبرى؟

أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام (أبو عبيدة) ظهر الأربعاء الموافق 22/2/2023م، أن صبر المقاومة في غزة على جرائم الاحتلال آخذ بالنفاذ، وقال في تغريدة له عبر قناته في "تليجرام": "إن المقاومة في غزة تراقب جرائم العدو المتصاعدة تجاه أهلنا في الضفة المحتلة، وصبرها آخذ بالنفاد"، جاءت هذه التغريدة عقب ارتكاب العدو الإسرائيلي جريمة مروعة في مدينة نابلس، ارتقى على أثرها عدد كبير من الشهداء، بينهم كوادر من المقاومة، والتي ولدت حالة من السخط العام على السلطة الفلسطينية نتيجة استمرار التعاون الأمني مع الاحتلال، وفجرت موجة من الغضب في الشارع الفلسطيني في وجه الاحتلال، وزادت من دعوات الثأر والانتقام من العدو، ودفعت فصائل المقاومة لتهديد العدو بدفع ثمن جريمته المروعة.

هذه التغريدة، وعلى الرغم من كلماتها المحدودة إلا أن رسائلها ودلالاتها كبيرة ومهمة وتخاطب كلًّا من؛ (الاحتلال، والوسطاء، وأهلنا في الضفة الغربية)، وربما يتبعها ترجمات قريبة في الميدان، ونحن على أعتاب شهر رمضان، والذي يخشى فيه الاحتلال من اندلاع جولة قاسية من القتال مع المقاومة الفلسطينية،

ويمكن فهم مضامين هذه التغريدة، والتي تحمل في طياتها حزمة من الرسائل والدلالات كما يلي:

أولًا_ رسالة للعدو:  بأن رد المقاومة قادم لا محالة، وهذه الجرائم تعاظم من فاتورة الحساب، وأن مراهنته على عزل وتحييد قطاع غزة وإبعاده عن دائرة الفعل مما يجري في الضفة الغربية مراهنة خاسرة، وما فرضته المقاومة في معركة سيف القدس من معادلات لا يمكن أن تكسر، فغزة والضفة والقدس وكل أرض فلسطين لا تقبل القسمة، وهي ساحة مواجهة واحدة؛ وأن الاعتداء على الضفة أو القدس أو ال48 هي اعتداءات مباشرة على غزة، يعطيها كامل الحق في الرد.

ثانيًا_ رسالة للوسطاء: طالما هناك احتلال وعدوان، فإن المقاومة مستمرة ولن تتوقف للحظة، وأنه لا يمكن تقديم أي تعهد بالهدوء، وأن جرائم العدو لا يمكن احتمالها أو الصبر والسكوت عنها، وأن موقف وقرار المقاومة (عدم الاستجابة) لأي جهود أو مساعٍ رامية لاحتواء الموقف بأي صورة؛ لأن العدو الإسرائيلي هو المسؤول عن العدوان، وهو من يجر المنطقة إلى التصعيد، وبالتالي من غير المعقول مطالبة المقاومة بتفويت الفرصة، وتجنب الرد على العدوان المتصاعد في الضفة الغربية وباقي الأرض الفلسطينية، وأن عليكم وقف العدوان ولجم العدو قبل فوات الأوان.

ثالثًا_ رسالة لأهلنا في الضفة: المقاومة في غزة معكم، ولن تتردد في تدفيع العدو ثمن جرائمه، وغزة ليست بمعزل عما يحدث، كما أنها ستبقى السند لكم ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني، كما ستكون المدد الحقيقي للمقاومة في الضفة وسيبقى دعمها حاضرًا بصوره المختلفة، ولن تسمح للاحتلال بالاستفراد بكم داخل الضفة الغربية، وأن ساعة الحساب باتت تقترب، والمقاومة في غزة وفي مقدمتها كتائب القسام ستردع العدو على هذه الجرائم، والمعركة الكبرى تقترب أقرب من أي وقت مضى.

تأتي هذه الرسائل الثلاث في وقت متفجر للغاية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، والذي يعيد إلى الأذهان سيناريو (معركة سيف القدس)، والتي اندلعت في ظروف وأحداث مشابهة، وهذا يعني أن إمكانية اندلاع مواجهة كبرى مع الاحتلال واردة جدًّا مع العدوان المتصاعد بحق أهلنا وشعبنا في القدس والضفة، فضلًا عن العدوان الممنهج بحق أسرانا الأبطال، والذين بدؤوا بالفعل خطوات التصعيد، ليكونوا شرارة هذه المواجهة؛ رفضًا للحملة المسعورة التي يشنها وزير الأمن القومي المتطرف المجرم بن غفير، والتي جعلت حياة الأسرى جحيمًا لا يطاق، إضافة إلى المعاناة التي يعيشون فيها.