عملية موقع - كرم أبو سالم، هي عملية إغارة، نفذتها كتائب القسام، ضد ثكنة عسكرية صهيونية شرق رفح جنوب قطاع غزة، بتاريخ 09-01-2002م، حيث بلغت خسائر العدو الإسرائيلي فيها 5 قتلى بينهم ضابط وجرح 4 آخرين، وكان المنفذين الشهيدين القساميين: محمد عبد الغني أبو جاموس وعماد إعطيوى أبو رزق.
وفي تفاصيل العملية، كما ذركتها كتائب القسام في الذكرى السنوية للعملية، فإن مجموعة من المجاهدين مكونة من عنصرين متنكرة بملابس جيش الاحتلال اخترقت الحواجز الأمنية الصهيونية من جهة جنوب شرق رفح و تمكنت من الوصول قرب الحدود مع فلسطين المحتلة عام 48 واجتازا الأسلاك الشائكة و التحصينات الأمنية الصهيونية عند ما يسمى ( كرم أبو سالم).
هاجمت موقعا عسكريا صهيونيا بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية مما أدى مقتل 5 جنود صهاينة وإصابة اربعة جنود آخرين و لدى عودتهم اصطدم المجاهدان القساميان مع قوة عسكرية صهيونية و خاضت معهم اشتباكا مسلحا مما أسفر عن استشهادهما و إصابة عدد من الجنود الصهاينة.
أحد المجاهدين تمكن من دخول موقع عسكري قريب من كرم أبو سالم حيث استشهد فيما استشهد الثاني بعد أن طارده الجنود الصهاينة، الشهيدان هما محمد أبو جاموس -23 عاما- وعماد أبو رزق -25 عاما- من مخيم رفحكانا يحملان كمية من القنابل تمكنا قبل استشهادهما من إطلاق النار من أسلحتهما الرشاشة ومن إلقاء عدد من القنابل اليدوية على الجنود الصهاينة.
اثر العملية على العدو
إلى ذلك، قالت إذاعة العدو إن حالة التأهب القصوى أعلنت في العديد من المغتصبات في جنوب قطاع غزة بعد هذا "الحادث الخطير"، وأضافت الإذاعة أنها لا تستطيع إعطاء تفاصيل بسبب الرقابة.
وفرض العدو رقابة عسكرية مشددة على نشر أية أخبار تتعلق بالحادث خاصة مقتل الجنود الصهاينة لذلك لم تشر إذاعة العدو الى مقتل الجنودالصهاينة الأربعة (بسبب الرقابة) إلا أنها اعترفت لاحقا بمقتلهم، فيما أعلن جيش الاحتلال عن قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة يمنع الدخول إليها أو الخروج منها.
الهجوم المسلح الذي نفذ على موقع عسكري للاحتلال على الطريق الواصل بين مطار غزة ومعبر رفح الحدودي بالقرب من الخط الزائل بين الأراضي الفلسطينية وفلسطين المحتلة.
إذاعة العدو الصهيوني أشارت إلى أن مسلحين فلسطينيين تمكنا من الوصول إلى موقع كرم أبو سالم على مقربهٍ من الحدود المصرية الفلسطينية بالقرب من قرية الدهنية داخل فلسطين المحتلة 1948م وأن اشتباكاً مسلحاً وقع بين المسلحين وقوات الاحتلال لحظة الاقتحام، استخدم فيه المسلحين الرشاشات والقنابل اليدوية.
نتائج التحقيق لجيش الاحتلال حول عملية كرم أبو سالم في رفح :
القساميون نفذوا عملية جريئة بعد إعداد وتمويه ذكي تغلب على كافة الأنظمة الأمنية.
نجاح العملية وفاعليتها يدل على قدرة الحركة التحرك في جميع الظروف وفي كل الأحوال وأن هذه العملية قد جاءت بعد قرار الحركة بتعليق العمليات لتصحيح المسار.
نجاح العملية البطولية على الموقع العسكري في "كيرم شالوم" التي نفذها فارسان من كتائب الشهيد عز الدين القسام كان من أهم أسبابه التخطيط المميز والإعداد والرصد المسبق، بل تحديد نقاط الضعف في النظام الأمني للموقع العسكري ثم استغلال عنصر المفاجأة الذي أربك جنود الاحتلال وجعلهم يسقطون برصاص المهاجمين في معركة أثبت فيها رجال القسام أن لديهم قدرات عسكرية تفوق وحدة كاملة من جنود الاحتلال.
