النقب الفلسطيني المحتل موضع أطماع لكيان الاحتلال منذ احتلال فلسطين عام 1948، ولم تتوقف على مدار سنوات منذ تأسيس كيان الاحتلال حتى اليوم، إذ صمد ما يزيد عن 300.000 فلسطيني، بينهم 100.000 يرفض الاحتلال منحهم التراخيص للبناء والإقامة في أراضيهم، ويسعى باستمرار إلى تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم.
أطماع الاحتلال التي أراسها في النقب المقبور هناك (بن غوريون)، تقوم على فكرة الاستيلاء على مليون دونم هي نصف فلسطين التاريخية تقريبًا، وترى حكومات الاحتلال المتعاقبة أن الوجود الفلسطيني هناك خطير، ويجب اتخاذ الإجراءات كافة لمنع الوجود الفلسطيني، وهدم القرى، مثل قرية العراقيب التي هُدمت 211 مرة على مدار 9 سنوات، وفي كل مرة تُهدم يعيد المواطنون بناءها.
تتنوع مشاريع تهويد النقب، وبأشكال مختلفة على مدار حكومات الاحتلال اليسارية قبل اليمينية، لكن اليمينية الحالية تضع النقب في دائرة الاستهداف المباشر، لذلك أعلن وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير إقامة مكتب خاص به هناك، لمتابعة عمليات التهجير والاستيلاء على الأراضي، ومن المتوقع أن يكون أحد الملفات المتفجرة، هو الدخول في مواجهة مع الفلسطينيين أصحاب الأراضي، والتصدي لمشاريع بن غفير، ومقاومتها على غرار المشاريع السابقة، وإفشالها، كما حدث قبل عام في هبَّة النقب، التي دافع فيها الأهالي عن أراضيهم في مواجهة مشاريع التهويد.
النقب الفلسطيني هو مطمع للاحتلال بحكم مساحته الواسعة، وتمتعه بقدرات اقتصادية وزراعية كبيرة، وطبيعة خلابة تعدُّ عامل جذب سياحي مهمًا، لذلك كان مطمعًا للحكومات السابقة كافة، وبينها عام 2005، عندما شُكلت وزارة لتنمية النقب والجليل، التي أشرفت على هدم المنازل الفلسطينية، ووفق معطيات غير رسمية بأنّه منذ عام 2013 تشهد عمليات الهدم في النقب ارتفاعًا تدريجيًا، إذ بلغ عدد المنازل المهدومة في عام 2013 نحو (697) منزلًا، ثم بدأت بالارتفاع ووصلت في عام 2014 إلى (1073)، وبلغ في عام 2015(982) منزلًا، في حين ارتفعت إلى (1158) منزلًا في عام 2016، وفي عام 2021 ما يتجاوز (3000) منزل.
حالة السعار التي تصيب الحكومة اليمينية المتطرفة ستتجه إلى النقب المحتل في الجنوب، لكنها ستكون شرارة المواجهة مع الفلسطينيين في الداخل المحتل، إذ إن 300.000 فلسطيني لن يسمحوا لهذه الحكومة، ولا للمستوطنين، ولا للمهاجرين القادمين إلى الاحتلال بالاستيطان في النقب، وأن أي مشروع احتلالي تهويدي استيطاني سينهار أمام صمود المواطنين المتشبثين بأرضهم، على الرغم من صعوبة الحياة، الذي يصل بعضها إلى الحياة البدائية، لكن لم يثنهم عن التمسك بأرضهم على مدار ما يقارب 75 عامًا، وأن الفلسطيني سيبقى، في حين سينتهي بن غفير وسموترتيش ونتنياهو، كما بن غوريون وشارون وغيرهم، الذين استوطنوا سابقًا في النقب.