تنذر تصديق لجنة إسرائيلية على مخطط مسار جديد لـ"القطار الخفيف" بسرقة المزيد من أراضي ومنازل المقدسيين.
وتهدف سلطات الاحتلال من شق المسار الجديد تثبيت الوقائع الاستيطانية على الأرض وإحكام السيطرة على المدينة المحتلة دون النظر لمعاناة المقدسيين اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسكانيًّا.
اقرأ أيضاً: "حماس": تصعيد الاستيطان في القدس لن يفلح في تغيير حقائق التاريخ
وصدّقت لجنة "التخطيط والبناء المحلية" في بلدية الاحتلال بالقدس، أمس، على مخطط مسار جديد للقطار الخفيف يربط بين شرقي القدس وغربيها، حيث سيمر من جبل المشارف وقرية المالحة المهجرة ووسط المدينة المقدسة وأحياء غربي القدس.
و"القطار الخفيف" بدأ إنشاءه عام 2002 وتم الانتهاء من مرحلته الأولى عام 2010، ونهاية عام 2021 بلغ طول القطار 22.5 كم.
سرقة وهدم
وأوضح الناشط المقدسي محمد أبو الحمص أن هذا القطار يأتي ضمن مجموعة مشاريع إسرائيلية من أجل ربط المستوطنات بعضها ببعض وتسهيل عملية تنقل المستوطنين من شرقي القدس إلى غربها.
وبيّن أبو الحمص لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن المسار الجديد سيؤثر على حياة المقدسيين وتنقلاتهم، ناهيك بمصادرة أراضيهم وسرقتها من أجل مشاريع الاحتلال التمددية.
ونبه إلى أن هذا المسار الجديد سيربط قرية بيت صفافا بمستوطنة "جيلو" الأمر الذي ينذر بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي المقدسيين، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن بلدية الاحتلال في القدس لا تعطي رخص بناء للمقدسيين.
وتطرق أبو الحمص إلى تداعيات أخرى ستؤثر سلبيًّا على حياة المقدسيين واقتصادهم ومسار مواصلاتهم؛ نظرًا لأن هذه المسار الاستيطاني سيغير مسارات الشوارع والأحياء العربية المقدسية.
وبحسب مخطط بلدية الاحتلال سيكتمل مشروع "القطار الخفيف" بحلول عامي 2025 و2028.
إغراق المدينة
من جانبه، أفاد رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر بأن مشروع "القطار الخفيف" تم تنفيذه عبر مراحل والآن تكمل سلطات الاحتلال وبلديتها مسارًا جديدًا، منبهًا إلى أن هذه المرحلة تأتي بالتزامن مع وجود حكومة يمينية متطرفة في الحكم.
وأوضح خاطر لصحيفة "فلسطين" أن الهدف الإستراتيجي من القطار هو ربط المستوطنات والبؤر الاستيطانية ببعضها، وتسهيل حركة المستوطنين ووصولهم إلى البلدة القديمة في القدس ومحيطها.
ونبه إلى أن وجود قطار يتحرك في هذه المسارات سيساهم إسرائيليًّا في عملية البناء الاستيطاني وخدمة المستوطنين في الجزء الشرقي من مدينة القدس.
وحذر من أن المسار الجديد للقطار سيصادر مساحات واسعة من أراضي المقدسيين، وسيعمل على عزل تجمعاتهم السكنية وتعقيد حياتهم إضافة إلى أنه سيساهم في جلب أعداد كبيرة من المستوطنين للمدينة المقدسة.
ونبّه إلى أن سلطات الاحتلال تسعى للسيطرة على أجزاء في منطقة جبل الزيتون والعيساوية لإنشاء بؤر ومشاريع استيطانية؛ لفرض وقائع إسرائيلية جديدة في العاصمة الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: تقرير: الاحتلال يُكثف الاستيطان في القدس لتقويض حل الدولتين
وتوقع خاطر أن يتسبب المسار الجديد للقطار بتصعيد الأحداث الميدانية بسرعة في القدس.
وكانت بلدية الاحتلال قالت إنها بصدد إنجاز هذا المخطط الجديد بأسرع وقت ممكن؛ لأن من شأنه تنفيذ خطة الحكومة الفاشية الخاصة بربط المستوطنات وأن يكون جميع المستوطنين في مستوطنة "جيلو" مؤهلين لاستخدام "القطار الخفيف".