كشفت دراسة حديثة أن إطلاق سحابة غبار من فوق سطح القمر للحد من قدرة أشعة الشمس على الوصول إلى الأرض يمكن أن يساعد في تبريد كوكبنا.
لكن الدراسة ما تزال في حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد مخاطر ذلك على الزراعة، والأنظمة البيئية، ونوعية المياه، وهي أمور ما تزال غير واضحة.
بحثت دراسات سابقة في فكرة إطلاق أكثر من 100 مليون طن من الغبار بين كوكب الأرض والشمس بهدف حجب أشعة الشمس عن الوصول إلى كوكبنا كطريقة لمكافحة التغيّر المناخي، حيث تمتص الجزيئات طاقة الضوء أو تشتت الأشعة بعيدًا عن الأرض.
ولتنفيذ ذلك، سيتعين إطلاق الغبار على مسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، تحديدًا عند "نقطة لاغرانج الأولى"، حيث تنعدم قوة جاذبية الشمس والأرض.
لكن الطاقة الصادرة عن أشعة الشمس والجزيئات التي تطلقها الشمس، المعروفة باسم الرياح الشمسية، ستعمل تدريجياً على دفع الغبار بعيداً عن "نقطة لاغرانج الأولى"، وهو ما يحتاج إلى تصويب.
الآن وبعد إجراء آلاف من تجارب المحاكاة بالكومبيوتر، خلص بنجامين بروملي، الباحث بجامعة أوتا، وزملاؤه، إلى أن إطلاق سيل من الغبار القمري بصورة مستمرة من القطب الشمالي للقمر تجاه "نقطة لاغرانج الأولى" بسرعة 2.8 كيلومتر في الثانية قد يكون نهجاً أفضل.
وبالنظر إلى عوامل مثل قوة جاذبية الشمس، والكواكب وتأثير الرياح الشمسية، فقد اكتشفت تجارب المحاكاة أن الإبقاء على درع غبار واقٍ يزن مليون طن بالقرب من "نقطة لاغرانج الأولى" طيلة عام كامل من شأنه أن يخفّف أشعة الشمس بواقع 1.8%، وهو ما يعادل التعتيم الكامل لأشعة الشمس لستة أيام.
وبحسب بن كرافيتز، الباحث بجامعة أنديانا الأميركية، إذا استمرت هذه الطريقة إلى أن يجري عمل تدابير أخرى لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للأرض، فقد يعوّض ذلك الزيادة في تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون التي حدثت منذ الثورة الصناعية.
وقال كرافيتز: "إذا نجحت هذه الطريقة، سيكون لها تأثيرها في خفض درجات الحرارة العالمية، لكن من الصعب الحكم ما إذا كانت النتيجة تستحق كل هذا الجهد المبذول والموارد المستخدمة".
غير أن تظليل كوكب الأرض سيكون له تأثيرات متباينة في عدّة مناطق، "فدرجات الحرارة، وهطول المطر وهبوب الرياح وغيرها من الظواهر ستتغير نتيجة لهذه الاستراتيجية. وسيكون لهذه التغيّرات انعكاساتها على الزراعة، والأنظمة البيئية، ونوعية المياه"، بحسب كرافيتز.