فلسطين أون لاين

​قواعد "المشاجرة" مع الزوجة.. كيف تنتصر في النهاية؟!

...
صورة تعبيرية
غزة - عبد الله التركماني

المشاجرات الزوجية شر لا بد منه، ولا يكاد يخلو بيت من وقوع المشاجرات بين الأزواج، فجميع الأزواج يتشاجرون، وهذا ما يتفق عليه الجميع دون استثناء، ولكن موضع الاختلاف يكمن في أسلوب وطريقة الشجار، والأهم من كل ذلك هو الكيفية التي ينتهي عليها هذا الشجار.

عزيزي الزوج.. إن تحقيق الانتصار في نهاية أي شجار، لا يكمن في تمكنك من تسيير قرارك الصارم أو "كلمتك الواحدة" على زوجتك، فمعظم الزوجات غالباً ما يسلكون طريق الانصياع لإرادتك من أجل "منع الشر" بمعنى آخر (هي تتركك تنتصر بمزاجها من أجل إنهاء الشجار)، ولكن الانتصار الحقيقي يكمن بخروجك بأقل الخسائر والأضرار من هذا الشجار، بما يساهم بالمحافظة على حياتك الزوجية من آثار الزلازل التي تخلفها هذه الشجارات.

ولكي يحدث ذلك، من الضروري جداً أن تأخذ بعين الاعتبار عدة اعتبارات.

المتخصص النفسي والاجتماعي إياد الشوربجي، يتحدث لـ"فلسطين" عن أهم هذه الاعتبارات التي إذا ما اتبعتها فإنها ستقلص إلى حد كبير من حجم الأضرار الجانبية الناجمة عن الشجار مع الزوجة.

*عدم الادعاء وكأن شيئاً لم يحدث: تجاهل أسباب الشجار برمته والمضي قدماً وكأن شيئاً لم يحدث ليس أمراً ذكياً على الإطلاق، فالبعض يعتقد أنها خير وسيلة لتجاوز الأمر، ولكن الحقيقة أنها أسوأ وسيلة لتفاقم المشكلة، لذا، فالمطلوب هنا أن تقوم بجهود من أجل حل الخلاف، وعقد جلسة تقييمية لإصلاح الأضرار التي ستكبر شيئاً فشيئاً إذا ما استمرار الادعاء وكأن شيئاً لم يحدث.

*ما يحصل بينكما يبقى بينكما: الحاجة للحديث مع شخص ما عن أسباب شجارك مع زوجتك قد يبدو أمراً طبيعياً، ولكن هذا الشخص يجب أن يكون المقرب من عائلتها أو من عائلتك وبهدف حل المشكلة لا لإفشاء أسرار وأخبار الزوجية، لأن اكتشاف الزوجة بجعل خلافاتكما مادة للنقاش والمشاركة مع أشخاص ليسوا ضمن دائرة القرابة الأولى مثل أصدقائك سيجعلها تفقد الثقة بك، والسبب هو أنها خلال المشاجرات تكون في أسوأ حالاتها التي من المفترض أن تبقى كـــسرٍ بينكما.

*لا تطل من مدة المشاجرة: الإطالة بمدة الشجار يزيد من كمية الشحنات السالبة بين الزوجين، ويبقي الفرصة سانحةً لاتخاذ الطرف الآخر المزيد من القرارات السلبية والمشاعر السيئة تجاه الآخر، لذا فالحل هنا إنهاء الشجار وتبعاته واتباع أسلوب حوار راقٍ لحل الخلافات.

*تحكم بمشاعر الغضب: السيطرة بمشاعر الغضب أمر مهم جداً عند حدوث أي شجار بين أي زوجين، فالغضب قد يمنح الطرف الآخر شعورًا بأن الحياة ستصبح مستحيلة مع مرور الأيام والسنوات، كون الغضب يعد نقيض الحوار والتفاهم.

*العناد وعدم تقبل الاعتذار: العناد سيزيد من حدة الخلاف، وحين تقدم لك زوجتك اعتذاراً صادقاً عليك تقبله، فالمسامحة من الممارسات الصحية جداً في العلاقات وهي تؤسس لحياة زوجية سعيدة. هي ليست امرأة كاملة ومثالية وأنت أيضاً لست برجل كامل، لذلك إن كنت تتوقع منها أن تسامحك على بعض الأخطاء فعليك أن تقوم بالمثل.

وحين تقدم الزوجة اعتذاراً صادقاً لا ترفض هذا الاعتذار مطلقاً، والأصل أن يتجاوز الرجل عن أخطاء زوجته لأن عدم تقبل ذلك هو تعزيز للمشاعر السلبية.

*التحكم بالألفاظ الجارحة: الكثير من العبارات قد تكون جارحة للزوجة، وسواء كنت تقصد ما قلته أو لم تقصد، فالتراجع أمر صعب جداً، فهذه العبارات التي قد تخدش كرامة الزوجة من الصعوبة نسيانها، وستبقى جروحاً عميقةً داخلها، لذلك فإن ضبط النفس أمر مهم جداً، وعدم تكرار هذه العبارات هو أمر أهم.

*لا تتخذ موقف الصامت: المقاطعة كأسلوب عقاب لا يجدي نفعاً في معظم الأحيان، فترك الزوجة وعدم الحديث معها بعد الشجار لا يمنحك الانتصار بل يزيد من اتساع الفجوة بينكما. المشروع في الصمت لا يتجاوز الفترة التي تحتاجها حتى تهدأ، خذ وقتك لذلك، لكن يجب عليك تحقيق التواصل بينكما عندما تنتهي زوبعة الشجار.