تشن حكومة الاحتلال حربًا واسعة على الفلسطينيين، ولم تترك ملفًا إلا صعدت فيه، وفتحت الجبهات بشكل واسع، وتقود الأوضاع نحو المواجهة، ولم يعد يُطرح السؤال عن المواجهة العسكرية من حيث وقوعها من عدمه، بل أصبح السؤال: هل تكون قبل شهر رمضان أو في أثنائه؟ ما يعني أنها ستكون في وقت لا يتجاوز 40 يومًا.
من الواضح أن جهود الوسطاء لم تأتِ بنتائج إيجابية فيما يتعلق بلجم حكومة المستوطنين المتغولة، وأن مهمتهم فشلت في تهدئة الأوضاع، ويرجع ذلك لسببين، يرتبط الأول بتوجه الوسطاء نحو الضغط على السلطة في هذا الأمر، وهي التي لا تملك من أمرها شيئًا، وليست لديها القدرة على فرض سيطرتها، والثاني يرتبط بعدم الضغط الفعلي على الاحتلال لوقف جرائمه ضد الفلسطينيين، التي طالت كل مناحي الحياة في الأسابيع الماضية، وتصاعدت في الأيام الأخيرة.
تمارس حكومة المستوطنين كل أشكال الجرائم والعنف، ولم تترك ملفًّا إلا وارتكبت فيه جرائم، لكن أخطرها ملف الأسرى، والتضييق عليهم، وملاحقتهم في أدنى الحقوق الإنسانية، وهو ملف متفجر لدى الفلسطينيين، ومن الصعب الصمت عليه، وهو ما يقود نحو مواجهة قبل شهر رمضان، وإذا واصلت حكومة الاحتلال إجراءاتها فإن ذلك سيفجر الأوضاع بشكل غير مسبوق.
يمثل الأسرى رمزية عالية جدًا لدى الفلسطينيين، ولن تتركهم المقاومة يواجهون السجان وحدهم، بل هي موحدة في ذلك، مهما كان الثمن، وسط دعم شعبي واسع، ومن ذلك خيار المواجهة الشاملة، بما فيها المواجهة العسكرية مع غزة.
في حين لا تقل الملفات الأخرى أهمية عن ملف الأسرى، من حيث القدرة على تفجير الأوضاع، ولا سيما ما يحدث في القدس من عمليات هدم المنازل، واقتحام مخيم شعفاط، والأحياء الفلسطينية في المدينة، والاعتداء على الشبان، والنيل من كرامتهم، وسحل الفتيات، والاعتداء على المرابطات، وغيرها مما ينشر ويشاهد.
خيار المواجهة أرجح من الهدوء، والعمل المقاوم في تصاعد غير مسبوق، وسيتصاعد في الأيام القادمة، ليبلغ ذروته مع شهر رمضان، ويعجل المواجهة التي أصبحت حتمية، ومن الصعب على المقاومة تجاهل ذلك، أو تجاوزه، لكن تحت قاعدة توحد كل الفلسطينيين في مواجهة حكومة اليمين المتطرف، وفي كل المناطق، لتكون معركة سيف القدس جزءًا يسيرًا مما سيحدث في المواجهة القادمة.