توقعات العدو
يستدل من التحقيق الأولي الذي أجراه جيش العدو ونشرته وسائل إعلام صهيونية أن منفذي الهجوم على الموقع العسكري في رفح صباح الأربعاء قاموا بداية بعملية تمويه ذكية، إذ قاموا بداية بهز السياج الإلكتروني وافتعال إنذار وهمي أربك الجنود ومكن اثنين منهم من الدخول إلى الأراضي المحتلة، كما دل التحقيق على عدم تمكن الجنود الذين كانوا على متن دبابة مراقبة من اكتشاف اقتحام السياج، وعدم قيام الجنود باتخاذ تدابير الوقاية اللازمة.
كما تبين من التحقيق -حسب المصادر الصهيونية- أن عدد أعضاء خلية القسام التي قام اثنان من أفرادها باجتياز السياج بين غزة وفلسطين المحتلة، كان في الأصل نحو ثمانية أشخاص قدموا من رفح و ساروا باتجاه مغتصبة "كرم أبو سالم".
مبادرة القساميان بوابل من الرصاص وثباتهم ومهاجمة الدورية
قام الاثنان الآخران بقص السياج والدخول إلى الأراضي المحتلة في طريقهم إلى الموقع العسكري عبر ممر خفي جربوه في وقت سابق.
قام قائد الوحدة العسكرية الصهيونية وبرفقته عدة جنود و أحد خبراء قص الأثر لفحص انطلاق جهاز الإنذار، لكن أفراد القوة الصهيونية لم يتمكنوا من الوصول إلى المكان إذ قام القساميان بإطلاق القنابل اليدوية و الرصاص باتجاه النقطة الصهيونية.
وقع تبادل لإطلاق النار بين أحد القساميين وجندي صهيوني، أما القسامي الثاني فقد أطلق النار باتجاه أربعة جنود صهاينة كانوا يستقلون سيارة جيب وتمكن من قتل اثنين منهم، وقد عثر على جثته وبقربها جثث الجنديين الصهيونيين.
بحسب المصادر ذاتها، توجه قائد الكتيبة الصهيونية ومعه قوة عسكرية باتجاه الموقع العسكري، ووصل إلى المكان بعد أن انضمت إليه كتيبة أخرى كانت على أهبة الاستعداد إلا أن القسامي تمكن من إردائه و جندي آخر قتيلين وعندها استشهد المجاهد برصاص باقي الجنود الصهاينة.
أسفرت الاشتباكات أيضا عن إصابة ثلاثة جنود صهاينة آخرين بجراح نقلوا على أثرها إلى مستشفى "سوركا" في بئر السبع لتلقي العلاج، و هناك توفي أحدهم متأثرا بجراحه، فيما أصيب أحدهم بجراح بالغة ، أما الآخر فقد كانت إصابته طفيفة.
دبابة المراقبة لم تلاحظ ما حدث
يشير التحقيق الذي قام به قائد المنطقة الجنوبية الجنرال الصهيوني دورون ألموغ، إلى أن دبابة المراقبة التي كانت قرب الموقع العسكري الصهيوني بالرغم من أنها كانت مزودة بالمعدات الضروريةإلا أنها لم تستطع كشف عملية قص السياج.
ويضيف: "فقد أخذ "المهاجمون" طريقا غير ظاهر للعيان سبق لهم أن جربوه و عرفوا أن الجيش لا يستطيع كشف تحركاتهم عبره".
كما تبين أن الجنود كانوا داخل الموقع ولم ينشروا حراسة ولهذا السبب لم ينتبهوا لاقتراب الفلسطينيين من الموقع.
وأفادت التقارير الصهيونية أن المهام التي تقوم بها هذه الكتيبة هو الحراسة في الموقع العسكري "ترميد" في رفح ويذكر أن هذا الموقع العسكري سجل عدداً قياسياً من حيث عدد العمليات الهجومية وتتكون كتيبة الاستطلاع الصحراوي من خمسة سرايا.