فلسطين أون لاين

​الحصار يفاقم معاناة "حضانات الأطفال" في مجمع الشفاء

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

تتألم عائلة الخليلي وهي تقف عاجزةً عن إنقاذ حياة طفلها الوليد، بعد أن فقدت الأمل في توفير فرصة للعلاج له، في المستشفيات المصرية أو داخل الضفة الغربية المحتلة.

وفي داخل حضانة الأطفال وحديثي الولادة بمجمع الشفاء الطبي (غربي مدينة غزة) يمكث الوليد الجديد، المصاب منذ خروجه إلى الدنيا بمرض وراثي حاد في منطقة الصدر، الأمر الذي استدعى من إدارة الحضانة التحرك العاجل لإنقاذ حياة الطفل وتوفير فرصة علاج خارجية له.

ويواجه نزلاء "حضانات الأطفال" التي تخدم حالات "خدج" غير مكتملي النمو وآخرين في حالة حرجة بعد الولادة مخاطر متعددة تهدد حياتهم بنسب متفاوتة، في ظل تشديد سياسات الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ قرابة عشر سنوات، وإغلاق المعابر الحدودية.

استشاري طب الأطفال د.ناصر بلبل المتابع لحالة "الخليلي" بين أنه منذ الساعات الأولى لإدخال الوليد إلى قسم الحضانة راح يتواصل مع إدارة مستشفى المقاصد في مدينة القدس المحتلة، من أجل توفير العلاج المناسب له إنقاذًا لحياته.

وقال بلبل لصحيفة "فلسطين": "إن الطفل وُلد بعد نحو 34 أسبوعًا بوزن لا يتجاوز 2 كيلو جرام، وفي الوقت نفسه كان مصابًا بمرض يؤثر على مجرى التنفس والأكسجين"، مبيناً أنه حتى اللحظة لم تنته إجراءات التحويل بسبب انشغال أسرّة مستشفى المقاصد جميعًا.

وأشار إلى أن أصعب الحالات التي تصل إلى قسم حضانات أطفال الشفاء تكون مصابة بتشوهات قلبية، يصعب إجراء عمليات جراحية لها محليّاً، فضلًا عن معاناة القسم من نقص في الكادر الطبي العامل، وتفوق نسبة الدخول الشهرية على عدد الأسرة المتوافرة والشاغرة.

من جهته بين رئيس قسم الحضانة المركزة في مستشفى الشفاء علام أبو حامدة أن قسمه يواجه تحديات على صعدٍ مختلفة، بداية من محدودية الكادر العامل داخل قسم الحضانة، وندرة المتخصصين بحضانة الأطفال، وارتفاع معدل الدخول إلى ما يزيد على 200 حالة شهريًّا.

وأضاف أبو حامدة لصحيفة "فلسطين": "يتوافر في القسم 22 سرير عناية مكثفة للأطفال الخدج وحديثي الولادة، و14 سريرًا للعناية المتوسطة، في حين يستقبل قسم الشفاء حالات مرضية من مختلف مستشفيات القطاع"، مبينًا أن القسم يعاني بين الحين والآخر من نفاذ بعض المضادات الحيوية والأدوية.

وفيما يتعلق بظروف عمل قسم حضانة الأطفال في أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتفاقمة في القطاع المحاصر، وعدم انتظام جدول التوزيع؛ ذكر رئيس قسم الحضانة أن أزمة الكهرباء تعد المهدد الأكبر والأبرز لحياة الأطفال.

وبين أن الأجهزة جميعها في قسم الحضانة تعتمد على وصل التيار الكهربائي على مدار الساعة دون انقطاع، وتحديدًا أجهزة المراقبة والتغذية والتدفئة إلى جانب الاستقبال، مشيرًا إلى أن الأجهزة تصاب بأعطال متكررة يصعب إصلاحها بسبب قيود الاحتلال الإسرائيلي على المعابر.

ولفت أبو حامدة في ختام حديثه إلى محدودية مساحة القسم المخصص لحضانات الأطفال، وعدم قدرة إدارة القسم على تشغيل القسم الثالث المستحدث بالكامل، فضلاً عن قلة الكادر الطبي العامل في ظل الحاجة إلى ضعفي العدد المتوافر حاليًّا البالغ 55 حكيمًا وحكيمة و20 طبيبًا.