لحل مشاكل مربي النحل الفلسطينيين، ابتكر المهندس الزراعي خالد أصلان من مدينة طولكرم، جهازًا يمكنه عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي قياس درجة الحرارة والرطوبة داخل الخلية، إلى جانب تحديد موقعها وإرسال معطيات الخلية عبر رسائل يومية لهواتف المربين.
طبيعة عمل أصلان في مركز البحوث الزراعية في جامعة القدس المفتوحة، تعتمد على الزيارات الميدانية للمزارعين، ومربي النحل للتعرف عن قرب على أبرز المشاكل التي يعانون منها؛ كسرقة الخلايا، وموت النحل بسبب العوامل الجوية، وكان ذلك دافعًا للتفكير بإيجاد حل جذري لهاتين المشكلتين بالتعاون مع مركز لتطوير الأعمال.
يقول أصلان لـ"فلسطين": "ابتكار جهاز يحدد موقع الخلية، وحل مشاكل ارتفاع الحرارة والرطوبة داخلها فكرة تراودني منذ زمن ولكن لم أجد جهة تساعدني في تحويلها إلى حقيقة على أرض الواقع، حتى اقترح علي أصدقائي التوجه للمركز الفلسطيني لتطوير وازدهار الأعمال، حيث ساعدني مهندسوه على تصميم وبرمجة الجهاز".
ويضيف: "في البداية لم أجد الدوائر الكهربائية والقطع الإلكترونية في السوق المحلي، لذا قمنا بتصنيعها محليًا، واستخدمنا أجهزة تحكم عن بعد متصلة بالأقمار الاصطناعية، وتم تصميم الغطاء الخارجي للجهاز بما يتناسب مع حجم الخلية، وألا يؤثر سلبيًّا عليها".
ويوضح طريقة استخدام الجهاز، حيث يتم تثبيته داخل الخلية بما يتناسب مع حجمها، فهو يتميز بصغر حجمه، "لذا لا يعيق عمل النحل، ومربي الخلية".
ويشير أصلان إلى أنه أجرى عدة تجارب لدى أحد مربي النحل في أريحا، على الجهاز قبل طرحه للأسواق، حيث أثبت نجاعته، وحقق نتائج إيجابية، ومعلومات دقيقة عن مكان الخلية، ودرجتي الحرارة، والرطوبة فيها.
ويبين أن الجهاز يحمي الخلايا من السرقة، ويقلل من موت خلايا النحل لأنه يعطي إنذارًا مبكر لمربيها للتعامل بسرعة مع الرطوبة العالية، والحرارة اللازمة لكي يبقى النحل على قيد الحياة، ويمارس وظائفه اللازمة لإنتاج العسل بجودة عالية.
تسويق الجهاز
وعن إمكانية طرح الجهاز في الأسواق؟، يجيب أصلان: "نحتاج إلى تصنيع عشرة أجهزة على الأقل ليتم توزيعها على مربي النحل في جميع المحافظات الفلسطينية لكي يتأكد مربي النحل من فعاليته من خلال تجربته على أرض الواقع لكي أحقق المصداقية".
ويستدرك: "ولكن هذا الأمر لا يتم دون إيجاد ممول يدعم إنتاج هذه الأجهزة العشرة، وحاليًا أبحث عن ممول لكي أتمكن من طرح الجهاز للأسواق المحلية، والعالمية أيضًا".
وبحسب أصلان فإن سعر الجهاز يتناسب مع إمكانيات مربي النحل، حيث وصلت تكلفة تصنيع الجهاز الواحد إلى نحو 1000 شيقل، ويمكن أن تقل التكلفة في حال تم تصنيع عدد كبير منه.
ووفق معطيات نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، يوجد في فلسطين 64360 خلية، 74% منها في الضفة الغربية، و26% في قطاع غزة. وتستأثر مدينة جنين بالعدد الأعلى لخلايا النحل بواقع 12305 خلايا.