قائمة الموقع

المقدسيون يواجهون جرائم الاحتلال بوسائل مقاومة شعبية

2023-02-17T08:30:00+02:00
فلسطين أون لاين

يلجأ المقدسيون إلى استخدام وسائل مقاومة شعبية متعددة للتصدي لتصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس وأحيائها.

ويذهب أهالي بلدات وأحياء مدينة القدس لإعلان حالة الطوارئ والإضراب الشامل وعدم إرسال الطلبة إلى المدارس، رفضًا للتنكيل وسياسات الهدم، تعززها دعوات قوى المقاومة الوطنية.

وأول من أمس، دعت مجموعات "عرين الأسود"، أهالي القدس المحتلة إلى إعلان العصيان المدني وإغلاق الشوارع وتحطيم كاميرات المراقبة في جميع مناطق القدس للتعبير عن الغضب.

وجاء في البيان المقتضب: "زعزعوا أمنهم في مخافرهم وأماكن تواجدهم، كبّروا باسم الله وحاصروهم واضربوهم وأربكوا جنودهم، لا تتركوهم يستفردون بأحدكم، فوالله لن يسلم من شرهم أحد، فمرحبًا بالموت على أن نرضى بعيشة الذل والهوان".

ويقول منسق القوى الوطنية والإسلامية في القدس ومخيم شعفاط حمدي ذياب: إن حكومة الاحتلال المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو تصعد هجمتها المسعورة ضد المقدسيين وذلك ضمن سياسة فرض العقوبات الجماعية.

اقرأ المزيد: فارس: ما يجري في القدس نكبة متجددة تهدف لتهجير المقدسيين

وأكد ذياب في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن قوات الاحتلال مارست التنكيل والضرب والإهانة في مخيم شعفاط وأحياء وبلدات أخرى في القدس، الأمر الذي يدفع الأهالي لمواجهة هذه السياسات العنصرية عبر استخدام وسائل شعبية متعددة.

واعتبر أن دعوات مجموعات المقاومة للمقدسيين ووقوفها معهم تزيد قدرتهم على الصمود ومواجهة الاحتلال وممارساته العنصرية المتصاعدة، لافتًا إلى أن العصيان المدني والإضراب الشامل وغيرها لها انعكاسات مهمة على صعيد تغيير الاحتلال من سياساته.

وبيّن أن التفاعل الكبير من المقدسيين وأهالي مخيم شعفاط مع الدعوة للعصيان والإضراب الشامل، أرغم الاحتلال على تخفيف حدة إجراءاته على حاجز شعفاط الرئيس وتسهيل حركة المواطنين على مدار اليومين الماضيين.

ووصف رسائل المقاومة الداعمة للمقدسيين بـ"المهمة كونها تنذره بعدم تجاوز الخطوط الحمراء في جرائمه"، محذرًا من أن استمرار جرائم الاحتلال سيشعل انتفاضة ثالثة في الأيام القادمة، خاصة بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك.

وأكد ذياب، أن الاحتلال يقود حربًا تهويدية ضد الحجر والبشر ويحارب العبارات الثورية المكتوبة على جدران القدس وأبواب المحال التجارية، بهدف تقليص الوجود العربي الفلسطيني وفرض سيادته على القدس بالكامل.

هجمة مسعورة

بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي المقدسي إسماعيل مسلماني: إن حكومة الاحتلال تشن هجمة مسعورة وقاسية بقرار من المؤسسة الأمنية السياسية والعسكرية تتمثل بإذلال المقدسيين وتكثيف الهدم وغيرها.

وأوضح مسلماني لـ"فلسطين" أن قرار العصيان المدني جاء بهدف محاولة "لململة الشارع المقدسي"، وتمكينه من مجابهة قرارات الاحتلال العنصرية"، معتبرًا أن ما جاء في بيان "عرين الأسود" أعطى "دفعة معنوية عالية للمقدسيين، من أجل الاستمرار والصمود والتحدي".

وبحسب رأيه، فإن بيانات المقاومة تشكل دليلًا واضحًا على وحدة العمل الميداني في كل ساحات الضفة والقدس المحتلتين، مشددًا على أن "الصراع لا يزال مفتوحًا مع الاحتلال".

وأكد أن وحدة الشعب الفلسطيني في الميدان تزعج المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لافتًا إلى أن هذا الأمر يرفع حالة المواجهة والاشتباك مع الاحتلال.

ووفق قوله، فإن القدس شهدت على مدار الأسبوع الماضي حالة ثورية أشبه بزمن "الانتفاضة الأولى" التي انطلقت عام 1987م، تجسدت بمشاركة الكل الفلسطيني من كل الفئات في مواجهة جرائم الاحتلال.

ومؤخرًا، لجأ الشباب المقدسي الثائر لوسيلة أخرى تُعيد الأذهان لمشاهد "الانتفاضة الفلسطينية الأولى"، تتمثل بكتابة الشعارات الوطنية على جدران أحياء القدس المحتلة مثل "القدس عاصمتنا الأبدية"، "العودة حق لا تنازل عنه"، "لن يُقتحم الأقصى، لن يُهجر وأنا حي"، وهو ما لم يرُق للاحتلال ويدفعه لمحاربته.

وختم حديثه: "إجراءات الاحتلال وجرائمه لم تردع الشعب الفلسطيني إنما زادت وتيرة المقاومة، وهو ما أربك المؤسسة الأمنية والعسكرية والسياسة".

اخبار ذات صلة