كشف حديث لصحفيين إسرائيليين عن الأهداف من وراء زيارة وزير خارجية الاحتلال، إيلي كوهين، إلى العاصمة التركية أنقرة، ولقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد.
آريئيل كهانا، المراسل السياسي لصحيفة إسرائيل اليوم، زعم في تقرير أن "مباحثات أردوغان- كوهين تناولت البرنامج النووي الإيراني، وقضية الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة، وأشار كوهين إلى أن العلاقات بين (إسرائيل) وتركيا مهمة لاستقرار المنطقة، وقد عملنا في الآونة الأخيرة على مواصلة تقويتها، زاعما أن الأصدقاء يقاسون حتى في أوقات الشدة، وفي هذا الوقت الصعب تصل (إسرائيل) للتضامن مع الشعب التركي".
مساعدات لمواجهة الزلزال
يفعات أرليخ، الكاتبة في صحيفة إسرائيل اليوم، زعمت أن "لـ(إسرائيل) الحق أن تطالب أردوغان مقابل ما تقدمه من مساعدات لمواجهة الزلزال بألا يمنح حق اللجوء لمن يستهدفون الإسرائيليين بعمليات القتل، بعد أن أنقذت الطواقم الإسرائيلية العديد من الأتراك تحت الأنقاض، حيث تم إرسال 500 جندي وعشرات المتطوعين المدنيين إلى هناك باسم دولة الاحتلال، زاعمة أنني لاحظت من خلال تغطية عمل هذه الطواقم أن الوفد الإسرائيلي لقي استقبالا حارا في تركيا، سواء من قبل المسؤولين الحكوميين أو من ردود الفعل الحارة والمتحمسة من الناس على الأرض"، وفق زعمها.
وأضافت في مقال أنه "رغم ذلك، فإن تركيا كدولة كانت في الماضي، ولا تزال حتى اليوم، ترعى المنظمات المعادية لـ (إسرائيل)، واليوم بعد أن أصبح واضحًا أن (دولة إسرائيل) الصغيرة ساعدت تركيا في أصعب أوقاتها أكثر من غيرها من الدول، فإنه يحق أن تطالب أردوغان بالمعاملة بالمثل، نحن نساعد في إنقاذ الأرواح على أرضه، على الأقل ألا يمنح حق اللجوء لمن يريدون قتلنا هنا".
عاصمة حماس
وزعمت أنه "في السنوات العشرين الماضية أصبحت إسطنبول عاصمة قيادة حماس، ومركزا دوليا ضخما لشبكة تبييض أموال من خلال جمعيات دينية، ويقيم قادة حماس العسكريون المسؤولون عن نشاطاتها المسلحة الغربية، كما تضم الأراضي التركية منتديات تشمل جميع أنصار جماعة الإخوان المسلمين في العالم، تقوم بتحويل مئات ملايين الدولارات من خلالها إلى أنشطة مسلحة، ودعم عائلات منفذي عمليات المقاومة".
تجدر الإشارة إلى أنه من أجل المصالحة الإسرائيلية التركية في أيلول/ سبتمبر الماضي، طلب الاحتلال من أنقرة إبعاد قيادة حماس من أراضيها، لكن هذا لم يحدث، حتى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أبدت انزعاجها من تفاخر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تشرين أول/ نوفمبر بالعلاقات الطيبة مع حماس، وعدم استجابة تركيا للمطلب الإسرائيلي بطرد قادتها.
أطماع سياسية
وتكشف دولة الاحتلال عن أهدافها الحقيقية من مسارعتها لمساعدة تركيا في مواجهة آثار كارثة الزلزال، أي أنه لم يكن عملا إنسانيا بحتا، بقدر ما يخفي أطماعا سياسية تتمثل في أنها ستعاود مطالبة تركيا بالضغط على المرتبطين بالمقاومة الفلسطينية، ما قد يعني زيادة الضغوط الإسرائيلية والأمريكية على أنقرة، للعمل على تقليص تواجد القوى المعادية للاحتلال من على الأراضي التركية.