على تحطيم الصخور، وشق جبال نابلس تربى الشهيد المجاهد حسام بسام إسليم، وهو البكر لأبيه الذي يعمل على آلة "باقر"، ليصقل من هذا العمل شخصيته الصلبة والعنيدة.
عاش المجاهد إسليم مرابطاً في ثغره، ساجداً لربه، مترصداً عدوه، وأمضى أيامه ولياليه برفقة بندقيته يعزف بالرصاص ألحان الحرية والرفض للمحتل.
النابلسي، حسام بسام اسليم (24 عاماً)، ابن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وقائد في عرين الأسود عرفته أزقة البلدة القديمة برباطه وجهاده.
وفي كل اقتحام من قبل الاحتلال لنابلس، يكون المجاهد اسليم في مقدمة صفوف المقاومين يطلق الرصاص ويناور في أرض المعركة.
ويشهد أهل البلدة القديمة في نابلس، للمجاهد حسام اسليم طيبة قلبه وحبه للجميع وعشقه للشهادة، وعناده في مقاومة الاحتلال.
ونشر رفاقه مشاهد له قبل استشهاده وهو يصلي خلال رباطه في البلدة القديمة، وفي جنازات أبطال عرين الأسود.
لحن الحرية
وحملت صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، منشورات تعبر عن شخصيته وتمسكه بالمقاومة وكتب في أحدها.
عِندّما تبدّأ بنَادِقُنا بالعَزف فإن الحّقُ يتَكلمّ، والظّالمُ يتَألمّ، والحُورُ تُنَادينا
واقع ترجمه بالفعل لا بالقول، بعد حصاره اليوم الأربعاء في أحد منازل البلدة القديمة بنابلس، حينما أعلن أنه لن يسلم نفسه للعدو.
وعندما أيقن أن موعد الشهادة قريب، بعث المجاهد اسليم برسالة صوتية ستبقى خالدة في القلوب والعقول، أكد فيها حبه لأمه ودعا لعدم ترك البندقية.
وبعد معركة استمرت لساعات، توقفت بندقية المجاهد حسام اسليم عن العزف، لتعلن استشهاده بعد أن امتزجت دماؤه بالرصاص والبارود وحجارة البلدة القديمة في نابلس.
وزفت حركة حماس ابنها المجاهد حسام بسام اسليم أبن عرين الأسود، وشهداء نابلس الذين ارتقوا بعد إصابتهم بنيران قوات الاحتلال خلال عدوانها على البلدة القديمة بمدينة نابلس.
وقالت الحركة في بيان لها إنّ حصار المقاوِمَيْن اسليم ورفيقه المجاهد محمد عمر أبو بكر، وهدم المنزل فوقهما، واستهداف المدنيين والمسنّين والأطفال في المدينة، لن يكسر عزم شعبنا وإصراره على نهج المقاومة والجهاد، ولن يحقق للاحتلال الصهيوني أمنًا في أرضنا المحتلة.
ووجهت حماس التحية لرجال نابلس ومقاوميها الأبطال، الذين شاركوا في صد العدوان، وخاضوا اشتباكات ضارية في معركة الدفاع عن المدينة، ورسموا لوحة وطنية مشرّفة من العزة والإباء والاستبسال، وإنّ شعبنا البطل لن يمرر هذه المجزرة دون رد، وسيثأر لدماء الشهداء الأبطال.
من جانبها أكدت مجموعات عرين الأسود وهي تودع كوكبة جديدة من الشهداء مضيها قدماً في طريق الجهاد، متوعدة الاحتلال بأنها سترد الصاع صاعين لدولة الاحتلال.
ووجهت العرين رسالة للشباب بأن باب الانتساب للجهاد مع مجموعات عرين الأسود مفتوح، وأن الدخول في معارك الشرف لا يحتاج سوى عقد العزائم والنية الصادقة مع الله.