فلسطين أون لاين

تقرير "عمريون".. رواية تُعزّز مفهوم الهوية الإسلامية لدى اليافعين

...
"عمريون".. رواية تعزز مفهوم الهوية الإسلامية لدى اليافعين
القدس المحتلة - غزة/ هدى الدلو:

في تسارع مستمر بين الطموح الذاتي والسعي للشهرة وواجب الاهتمام بالنفس والعلم والعمل، تنتقل أحداث رواية "عمريون" بالقارئ بين أزقة القدس وساحات المسجد الأقصى في مغامرة مشوقة تجمع الواقع والخيال في آن واحد.

عرابي عبد الحي عرابي الباحث في الفلسفة الإسلامية ومشرف علمي في مؤسسة السبيل التي صدرت عنها الرواية للكاتبة سلوى شلة، يوضح أنّ الرواية تهدف إلى "تعزيز مفهوم الهوية الإسلامية لدى اليافعين، وتلقي الضوء على أهم مكوِّنات الهوية لهذه الفئة من الشباب، والتحديات التي يواجهونها".

ويشير إلى أنّ الرواية تمنح القارئ شعورًا بالاعتزاز لكونه فردًا من أمة الإسلام، وتعطيه الوعي الكافي ليحافظ على هويته سليمة من أيِّ اختراق وتشويه.

ويضيف عرابي لـ"فلسطين": "المسجد الأقصى المبارك هو ميدان أبطال الرواية، فتجولوا في شوارع القدس ودخلوا المسجد ليطَّلع القارئ على أبرز معالمه، ويتعرف إلى أهم المعلومات التي لا بد لكل مسلم من معرفتها، وليكون تحرير فلسطين والمسجد الأقصى الهدف والقضية المركزية التي تحملها الأجيال".

من وحي الرواية

وتقع الرواية في 106 صفحات من القطع المتوسط. تدور أحداثها أمام آلاف المتابعين حيث يقف عدنان كل يوم لتقديم تحديات مميزة، وخوض مغامرات ممتعة، ويقدم كذلك الإعلانات التجارية ليكسب الكثير من المال والشهرة، هكذا أُقنع كجزء من حيلة كبيرة، ولكن إعلانًا واحدًا باء بالفشل كان كفيلًا بكارثة قلبت حياته رأسًا على عقب، وصار مهددًا بالسجن في أي لحظة.

وقبل أن يحدث ذلك فعلًا، وبلمح البصر يجد "عدنان" نفسه في القدس بجوار المسجد الأقصى. لحظاته الأولى بين قبابه لا توصف، فأن ترى المسجد الأقصى بعينيك، وتلمس تراب أرضه بيديك، يختلف كثيرًا عن رؤيتك له من خلف الشاشات.

يتعرف عدنان في رحلته إلى شباب مقدسيّين، يشعر كأنه في كوكب آخر، فقد عاش معهم أحداثًا رهيبة جعلته يعيد التفكير في حياته ألف مرة: "لماذا يختلف هؤلاء الشباب عني في أفكارهم وهمومهم وأهدافهم؟ ما سرُّ قوتهم وصمودهم؟ لماذا يصبرون رغم آلام الجراح والفقد والتضحيات؟ بل الأهم من هذا كله، هل عليَّ حقًّا أن أغير أسلوب حياتي؟".

تنتهي رحلة عدنان في القدس بعد أن كان له دور مهم في تحرير معاذ من سجون الاحتلال في عملية خطيرة مليئة بالتحديات، ليرجع إلى عالمه من جديد ويتحمل تبعات تجربته السيئة في مجال تقديم الإعلانات، إذ يأخذ على عاتقه رفع شعار "عُمَريّون"، وهي مؤسسة تحمل الاسم نفسه، نسبة إلى عمر بن الخطاب الذي كان يرى نفسه مسؤولًا عن هم أمة، وعليه أن يقدم لها ما يستطيع دون الحصول على راحة. وفي خاتمة الرواية يطرح عدنان سؤالًا للقارئ: متى ستنضم إلى قافلة العمريين؟

رسائل غير مباشرة

على حين تبين صاحبة الرواية سلوى شلة، أنّ "عمريون" كتبت في قالب من السرد والحبكة المتصلة، مشيرة إلى أنّ أهميتها تكمن في تنبيه الأطفال واليافعين على خطورة مواقع التواصل الاجتماعي، وضرورة ترشيد استخدامها، فهي ليست طريق للشهرة بل لتكوين علاقات مع أشخاص محترمين، وأن يسعوا إلى عمل مشروع لخدمة الأمة.

وتقول: إن الرواية تعطي الشباب لمحات إلى الاتجاه الصحيح الذي عليهم أن يسلكوه، وتغيير بعض المفاهيم والقناعات الخاطئة التي غرسها الانفتاح ومواقع التواصل الاجتماعي، والتعرف إلى بعض المعلومات الخاصة بالمسجد الأقصى. 

وتعد "السبيل" مؤسسة دعوية توعوية وفكرية، تهتم في غرس الوعي وإيضاح المفاهيم المعاصرة للشباب، لديها موسوعة على موقعها الإلكتروني في تفكيك بعض المفاهيم والمصطلحات.