"لن نترك أرضنا أو نتنازل عنها مهما فعل الاحتلال لتحقيق ذلك".. بهذه الكلمات يُلخِّص أحمد عليان (46 عامًا) حكاية تجذُّره بأرضه، التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي بطُرق مختلفة مصادرتها والسيطرة عليها.
وفوجئ عليان (43 عامًا) صباح الثلاثاء الماضي بقوات معززة من شرطة الاحتلال تقتحم أرضه، والمنطقة التي يسكن فيها في بيت صفافا جنوب شرق القدس المحتلة، وقد تصدَّى وأفراد العائلة بكلّ قوة لهم.
اقرأ أيضًا: رؤساء كنائس يحتجون على مخطط احتلالي لمصادرة أراضٍ بالقدس
وتشنُّ سلطات الاحتلال وجماعات المستوطنين حملة غير مسبوقة من الانتهاكات والجرائم الهادفة إلى السيطرة على المزيد من أراضي المواطنين في القدس، وبناء المشاريع الاستيطانية عليها.
وقال عليان لصحيفة "فلسطين": إنّ اقتحام الاحتلال أرضنا يأتي ضمن الصراع الممتد منذ سنوات طويلة على هذه الأرض، التي يطمع في مصادرتها كما يحدث في مناطق مختلفة من أحياء وقرى القدس.
وأضاف: "هذه الأملاك تعدُّ حسب الأوراق والإثباتات أملاكًا خاصة بعائلة عليان، ولا يوجد فيها أيّ أملاك عامة، لكن على الرغم من ذلك يحاول الاحتلال السيطرة عليها".
وأشار إلى أنّ "شرطة الاحتلال اقتحمت أرض العائلة، وزعمت كذبًا أنّ لديها قرارًا قضائيًّا من محكمة الاحتلال بالقدس، يتيح لها السيطرة على هذه الأرض".
"الأرض ملكنا"
وأضاف: "عندما طلبنا من جنود الاحتلال أن يطلعونا على القرار الذي لديهم، لم يُخرج أيّ ضابط منهم أيّ أوراق رسمية"، مشددًا على أنّ "من يملك القرار والإثبات بأنّ هذه الأرض ملكنا نحن أبناء عائلة عليان، وجميع الأوراق التي تثبت ذلك متوفرة لدينا".
وبيَّن أنّ مساحة الأرض تبلغ 25 دونمًا مُشجرة بالزيتون، ومسجلة في الطابو، ومبني عليها 3 عمارات سكنية.
وأشار إلى أنّ سلطات الاحتلال بدأت فعليًّا في السيطرة على المناطق والشوارع المحيطة بأرض العائلة، بهدف محاصرتها بمشروع استيطاني تسعى بقوة إلى تنفيذه في المنطقة على حساب أراضي المواطنين.
وبيَّن أنّ سلطات الاحتلال في مرحلة سابقة لجأت إلى إعادة تقسيم الأرض دون موافقة أصحابها، وقد أدى ذلك إلى فقدان ما بين 30 و40 بالمئة من مساحتها لصالح الخدمات والشوارع الاستيطانية.
اقرأ أيضًا: الاحتلال يُشرعِن مصادرة أراضٍ بملكيّة فلسطينية خاصّة
وبحسب مرسي عليان أحد أفراد العائلة، بيَّن أنّ 11 وريثًا من العائلة ورثوا هذه الأرض عن والدهم، ويمتد الإرث ليشمل قرابة 100 شخص من أحفاد أبنائهم.
وتابع: "لن نتخلى عن هذه الأرض مهما فعل الاحتلال ولن نتركها".
ويهدف الاحتلال من وراء عمليات السيطرة إلى تنفيذ أعمال تطوير وبنية تحتية في بؤرة "جفعات همتوس" الاستيطانية بالقدس، التي تضم كرفانات في جنوب المدينة يستوطنها مهاجرون يهود إثيوبيون.
وتشمل عمليات التهويد الإسرائيلي في القدس، الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، ومحاولات تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، وهدم البيوت بحجة البناء غير المرخص، ودفع المواطنين للبحث عن أماكن أخرى للعيش فيها، بهدف تغيير الواقع الديمغرافي لصالح المستوطنين اليهود، فضلًا عن عمليات الاعتقال والمداهمة والقتل.
وتفيد معطيات أوردها لـ"فلسطين" الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، بأنّ عدد الفلسطينيين ممن يحملون "الهوية الزرقاء" 395 ألفًا يعيشون في مساحة لا تتجاوز 13 بالمئة من مساحة القدس، بينما عدد المستوطنين في الجزء الشرقي من المدينة وحده 220 ألف مستوطن، وهذا كله بفعل عمليات تفريغ المدينة من أصحابها المقدسيين.