فلسطين أون لاين

​التكنولوجيا والحج.. فروقٌ يغلب عليها الطابع الإيجابي

...
جانب من الحجاج في مكة (أ ف ب)
غزة - فاطمة أبو حية

لم تترك التكنولوجيا شيئا على حاله، بل وضعت بصمتها في كل شيء تقريبا، ومما طالته تأثيراتها موسم الحج، فمثلا التواصل بين الحاج وأهله أصبح متاحا على مدار الساعة، وبالصوت والصورة، بل وبالبث المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أن التكنولوجيا سهّلت عليه الرحلة، فهو قادر على معرفة شعائر الحج واستذكارها عبر تطبيقات تعليمية يثبتها على هاتفه، أضف إلى ذلك الكثير من الأدوات كالمظلة المزودة بمروحة وترش على حاملها الماء، وليس الحاج وحدة من استفاد من التكنولوجيا، بل سهّلت أيضا عمل من يتولى أداء بعض المهام هناك.

نقلة كبيرة

المدير التنفيذي لشركة مشتهى للسياحة والسفر محمد مشتهى يقول إن مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت تغييرا جذريا في التواصل بين الحجيج وأهلهم، سواء الفلسطينيين أو غيرهم، بالإضافة إلى أن التكنولوجيا سهّلت الكثير من جوانب رحلة الحج.

ويضيف لـ"فلسطين": "تعمل الشركة في هذا المجال منذ أكثر من 50 عاما، أي أننا عايشنا محطات مختلفة من تطور التكنولوجيا، وكانت بداية ظهور الاتصال الخلوي نقلة كبيرة في تواصل الحجاج وذويهم، واليوم نعيش مراحل أكثر تقدما".

ويتابع: "الاتصالات بشكلها الحالي تحقق لذوي الحجاج الاطمئنان عليهم بسهولة، خاصة أن أغلبهم من كبار السن".

ويوضح مشتهى المتواجد في مكّة حاليا: "يستفيد الحاج من الاتصالات الهاتفية، والإنترنت، وسهولة إرسال الصور ومقاطع الفيديو إلى الأهل، وكذلك البث المباشر عبر (فيس بوك)، إلى جانب التطبيقات التعليمية المثبتة على الهواتف النقالة".

ويبين: "سهولة التواصل ليست الميزة الوحيدة للتطور التكنولوجي، وإنما بعض الأدوات أفادت الحجاج كثيرا، مثل العربات الإلكترونية التي تُستخدم للسعي والطواف بسرعة معقولة، وكذلك بعض التجهيزات التي تتغير من عام إلى آخر كتهيئة المطار والطرق المؤدية إلى الحرم لتكون أفضل للحاج".

ويشير إلى أن من تغييرات هذا العام، تحسين المخيمات في عرفة، حيثُ ستكون الخيام من قماش أفضل من السابق، ومزوّدة بمكيفات ومراوح، وغير قابلة للحرق.

وبحسب مشتهى، فإن المشرفين على رحلات الحج استفادوا أيضا من هذا التطور التكنولوجي، وسخّروه لخدمة الحجيج، ومن أمثلة ذلك تصوير تفاصيل الرحلة ونشر الصور على صفحة الشركة على "فيس بوك"، واستخدام تقنية البث المباشر لعقد لقاءات مع بعض الحجيج، وذلك من باب طمأنة ذويهم، لافتا إلى أن "أوضاع الغزيين وعدم قدرتهم على السفر بسهولة، تزيد من صعوبة البعد عن الأهل، فيصبح التواصل الدائم أمرا ضروريا".

ويوضح مشتهى: "سلوك الإنسان عموما تغير بفعل مواقع التواصل، وهذا يظهر على الحجيج أيضا، وقد يكون له جانب سلبي متمثل في الإكثار من استخدام مواقع التواصل بطريقة تؤثر على رحلة الحج، ولكن لم ألحظ هذا في الوفد الفلسطيني، بل اهتمامهم منصب على العبادة، حتى أن من الشباب من يؤدي عمرتين في اليوم الواحد".

الهاتف يكفي

مراسل قناة القدس الفضائية محمد الداعور كان بين حجيج العام الماضي، يقول: "الطواقم الإعلامية تحمل في كل عام معدات التصوير، ولكن في العامين الماضي والحالي لم يعد حمل هذه المعدات ضروريا، إذ بات من الممكن إجراء الحوارات وإعداد التقارير التلفزيونية كاملة عبر الهاتف النقال الشخصي للمراسل".

ويضيف لـ"فلسطين": "يكفي أن يجهز الصحفي هاتفه النقال ببعض البرامج كتلك التي توفر خاصية البث المباشر، مع استخدام سماعات الأذن لتعمل عمل الميكروفون، ليستغني عن الكاميرا واستوديوهات البث المباشر، وفي الوقت ذاته يقدم عملا بجودة عالية جدا، وقريبا للغاية من جودة الكاميرا"، لافتا إلى أن أول تقرير أعدّه في رحلته صوّره كاملا باستخدام هاتفه الشخصي.

ويوضح الداعور أن استخدام الهواتف النقالة يريح المراسل من أعباء كثيرة، منها حمل معدات التصوير الثقيلة أثناء السفر، واحتمالية مصادرتها، توفير قيمة استئجار استدوديوهات البث المباشر ذات التكلفة العالية، إلى جانب أنه قادر على تصوير أي شيء بهاتفه، حتى في الأماكن التي يحظر التصوير بالكاميرا فيها، مثل باحات الحرم المكي، وكذلك يمكنه تصوير كل لحظة وكل فعالية بسهولة دون الحاجة لتنقل طواقم كاملة.

هذا عن الاستفادة من التكنولوجيا من ناحية مهنية، ولكن ماذا عن الحاج العادي؟، يجيب الداعور: "أبرز الفوائد هي التواصل المستمر مع الأهل عبر الإنترنت بالصوت والصورة، ولكن مع ضرورة معرفة البرامج غير المحظورة في السعودية".

ويبين: "الكثير من الحجاج يصورون كل تفاصيل الرحلة ليرسلوها لذويهم أولا بأول، ومنهم من يتواصل معهم بخاصية البث المباشر، وكذلك توثيق الرحلة بالصور مهم جدا للذكرى، وأثره جميل ومستمر".