فلسطين أون لاين

حصلن على رقم معياري دولي

ثلاث طالبات ينتجن "حقيبة تفاعلية" لتعليم الإنجليزية للأطفال

...
الحقيبة التفاعلية
بيت لحم - غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

الضعف الملحوظ لدى بعض الأطفال في تعلم أساسيات وقواعد اللغة الإنجليزية خاصة بعد "جائحة كورونا" وانقطاعهم عن الدراسة مدة تقارب العاميْن، كان المنطلق لفكرة مشروع ثلاث خريجات من قسم اللغة الإنجليزية لصياغة وتصميم حقيبة تفاعلية تهدف لتحبيب النشء الجديد بهذه اللغة.

قرابة العام استغرق كتابة الفتيات الثلاث: ميرفت عيسى، ورهام ووجدان جعابيص، المحتوى العلمي والتصميم للحقيبة التفاعلية، اللاتي اتجهن لأن يكون لديهن مشروعهن الخاص في ظل ندرة الوظائف.

تقول الفتيات: إنهن أرَدن استغلال إجادتهن اللغة الإنجليزية التي يحملن فيها الشهادة الجامعية الأولى في أعمال إبداعية تعود بالنفع على الناس، وفي الوقت نفسه بفائدة مادية عليهنّ، فكان لهنّ ما أردن بإنتاج أول حقيبة محلية تفاعلية لتعلم الإنجليزية على مستوى الوطن تمكن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ست وثماني سنوات من تعلم اللغة الإنجليزية بشغف وحب.

وتقول عضو الفريق ميرفت عيسى من بيت لحم: "ارتأينا أن تكون الحقيبة فيها عدة كتب، الأول كراسة خط، والثاني قاموس لتعليم الأطفال اللغة ثم كتيب للأحرف، وكتاب تفاعلي فيه أكثر من قسم، كل قسم يتحدث عن شيء مختلف".

وتلفت إلى أنهن لمسن افتقار المكتبات الفلسطينية لوجود سلسلة إنجليزية تعليمية شاملة للأطفال من عمر السادسة وحتى الثامنة وأن الكتب الموجودة في تلك المكتبات تفتقر إلى العامل التفاعلي وتعتمد على "التلقين".

وقت ممتع

وتشير عيسى إلى أنهن اعتمدن في الكتب على الرسومات المميزة اللاتي انتجتها ثلاث مصممات تجذب الأطفال للتعلم، "فالأطفال لن يكتبوا فقط بل سيستمتعون بأنشطة التلوين ويقضون وقتًا ممتعًا في التعلم بطرق مختلفة، ففي كل حقيبة هناك هدية من ألوان وملصقات".

ومضت بالقول: "في كتاب المهام التفاعلي مهمات تمكن الأطفال من القص واللصق والتلوين، وفي آخر كتاب المهام صممنا شهادة لكل طفل، يقوم بقصها ويدون عليها اسمه والمعلومات الخاصة به".

فالحقيبة – وفق عيسى- سلسلة تعليمية متكاملة تمثل حجر الأساس الأوّل لتعلّم اللغة الإنجليزية بصورة سلسة وإبداعية تراعي الفروق الفردية، وتسهم في إثراء حصيلة الطفل من مفردات وقواعد.

نشاط لامنهجي

وبالرغم من أن إعلان الحقيبة لم يتجاوز الشهرين فإن الإقبال عليها من الأهالي ومعلمي اللغة الإنجليزية فاق توقعات الفريق عليها بكثير، كما تبين عيسى.

وتوضح بالقول: "هناك عدة مدارس فلسطينية بالقدس اعتمدت "الحقيبة" نشاطًا لامنهجيًا لطلابها، وهناك ثلاثة مراكز لتعلم اللغة الإنجليزية اعتمدتها أيضًا ضمن الكتب التعليمية لطلابها".

وتحتوي الحقيبة على: كتاب المهام التفاعلي (وهو الكتاب الأساسي فيها)، وصُمم ليحاكي عقول الأطفال وبحجم يناسب ويلائم أياديهم، ويحتوي على أربعة أقسام: يضم الأول الصوتيات الذي يهدف إلى تنمية قدرات الأطفال في القراءة عن طريق التعرف على أصوات الحروف والتراكيب وطريقة نطقها.

أما القسم الثاني فيضم المفردات، وقد صمم بدقة وحرفية عالية من أجل تعلم المفردات الأساسية، أما الثالث فيعرض القواعد الأساسية للغة الإنجليزية إضافة إلى تمارين تفاعلية صممت بطريقة مبتكرة، في حين خصص القسم الرابع للقراءة إذ سيجد الأطفال مجموعة من النصوص والقصص القصيرة التي يمكن الاستماع إليها بسهولة عن طريق توجيه كاميرا الهاتف على "الباركود" والوصول مباشرة إلى قناة اليوتيوب.

أدوات مساعدة

وتلفت عيسى إلى أن كتيب الحروف الأبجدية يساعد الأطفال على إتقان كتابتها بطريقة سليمة بجانب عرض مفردات جديدة لكل حرف، في حين تهدف كراسة الخط إلى تعلم كتابة الحروف بطريقة مميزة.

وعن الهدف من إضافة قاموس للحقيبة، تقول عيسى إنه يثري حصيلة الأطفال اللغوية بتعلم مفردات متنوعة تندرج تحت مجموعة من الفئات التي تعرضها الحقيبة بطريقة متناسقة، إضافة إلى تمارين لتطبيق ما تعلمونه.

وتلفت إلى أنه إضافة إلى الحقيبة فقد أنشأ الفريق "قناة يوتيوب" موضحة ومساعدة لما ورد في الكتب، "فقد سجلنا المواد التعليمية بأصواتنا لتعليم الطفل طرق القراءة واللفظ الصحيح للحروف والكلمات".

كما أنشأت الفتيات مجموعة على تطبيق "واتساب" للتواصل الاجتماعي تضم أمهات الأطفال الذين اشتروا الحقيبة، يعقدن فيها لقاء أسبوعيًا لشرح كيفية استعمالها، وتحقيق الاستفادة القصوى منها.

وحصل الفريق على رقم معياري دولي للحقيبة مدون عليها كلمة (ISBN) وتعني النظام القياسي الدولي لترقيم الكتب، الذي يعمل على توليد معرِّفات رقمية تجارية للكتب تُستعمَل لتمييزها تمييزًا فريدًا، وتُسمَّى هذه المُعرِّف الرقم الدولي المعياري للكتاب ويُختصر إلى "ردمك". 

وتُمنح المُعرفات عالميًا على أساسٍ دولي، ولكنها تختلف في كل دولةٍ حسب ضخامة صناعة النشر وتعقيدها.