قائمة الموقع

"رسائل الألم والأمل".. تجربة ناجية من مرض سرطاني نادر

2023-02-18T14:22:00+02:00

طليعة عام 2022 علمت المقدسية ريم الهندي إصابتها بمرض السرطان، وعلى الرغم من صعوبة مراحل العلاج التي خاضتها انتصرت عليه، مقررة تحويل محنتها إلى منحة صاغتها في كتاب "رسائل الألم والأمل" الذي يحمل في طياته رسائل دعم لمرضى السرطان.

قبل ظهور النتائج المخبرية التي تؤكد إصابتها بالمرض العضال، عانت الهندي الكثير من الأعراض كبقع حمراء على الجلد، وكتل ضاغطة في أماكن عديد من جسدها مسببة لها أوجاعًا أليمة، وارتفاعًا شديدًا بدرجات الحرارة دون ظهور أي بوادر لإصابة بمرض.

لم تستطِع الهندي استيعاب ما يحدث معها، فقبل سنوات ماضية بعد زواجها بعام اكتشف الأطباء إصابة زوجها بالسرطان في الجهاز المناعي، دون أن تظهر عليه أي أعراض، فاستبعدت إصابتها به.

تقول: "بعد تعافي زوجي، انتظرنا عامين ليخلو جسده من تأثير الكيماوي وتكوين أسرة وإنجاب أطفال، في تلك المدة بدأت ظهور أعراض البقع الجلدية وغيرها، التي غضَّت الطرف عنها لإجراء الفحوصات الروتينية استعدادًا لعملية زراعة الأجنة، فظهر خلل في تحاليل الدم وأنزيمات عالية التي عدها الأطباء مؤشرًا خطيرًا مكثت في إثره أسبوعًا بالمستشفى".

وفي تلك المدة خضعت للعديد من الفحوصات، وخزعة لنخاع العظم، وعينتين لكتلتين في البطن والذراع، أظهرت نتائجهما إصابتها بنوع نادر من الأمراض السرطانية، فهي الرقم 50 في العالم المصابين به.

تضيف أن الخبر الصعب هو عدم وضوح الخطة العلاجية، فهذا النوع السرطاني لا توجد حالات ناجية منه، "تلقيت جرعات مختلفة من الكيماوي، وقد تساقط شعري من الجلسة الأولى، فدخلت في صدمات كثيرة ولم يكن أمامي وقت لأتنفس عناء الصدمة فأتلقى غيرها من المضاعفات".

وتذكر أن أحد المضاعفات التي أرعبتها كانت تأثير العلاج الكيماوي في الرؤية، وتأثر عمل الجهاز الهضمي حيث عانت مضاعفات في المرارة، وحروقًا من الدرجة الثانية في أجزاء متفرقة من جسدها، وصعوبة في التنفس، "كان الأمر صعبًا جدًا".

تبرع شقيق الهندي بنخاع عظم لكون نوع السرطان المصابة به سريع الانتشار، وكانت نسبة التطابق مع أخيها 80% وهي قليلة بالنظر إلى توطن المرض في جسدها، "لكن معية الله كانت حاضرة، فاستجاب جسمي للعملية وبدأت ألتقط أنفاسي في 20 سبتمبر مع أول مسح ذري للمرض".

رسائل إلهام

طيلة تلك المدة لم تكن ريم بعيدة عن تدوين معايشتها للمرض، فكانت تنقل معاناتها لكل متابعيها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

تتابع الهندي حديثها: "كنت أجلس مع صديقاتي، وأتحدث لهم عن مرضي، فدفعوني إلى عمل كتاب خاص بسبب تفاعل المتابعين لي وكيف أمدهم بالطاقة والأمل في الحياة، إحداهن قالت لي: ريم كوني صوتًا للي ما الهم صوت، وكانت تصلني رسائل من أشخاص يعانون السرطان لكن لا يملكون القدرة على التعبير، وهم بحاجة إلى دعم ومساندة لما يمرون به من مشاكل جسدية ونفسية وبالتالي هم بحاجة إلى من يطبطب عليهم".

اقتنعت ريم بفكرة الكتاب خاصة أن بعض الأشخاص لا يفضلون مشاركة بعض التفاصيل الخاصة بهم، "ولكن عند قراءتهم لتفاصيل أشخاص آخرين وتجربة صعبة قد يرون الحياة من منظور ثانٍ، فيستمدون القوة منهم تدفعهم لتجاوز المرحلة وتخطي الصعوبات".

المواضيع التي تناولها كتاب "رسائل الألم والأمل" يتضمن الرسائل التي دونتها على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتفاعل الناس معها، وكيف خاضت تلك التجربة.

تقول ريم: "أردت أن يعرف الناس عن معاناة مريض السرطان، ووضعت بعض المعلومات عن معاناته ومضاعفات جرعات الكيماوي، وضرورة تقبل الوضع والتمسك بالأمل، والشكر لله على النعم التي لا نشعر بها إلا بعد فقدها. وهي رسائل أيضًا موجهة للدائرة المقربة من المريض، وكيف عليهم أن يساندوه ويقدموا الدعم المطلوب منهم".

واعتمدت ريم في أسلوب كتابتها على لغة بسيطة سهلة "من القلب إلى القلب، فأنا لست كاتبة ولا أديبة، ولكن أعبّر عن مشاعري ليشعر القارئ بالحالة التي كنت أعيشها بعيدًا عن المبالغة والتزييف، كما أن أسلوب العرض تسلسلي حيث انتهى بالعودة إلى الحياة". 

وتطمح بأن يرى الناس الحياة بمنظور مختلف، وأن يسخّر كل شخص طاقته في سبيل الوصول إلى الحياة والأمل، وتقبُّل الوضع.

اخبار ذات صلة