فلسطين أون لاين

تقرير فيديو "منغستو" يؤجّج نار الخلافات ويفضح عنصرية (إسرائيل)

...
الجندي الإسرائيلي الأسير أفرها منغستو
الناصرة-غزة/ يحيى اليعقوبي:

أحدث ظهور الجندي الإسرائيلي الأسير أفرها منغستو في رسالة مصورة نشرتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، ضجة كبيرةً داخل كيان الاحتلال، وصلت إلى حد تبادل الاتهامات بين المستويات السياسية والعسكرية، في وقت تعيش فيه حكومة بنيامين نتنياهو أزمة غير مسبوقة، من جراء الاحتجاجات الداخلية المتواصلة.

وتساءل منغستو في مقطع الفيديو، قائلًا: "إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي، بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم.. أين شعب ودولة (إسرائيل) من مصيرنا؟".

اقرأ أيضًا:  فيديو "منغستو" يعيد لأذهان محرَّرين معاناتهم من الإهمال الطبي

وحظي ظهور هذا الأسير من أصول إثيوبية باهتمام لافت من عائلته، ووسائل إعلام إسرائيلية، ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذ رصدت صحيفة "فلسطين" جانبًا من ردود الفعل الإسرائيلية على رسالة القسام المصورة.

وقال عضو في مجموعة النشطاء "أصدقاء أفيرا" رونين ماريف، مخاطبًا حكومة بنيامين نتنياهو: "لا تضيعوا الفرصة مثل قضية رون أراد، القرار الصحيح هو عدم إضاعة الفرصة لإعادة الأسرى".

و"منغستو" واحد من أصل 4 جنود إسرائيليين تأسرهم كتائب القسام منذ سنوات.

وزعم "يالو" شقيق "منغستو"، في تصريح نشرته وسائل إعلام عبرية أنه "لا يمكنه التأكيد 100%" بأنّ من ظهر في الفيديو هو شقيقه، ومع ذلك يشبهه عامة وهو بصحة جيدة، لافتًا النظر إلى أنّ الفيديو أثار مشاعر العائلة.

وشنّ الإعلامي الإسرائيلي ومقدم برامج في القناة 14 "ِشاي غولدين" هجومًا على حكومته، قائلًا: "دعونا نكون صريحين مع أنفسنا، لو أنّ أفرها منغستو كان اسمه آفي مناخيم أو أفري غولدنبيرغ لأصبح ابننا كلنا"، لافتًا إلى أنّ تجاهل مصير منغستو دليل على عنصرية المجتمع الإسرائيلي.

لم يغب منسق شؤون الأسرى السابق لدى الاحتلال ديفيد ميدان عن المشهد، مقرًا أنّ فيديو منغستو أعاد قضية تبادل الأسرى إلى الطاولة، ومن هنا فالطريق إلى المفاوضات طويل"، في حين عبّر المتحدث باسم الجيش العميد ران كوخاف عن غضب الحكومة من عرض الفيديو، قائلًا: إنّ "حماس تقوم باستخدام ساخر وغير مناسب لقضية منغستو"، على حد تعبيره.

عار كبير

حاول الاحتلال -وفق المختص بالشأن الإسرائيلي رجائي الكركي- عدم التعاطي مع فيديو القسام، لكنه لم يستطع أمام ما أظهره بأنّ منغستو ما زال أسيرًا بين يدي المقاومة، فسارع الإعلاميون الإسرائيليون إلى إثارة قضية الأسرى الجنود لدى المقاومة بغزة.

ويعتقد الكركي في حديثه لصحيفة "فلسطين" بأنّ المقاومة أوقعت (إسرائيل) في عار كبير مع جمهورها، وأنّ طبقة اليهود الإثيوبيين لا قيمة لها في ميزان القيم اليهودية، وأنّ يهوديتهم مشكوك في صدقها، حسب المعتقدات التوراتية، وأنه لا حظّ لهم في المساواة مع غيرهم من طبقات اليهود الأخرى.

اقرأ أيضًا:  فيديو "منغستو".. "القسام" تمتلك كل الأوراق في ملف تبادل الأسرى

ويرى أنّ مقطع الفيديو يعد تحديًا كبيرًا أمام قيادة جيش الاحتلال والقيادة السياسية، وأحدث نوعًا من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، انخرط فيها وزراء سابقون ومسؤولون إسرائيليون، حول حالة الإخفاق والمماطلة منذ سنوات في عدم إنجاز هذا الملف، وإعادة الجنود الأسرى.

إثارة للشارع

ويعد المختص في الشأن الإسرائيلي شادي ياسين الفيديو بأنه أول مسمار يدق في نعش رئيس هيئة الأركان الجديد، هرتسي هاليفي، مبينًا أنه أثار الشارع العام الإسرائيلي تجاه حكومته، التي تعيش في أزمة كبيرة نتيجة الاحتجاجات المتواصلة في (تل أبيب) ومدن أخرى في الداخل المحتل.

وقد أكدت كتائب القسام في الرسالة المصورة "فشل رئيس الأركان المغادر ومؤسسته، وكذبه على شعبه وحكومته بإنجازات مدعاة وموهومة".

وأضافت أنّ "على خلفه هيلفي أن يعدَّ نفسه لحمل أعباء هذا الفشل وتوابعه".

وقال ياسين لصحيفة "فلسطين": إنّ الفيديو يثبت أنّ المقاومة الفلسطينية ما زالت متمسكة بأسلوب وطريقة تحرير أسراها بالقوة، على غرار ما حدث في صفقة و"فاء الأحرار" 2011، وأثبتت أنّ لديها أوراق ضغط.

ورأى أنّ الفيديو قلب الطاولة رأسًا على عقب داخل الاحتلال مع وجود الائتلاف الحكومي "المتهلهل"، وتهديد شخصيات بالانسحاب من الائتلاف، وبالتالي سقوط الحكومة، والتوجه إلى انتخابات سادسة تؤدي إلى فوضى عارمة.

اقرأ أيضًا: بالفيديو "القسام" تعرض فيديو لأسير الاحتلال "منغستو"

وأضاف أنّ فيديو منغستو يثبت حجم كذب قيادة الاحتلال على عائلات الجنود الأسرى لدى المقاومة، بعدما روَّج الاحتلال كذبًا أنهم جثث وأنّ منغستو مختل "عقليًّا".

وتابع أنّ المجتمع الإسرائيلي عنصري من حيث اللون أو من حيث أصول الديانة اليهودية، لكنّ هذا لن يحدَّ من تحرك يهود إثيوبيا، والتظاهر في الشوارع وأمام المقرات الحكومية في الكيان، وهذا يعتمد على الدعم الذي ستقدمه منظمات وحركات إسرائيلية، على غرار ما حدث في قضية الجندي "جلعاد شاليط".

والشهر الماضي، حذَّر رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار من أنّ حركته "ستغلق إلى الأبد" مسألة صفقة تبادل الأسرى مع (إسرائيل) في حال استمرار تعنتها في إحراز تقدم في المفاوضات، للتوصل إلى اتفاق غير مباشر برعاية مصرية.