ماذا ستفعل دولة الاحتلال بجبروتها أمام مقاوم فلسطيني فرد قرر في لحظة من اللحظات أن يهاجم ودونما أي امكانيات لمعلومات استخباراتية مسبقة او تجهيزات عسكرية وأمنية وقائية، الأمر الذي يجعل إسرائيل عاجزة عن وقف مثل هذه العمليات.
ان دافعية الفلسطيني الفرد للقيام بعملية دفاع أو رد غريزي وطبيعي على تلك الجرائم تنطلق أولا من ممارسات الاحتلال الاجرامية والبشعة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وما عملية الشهيد المقدام خيري علقم الا مثالاً متجدداً ومميزاً لمثل هذه الظاهرة، وأبرز من ذلك عملية الطفل الشجاع محمد عليوات الذي حوّله الاحتلال الى مقاومٍ قبل أوانه ،كما تنطلق دافعية هذا المقاوم من مقدرته على الوصول لمعلومات بالصوت والصورة ومن خلال وسائل الاعلام والاتصالات المتقدمة والتي تكشف بشاعة جرائم الاحتلال مهما حاول إخفائها . اضافة لاستماعه او رؤيته أو حتى مشاركته للنقاش والحوار الفلسطيني العام المؤيد والداعي للمقاومة وعدم تمرير جرائم الاحتلال دون ردود رادعة.
ماذا يمكن أن تفعل إسرائيل؟ وقد تميز الفرد المقاوم بقدرته الطبيعية على تحييد القدرات والإمكانات الإسرائيلية الهائلة في الوقاية أو المواجهة أو حتى العقاب، حيث لا توجد للاحتلال أهداف واضحة كي ينتقم منها ،كما لوكان يقف خلف العملية تنظيم واضح كحماس والجهاد الإسلامي، فالاحتلال لا يستطيع وضع عائلة علقم على سبيل المثال على قائمة "الإرهاب" أو ضرب مواقعهم في غزة مثلا ! لذا فمن المتوقع أن يركز الاحتلال انتقامه على عائلة منفذ العملية ،حيث يتم دراسة الإجراءات الضرورية لذلك.
قد يتوجه الاحتلال لصب جامّ غضبه في ملاحقة ومحاربة وسائل التواصل الاجتماعي التي يتهمها بالتحريض لا بكشف الحقائق وتوصيل المعلومات التي تلاحقها الرقابة العسكرية والمدنية في إسرائيل، أو أن يعجّل في سن قانون الإعدام للأسرى كما أراد بن غفير أو ان يبحث عن أهداف يعتقد بأنها سهلة نسبياً لإرضاء غضب الرأي العام المتطرف في إسرائيل بسبب العمليات الفلسطينية كمواجهة الأسرى داخل السجون أو كالإعتداء على الأسرى داخل السجون حيث اقتحم بالأمس أقسامهم في النقب ومجدو وعوفر وقام بالإعتداء على بعضهم بحجة التكبير وإظهار مظاهر الفرح بعمليات الرد الفلسطيني.
من الممكن أن يكون سلاح المفاجأة أو المباغتة هو من أهم الأسلحة التي يمتلكها المقاوم الفلسطيني الفرد فلم يكن للاحتلال أي معلومات عن نية أو خطة الشهيد خيري علقم ومحمد عليوات للقيام بعمليتهما في القدس، إضافة لذلك يمتلك المقاوم الفرد دافعية عالية ،واستعداد كبير للتضحية بكل ما يملك ،فهو مقاوم لا يمكن ردعه قبل وأثناء العملية، وما إجراءات الاحتلال المتداولة الا ذرٌ للرماد في العيون، ولتحييد السبب الحقيقي للعمليات وهو ممارسة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين ..في كل أنحاء فلسطين.
أخيراً فانه من المتوقع ان تستمر عمليات الفلسطينيين الأفراد في الفترة القريبة القادمة، وان تتكرر أساليب محاكاة عمليات سابقة، وذلك في ظل استمرار اعتداءات المستوطنين والتي قد تتصاعد وتكون جزء من الرد الإسرائيلي على نموذج عمليات المقاوم الفرد، وكذلك في ظل الغياب القسري والمؤقت للتنظيمات الكبيرة كحماس بسبب الملاحقات المحلية من قبل إسرائيل وأجهزة أمن السلطة والملاحقات الدولية التي تقودها امريكا ضدهم.