قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأسير المحرر الشيخ جمال الطويل، إن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يعلقون أمالا على شعبهم الفلسطيني وقواه الحية، ويتوقون للحرية في صفقة تبادل مشرفة، "آملين أن تكون قريبة، إلا أنهم يعلمون أن المهمات الكبرى تأخذ وقتا.
وأفرجت سلطات الاحتلال عصر أمس عن الشيخ الطويل، بعد أن اعتقله في 30 أكتوبر/ تشرين أول 2013م، لترتفع عدد سنوات اعتقاله إلى 14 عاما.
وقال الطويل في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، عقب الإفراج عنه، أنه لم يكن يتوقع أن تطول مدة اعتقاله الأخير والتي بدت مختلفة في ظروفها وأحداثها عن مرات الأسر السابقة.
وأشار إلى أنه عايش في الأسر انتصار القدس في هبة 14 يوليو/ تموز الماضي، وإضراب الأسرى الإداريين عام 2014 لمدة 62 يوما، أعقبه نقله لسجن مجدو لنحو 22 شهرا "كعقاب" على مشاركته في الإضراب.
وأوضح أنه "لم أر أحدا من عائلتي باستثناء ابني الصغير الذي زارني مرات قليلة وردوه عن الحاجز مرات أخرى"، لافتًا إلى أن "الاعتقال كان مليئا بالقمع وإرهاق الأسرى بكثرة تنقلهم، وهو أمر تكرر بشكل مستمر".
وعبر عن سعادته بالإفراج عنه بعد غياب أربعة أعوام متتالية، قائلا: "تركنا خلفنا جمعا مباركا من الأسرى، والأسيرات، والأشبال الأسرى صغار السن الذين هم طليعة الشعب الفلسطيني، الذين يتطلعون للحرية ويتشوقون إليها، بمعنويات عالية رغم معاناتهم الكبيرة، في ظل قسوة السجان عليهم".
والشيخ الطويل، أحد أبرز قادة حماس في الضفة الغربية، وانتخب رئيسا لبلدية البيرة وهو رهن الاعتقال عام 2005. وبخلاف أسره في سجون الاحتلال اعتقل لدى أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، ومورس بحقه القهر الوظيفي حيث فصل من عمله كإمام وخطيب مسجد البيرة.
وإزاء الأوضاع في سجون الاحتلال، قال الطويل: "شاهدت فصولا عظيمة من المعاناة والاضطهاد بالاعتقال الإداري وتمديده أكثر من مرة وتحويل المحكومين إليه بعد انتهاء مدة أسرهم، إضافة إلى القسوة على الأسرى الذين يحملون جوازات سفر أجنبية دون أي مبرر".
وهذا الاعتقال تخلله، والكلام للطويل، كثرة المصابين من الأسرى والمصابات، الذين كنا نراهم عندما نذهب للمحاكم، وكذلك كثرة الأشبال المعتقلين في سابقة لم نعايشها من قبل ويحكم عليهم بأحكام عالية، مستدركاً "هؤلاء الأشبال معنوياتهم عالية رغم قسوة السجان".
وقال "الأسرى يشعرون أن محبيهم وأهاليهم ليسوا متضامنين فقط، بل شركاء في المعاناة والفرحة، ويشعرون بالانتماء لأهاليهم الذين يشاركونهم المعاناة".
والتحديات التي يواجهها الأسرى، وفق القيادي في حماس، "عظيمة ومتنوعة" فبخلاف صعوبة الأوضاع داخل سجون الاحتلال وافتقارها للحد الأدنى من الإنسانية في ظروف المعيشة وحقهم في الزيارات غير المتباعدة والتطبيب وفق القانون الدولي الإنساني "إلا أن قطع السلطة الفلسطينية وابتزازها بمستحقاتهم المالية مس كينونة الأسرى الذين يأسفون للحال الذي وصلنا إليه".
وكان 277 أسيراً حرروا عام 2011، فوجئوا بقطع السلطة لرواتبهم عن شهر مايو/ أيار الماضي. وقطع الرواتب هو أحد المطالب الإسرائيلية والأمريكية للسلطة بهدف العودة إلى مفاوضات التسوية.
وأكد الطويل، أن إدخال قضية الأسرى أتون المناكفات السياسية "يثلج السجان، ويجعله يستفرد بالأسرى"، منوهاً إلى أن الدليل على ذلك قسوة إدارة سجون الاحتلال، وتنصلها من التفاهمات التي عقدت معها.
وشدد على ضرورة بقاء قضية الأسرى حاضرة في كل مكونات الشعب الفلسطيني، أمام حالة "الاستشراس" الإسرائيلية التي تستهدف كل فئات الشعب الفلسطيني "ودون أن تنفي هذه الحالة ضعف الاحتلال وهشاشته".
وأكد أن الأسرى يعقلون أمالاً على شعبهم الفلسطيني وقواه الحية، ويتوقون للحرية في صفقة تبادل مشرفة "آملين أن تكون قريبة، إلا أنهم يعلمون أن المهمات الكبرى تأخذ وقتا".
وسبق أن أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها تحتجز في غزة أربعة إسرائيليين من دون أن تحدد مصيرهم، من بينهم جنديان في جيش الاحتلال فقدا خلال العدوان الدامي على غزة صيف 2014.