يُسجل إنتاج قطاع غزة المحاصر من الحمضيات الموسم الحالي زيادة ملحوظة مقارنة بإنتاج الموسم الماضي، ما نجم عن ذلك ارتفاع الكميات المعروضة في الأسواق المحلية، وانخفاض أسعارها في السوق المحلي في ظل نقص السيولة النقدية.
وإزاء ذلك دعا مزارعو وزارة الزراعة إلى الإبقاء على منع إدخال الحمضيات من السوقين المصري والإسرائيلي، لحين الانتهاء من تسويق منتجاتهم المحلية إلى جانب تقديم الدعم الفني والمالي لهم، ورفدهم بمشاريع لتعزيز زراعة الحمضيات في القطاع بعد أن شهدت تراجعًا في السنوات الأخيرة من جراء الزحف العمراني على الأراضي الزراعية، واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة.
وأفاد المتحدث الفني باسم وزارة الزراعة، محمد أبو عودة بأنّ إنتاج قطاع غزة من الحمضيات سجّل الموسم الحالي زيادة عن الموسم الماضي بنحو 5 آلاف طن.
وبيَّن أبو عودة لصحيفة "فلسطين" أنّ إنتاج قطاع غزة من الحمضيات وصل الموسم الحالي إلى نحو 44 ألف طن في حين أنّ إنتاج الحمضيات الموسم الماضي 35.500 طن.
وأضاف أبو عودة أنّ إجمالي المساحة المزروعة بالحمضيات في قطاع غزة تقدر بنحو 20 ألف دونم المثمر والمنتج منها 15 ألف دونم، وغير المثمر 5 آلاف دونم.
وبيَّن أبو عودة أنّ أصناف الليمون، وأبو صرة، والكلمنتينا أكثر أصناف الحمضيات مساحة في قطاع غزة.
وذكر أبو عودة أنّ إنتاج قطاع غزة من الحمضيات يغطي احتياج السكان بنحو 85%، وأنّ الوزارة تسمح للتجار بإدخال الحمضيات من الأسواق الخارجية بعد أن تفسح المجال أمام تسويق الإنتاج المحلي والانتهاء منه كاملًا في إطار سياسة دعم وتشجيع الإنتاج الوطني.
ولفت أبو عودة إلى أنّ زراعة الحمضيات في قطاع غزة تراجعت في السنوات السابقة بسبب ملوحة المياه، والزحف العمراني، وتجريف الاحتلال مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالحمضيات في حروبه العدوانية المتكررة على القطاع.
وتتعدّد أصناف الحمضيات المزروعة بغزة مثل: برتقال البلنسيا، والليمون، وبرتقال أبو صرة، والكلمنتينا الشوكية، والنوفا، وبرتقال واشنطن.
وفي السياق طالب مزارعو وزارة الزراعة باستمرار وقف إدخال الحمضيات من السوقين الإسرائيلي والمصري إلى حين الانتهاء من تصريف إنتاجهم، خاصة وأنّ أسعار الحمضيات تباع في الأسواق المحلية بأسعار منخفضة جدًّا.
وقال المزارع عبد القادر حميد لصحيفة "فلسطين": إنّ إنتاج الحمضيات الموسم الحالي مرتفع مقارنة بالسابق، وهذا العرض الكبير سبّب في خفض أسعار الحمضيات في السوق المحلي".
وبيَّن حميد أنّ المزارع يبيع سعر الكيلو جرام من صنف الكلمنتينا داخل الأرض للبائع أو التاجر عند 3-4 أغورات، والكيلو جرام من صنف أبو صرة من 1-1.5 شيقل، والليمون سعر الكيلو جرام بـ7 أغورات.
ويملك حميد 51 دونمًا زراعيًّا في بيت حانون شمال القطاع، يُخصّص 90% منها لزراعة الحمضيات، إذ إنّ الليمون أكثر مساحة من بين الأصناف الأخرى.
من جهته دعا المزارع نزار عيسى وزارة الزراعة إلى حماية المزارعين من تقلّبات الطقس، وتقديم التعويضات عن الخسائر السابقة، وتفعيل صندوق درء المخاطر.
وبيَّن عيسى لصحيفة "فلسطين" أنّ إجمالي المساحة التي يملكها من الحمضيات نحو 15 دونمًا مزروعة ببرتقال البلنسيا والجريفوت وسط القطاع.
وأهاب عيسى بالمؤسسات الزراعية أن تُولي المزارعين مزيدًا من الاهتمام خاصة في مساعدتهم بالمستلزمات الزراعية والأسمدة وتزويدهم بمشاريع ري، وشقّ طرق زراعية إلى جانب مساعدتهم على تسويق منتجاتهم.