قائمة الموقع

القوقعة السمعية.. نجاح طبي في غزة رغم الحصار

2023-01-28T09:36:00+02:00

يعلِّق عبد الرحمن قنن وزوجته آمالًا عريضة على النتائج المرجوة لعملية زراعة القوقعة السمعية لطفلتهما "روز"، في واحدة من النجاحات الطبية التي تحققت في غزة رغم تداعيات الحصار الإسرائيلي على القطاع الصحي.

ويتطلع الوالدان بشغف شديد إلى اللحظة التي تتمكن فيها ابنتهما البالغة عامين ونصف العام، من السمع بعد قرابة عام على إجراء العملية.

وزراعة القوقعة، عملية جراحية يُغرس فيها جهاز إلكتروني داخل الأذن الداخلية للمساعدة على السمع، وينقسم إلى قسميْن؛ الأول داخلي عبارة عن قوقعة مزروعة جراحيًا تحت جلدة الرأس، والثاني خارجي وظيفته استقبال الأصوات وإرسالها إلى الجهاز الأول.

بأيدٍ وطنية

وفي الأعوام القليلة الماضية، أجرى أطباء غزّيون عمليات زراعة قوقعة ناجحة، بعد أن كانت الحالات الطبية مجبرة على السفر والعلاج في مستشفيات الخارج، بتكلفة تبلغ عشرات آلاف الدولارات.

وكان قنن قد اكتشف أن ابنته تفتقد للسمع وهي بعمر أشهر، وعلى الفور سارع لعلاجها، وأقر الأطباء لها جهازًا سمعيًّا، لكنه لم يأتِ عليها بنتائج إيجابية، حسبما أفاد لصحيفة "فلسطين".

وأضاف: أنه قرر البحث عن حلول أخرى لابنته، وتمكن من خلال مؤسسات داعمة الحصول على فرصة لها لإجراء عملية زراعة قوقعة سمعية في مستشفى القدس بغزة.

وبيَّن أنه بعد قرابة 6 أشهر من زراعة القوقعة تعرض الجهاز الخارجي للتلف، وقد وعده أطباء بغزة بتوريد جهاز جديد لها.

وأضاف أنه ينتظر على أحر من الجمر اليومَ الذي تتمكن فيه ابنته من السمع والنطق بعد زراعة الجهاز وتأهيلها.

 وتحتفظ مها مهنا من سكان "تل الهوا"، بتجربة طويلة مع عمليات زراعة القوقعة لابنتيها يارا (17 عامًا) ويمنى (13 عامًا).

وقالت مهنا لصحيفة "فلسطين": إن ابنتيها زُرعت لهما قوقعتان عندما كانت العائلة تقيم خارج قطاع غزة، وبعد العودة بسنوات أصبحتا بحاجة إلى عمليات جديدة.

وأضافت أنها لم تسافر بهما إلى خارج القطاع، وأخضعتهما لعمليتين في مستشفى القدس أيضًا، ساهمت في دمجهما بالمجتمع بعد عُزلةٍ إجبارية مرت بها الفتاتان نتيجة ضعف السمع لديهما.

وقالت: إن ابنتيها تمران الآن بظروف طبيعية وقد استطاعتا الاندماج في المجتمع، لكنها نبهت في الوقت نفسه إلى ضرورة توفير برامج تأهيل كاملة ومناسبة تتبع عمليات زراعة القوقعة.

وخلال السنوات السابقة، نجح وفد طبي قطري في إجراء العديد من عمليات زراعة القوقعة لأطفال في قطاع غزة، وقد ساهم في تأهيل أطباء فلسطينيين بغزة لإجراء هذه العمليات وبكفاءة عالية.

خدمة إنسانية

من جهته، بين نائب المدير العام لجمعية إعمار للتنمية والتأهيل عماد اسليم، أن الجمعية نفذت مشروعين لزراعة القوقعة بغزة، الأول في 2019 وشمل توفير 15 قوقعة إلكترونية لـ15 طفلًا من ذوي الإعاقة السمعية.

وأضاف اسليم لصحيفة "فلسطين": لقد ساهمنا من خلال عمليات زراعة القوقعة في نقل الفئة المستهدفة من حياة الصمم الكامل إلى حياة السمع والنطق.

وبين أن "إعمار" تعمل وفق البروتوكول الدولي والعالمي المعتمد في زراعة القوقعة الإلكترونية، وتبدأ بتشخيص الحالة وتأهيلها في مراكز متخصصة والتأكد من عدم وجود موانع طبية واجتماعية ونفسية، ومن يثبت جهوزيته للعملية يتم اختياره.

وبيَّن أن مشروع جمعية إعمار لعامي 2022 و2023، بشأن القوقعة، تمَّت خلاله زراعة 12 قوقعة إلكترونية، ليصبح إجمالي عدد القواقع التي تمت زراعتها من خلال إعمار، 27 جهازًا.

وأشار إلى أن المشروعين كانا بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في دولة الكويت.

ونبَّه إلى أن مركز البسمة للسمعيات والتخاطب التابع لجمعية إعمار ينفذ برنامجًا مهمًا لمن أجرى عملية زراعة قوقعة يشمل التأهيل السمعي واللفظي وصولًا إلى التدرج في الاندماج مع المجتمع.

وكان رئيس لجنة زراعة القوقعة بغزة د.محمد مراد، أفاد بأن فريق زراعة القوقعة السمعية يقترب من إجراء العملية رقم 100، بعد عام من الإعلان عن توطين الخدمة في القطاع، مبينًا أن البرنامج يسير بخطى مميزة.

وأضاف مراد في تصريحات صحفية أن وزارة الصحة بذلت جهودًا كبيرة لتوفير خدمة زراعة القوقعة السمعية للأطفال الذين يعانون إعاقة سمعية، وصولًا الإعلان عن البرنامج بأيدٍ طبية وطنية أجرت باكورة عملياتها في ديسمبر 2021.

وبيّن أن الفريق الطبي المتخصص في وزارة الصحة أعاد الأمل والحياة من جديد لـ97 طفلًا بشراكة ودعم مستشفى حمد وجمعية إعمار للتنمية والتأهيل ومبادرة "من حقي أسمع" ومؤسسة "باما"، منبهًا إلى أن تكلفة جهاز القوقعة تبلغ نحو 12 ألف دولار، ويقدم من خلال برنامج زراعة القوقعة السمعية مجانًا، بدعم من المؤسسات الشريكة.

اخبار ذات صلة