فلسطين أون لاين

​"لو قابلت نفسك وأنت صغير".. ماذا كنت ستقول لها؟

...
غزة - هدى العف

في عودةٍ للزمن أو ربما "ضربة خيال"، تخيّل أنّك تسير في طريقٍ ما ذات يوم، والتقيت بنفسك خلال سنواتها الأولى، كيف ستلتقيها؟ وبعدما تأخذها بالأحضان طبعًا فإن النصائح باتت واجبة لروحك التي ستكبر دون مرشد، وتتعلق بإرشاداتك المهمة، فماذا كنت لتقول لها؟

حكمي عقلك


كانت الوصية الأولى غريبة نوعًا ما، قدّمتها الصحفية سهاد الجبيري لنفسها بالقول "لا تسمعي كلام أحد فليست هناك قوانين واجبة ونصائح ملزمة، ولطالما كان باب التجربة مفتوحًا، فلا تخضعي وحكمي عقلك، واستندي لإرادتك ورغبتك".

وأشارت إلى أنها كانت لتقنع نفسها بالعدول عن الخضوع لرأي العائلة في التخصص الجامعي، والعمل وبعض السلوكيات التي ألزمت على فعلها دون رغبة منها، مكررة نصيحتها لنفسها "كوني أنتِ كما تريدين".

كن جريئًا مغامرًا

أمّا الثاني فكانت وصيته الصبر، كرّرها ثلاثًا داعيًا نفسه للقوة، فهو لا يريد لنفسه الصغيرة أن تعيد أخطاءه الكبيرة، فلا مجال للضعف في مكانٍ يؤكل فيه حق الضعيف تحت أسنان المتجبّر، ولا مجال للاستسلام.

قالها يوسف أبو وطفة لنفسه أن لا مجال للضعفاء في هذا الكون، وعليك يا يوسف الصغير أن تكون "جريئًا ومغامرًا"، كما نصح نفسه بألا تكون متسرعة وعاطفية بشكل كبير، فالعقل سيّد الأمور.

وحول ما إذا كان سيأخذ يوسف الكبير بالنصيحة بعد هذه السنوات، قال "لم يفت الأوان بعد، هذه نصائح واجبة، ولو أنها جاءت متأخرة، لكنّ التجارب والحياة علمتنا، وعليه كنت أتمنى لو أنّي لو التقيت بنفسي مبكرًا وسمعت هذه النصائح".

لا تستسلم للحياة

في سياقٍ آخر، كانت كلمات أحمد العاروري من رام الله، وهو الذي بدا وكأنه يؤنب نفسه بقوّة، أو ربما كان يهددنا إن لم تسمع نصائحه، حين قال لنفسه "لا تستسلم للحياة ولا تغيّر أفكارك نحو التنازل والهاوية".

وأضاف، أنّه لطالما فكّر بالعمل الوطني والديني وتقديم المصلحة العامة، وأن يكون عالمًا ومفكرًا ومثقفًا والكثير من الأمنيات الكبيرة، لكن الحياة وظروفها بدّلت له قناعاته التي أصبحت لاحقًا في نظره ضربًا من المثالية، وهو الذي ينتهي يومه بدوامين لعملين مختلفين ليستطيع تحقيق أبسط حاجياته.

القطار لا يفوت

أما السيدة مها عزام، فكانت كلماتها تحمل نوعًا من الصراحة والغرابة في آنٍ واحد، وهي التي قالت "أنصحها بإنه ما ترضي تتزوجي وإنتِ مش مقتنعة، القطار ما بيمرّ لو ربنا كاتبلك تلحق محطة تانية أفضل، ما تركبي قطار مش معروف وين رايح، لأنك خايفة يفوتك".

واصل حلمك

ردّت عليها صديقتها نيرمين إبراهيم بالقول، "أنصح نفسي لو التقيتها مبكرًا ألا تخضع لرأي العائلة بدراسة التخصص الذي اختارته، وأدعمها بأن تدرس كما رغبت، وإن كانت الصحافة حلمًا فعليكِ مواصلة الشغف إلى النهاية".

هذه البلاد ليست لك

كان مريبًا، ومضحكًا ومبكيًا في الوقت ذاته، ما أجاب به أحد الشبان مازحًا "لو شفت حالي وأنا صغير بحكي لحالي اشرد، اهرب بسرعة من هنا"، هذه البلاد لا تصلح للاحتفاظ بآدميتك، هذه البلاد مليئة بلعنة الفساد والخذلان، سافر، اكتشف، حقق حلمك، وكن أنت، ثم عد لتغيّر ما فيها".

إبراهيم الهليس، كان بليغًا برغم اختصاره للنصيحة، حين قال لنفسه "بديش أنصح حالي باشي معيّن، لازم تجربي، لازم تغلطي، بس إياكِ ما تتعلمي من كلّ موقف وتجربة ومشهد، إياكِ تكون حياتك مكررة، أنا بحذرك".

لا تكن عددًا فقط

"لا تمت قبل أن تكون ندًا، قبل أن تكون موجودًا، قبل أن تكون حياتك قيمة وليس عددًا يضاف إلى حياة مليارات البشر في الكون"، قالتها الشابة نسمة بحماسة مؤكدة "لو قتل شغفك وفقدت هدفك وحلمك، فلا قيمة لحياتك، إنّ أهم شيء يمكن أن أقدمه لنفسي لو التقيتها أن أدعمها كي تصمد للنهاية وأن تبقى هي وتقدم كل يومٍ جديد قيمة للعالم، كضريبة وجود".

بعضهم كان يرى في نصيحته أمرًا صعب التحقيق، أو ربما مرّ موعدها ولا مجال للتراجع عن الواقع، أو تصحيح المسار والأخذ بالنصائح، لكنّ غالبيتهم كانت تؤمن بأن الوقت لم يفت بعد وأنه طالما كان في العمر بقيّة، فالنصيحة واجبة لأنفسنا الصغيرة والكبيرة.

لا تجعل في حياتك شخصًا أساسيًا

أما الصحفية وسام قشطة، فقالت: "لو التقيت نفسي سأكون واضحة في نصائحي كي لا تغتر بالدنيا، لكن الثابت الذي أعرفه أنه لا يجب الثقة بأحد سوى الأب والأم، وسأنصح نفسي بذلك"

وأضافت لـ"صحيفة فلسطين"، "إياك تخلي شخص واحد أساسي بحياتك خليهم كلهم بنفس الدرجة، وإياكِ أن تصدقي أن الزواج دائمًا نعمة واستقرار، فقد تخونك أحلامك".

وعاودت التأكيد بالقول "بعد الأم احفر وطم"، ناصحة نفسها الصغيرة بألا تغرّها الدنيا، وأن تلتزم أمها ثم أمها ثم أمها، حيث أمان العالم وراحته وجنّته.