فلسطين أون لاين

حسن سلامة.. وفاء الثأر ووعد التحرير

شاركت كغيري في حفل إشهار كتاب الأسير القائد حسن سلامة واستمعت من قرب لمقتطفات خاصة عن سيرته ومسيرته وتمعنت جيدًا في الكلمات التي أرسلها لنا هذا القائد الاستثنائي الذي تحدث إلينا من خلال كتاب (الحافلات تحترق) عن عمليات الثأر المقدس التي شكلت نموذجًا حيًّا وفريدًا لرحلة شاقة وصعبة من تاريخ العمل المقاوم، فكانت مرحلة فاصلة مع العدو بعد أن تجرأ على اغتيال الشهيد المهندس يحيى عياش، وقد ظن أنه بهذه العملية الجبانة قد أغلق الباب مع المقاومة وقضى على العمليات الاستشهادية، فجاءتهم عمليات الثأر المقدس تحصد أرواح جنوده ومستوطنيه ليل نهار حتى أصيب العدو بالجنون وكأن يحيى عياش بعث من جديد، هكذا كان حسن الذي جاء على قدر من الله ليرسم لنا هذه اللوحة المشرفة في ميدان العمل ثم يترجمها في سطور من خلال كتابه الجديد.

هذه السطور ليست مجرد رواية أو حديث عابر إنما هي تعبير حقيقي عن أحداث حية عايشها هذا البطل مع إخوانه ورفاقه من أبطال كتائب القسام، الذين تسابقوا على الشهادة انتقامًا لروح المهندس البطل "يحيى عياش"، حتى تزاحمت العمليات وزادت ضربات المقاومة للأهداف الصهيونية مخلفة خسائر كبيرة في صفوف الجنود والمستوطنين، الأمر الذي جعل العدو يفقد صوابه ويصاب بالجنون ويغرق في مستوى متقدم من العجز والارتباك بعد فشله الذريع في وقف العمليات الاستشهادية، فلم يبقَ له في مواجهة حسن ورفاقه خطوة إلا اتخذها، لكن حسن استثمر كل لحظة واستفاد من كل ثغرة لدى العدو حتى يلقنه الدروس والعبر، وأثبت أن أبطال المقاومة من أبناء القسام قادرون على تنفيذ تهديداتهم ويمكنهم فعل الكثير انتقامًا لدماء الشهداء.

حسن سلامة يقول اليوم بلسان حاله: لا أريد مجدًا شخصيًّا بهذه الكلمات، وأنا لا أكتب من أجل الشهرة أو البحث عن دور البطل في سطور التاريخ، لكني أضع الجيل الجديد أمام (حقيقة التضحيات) الجسام التي قُدمت حتى وصلت المقاومة إلى ما وصلت إليه، فمن يريد اللحاق بهذا الطريق يجب عليه أن يستعد دومًا للتضحيات، ويقدم ما بوسعه لنصرة هذه القضية المقدسة، ولا يتردد في أي محطة من تاريخ الصراع مع العدو، لأن من يؤمن بهذه الفكرة يمكنه أن يسهم في صناعة النصر، ويقول حسن أيضًا إنه لم ينهِ دوره على الرغم من هذه التضحيات الكبيرة، ويتحرق شوقًا للخروج من الأسر كي يكمل المشوار ويلقن العدو دروسًا أخرى.

نعم يا حسن، المقاومة عند عهدها ووعدها معك ومع إخوانك، وظلمة الأسر ربما تنتهي قريبًا فقد أقسمت المقاومة على ذلك وهي بما تملك قادرة على كسر القيد وتحرير الأسرى وفرض إرادتها في صفقة مشرفة جديدة (وفاء الأحرار 2) لتخرج معززًا مكرمًا منصورًا قاهرًا العدو رغم أنفه، وما على الحكومة المتطرفة سوى الرضوخ لشروط المقاومة اليوم والاستفادة من الظروف الحالية وعدم المماطلة والمكابرة، وإلا فإنها ستجد نفسها مضطرة إلى عقد صفقة في ظروف أكثر قسوة وأكثر تعقيدًا حين تبادر المقاومة لزيادة الغلة بطريقتها وتمرغ أنف قادة العدو في التراب.

وأمام هذه الكلمات الخالدة والتضحيات الكبيرة من الأسرى الأبطال وفي مقدمتهم الأسير القائد حسن سلامة، فإننا مدعوون جميعًا إلى ما يأتي:

أولًا- التضامن مع تضحيات الأسرى والاهتمام بقضيتهم وتصديرها دومًا للإعلام وإبراز حجم الإجرام الصهيوني وفضح الانتهاكات التي يمارسها العدو بحق الأسرى.

ثانيًا- دعم وإسناد المقاومة في جهودها ومواقفها تجاه قضية الأسرى وتأييدها ونصرتها في أي تحرك عسكري لنصرة الأسرى الأبطال.

ثالثًا- التصدي لكل المحاولات اليائسة التي يبذلها العدو للنيل من أهالي الأسرى ومساعدتهم والوقوف إلى جانبهم والتضامن معهم في كل المحطات.

رابعًا- نقل معاناتهم للعالم وتفعيل هذا الملف ليأخذ دوره على الصعيد (الدبلوماسي، والحقوقي) وغيره، كي تبقى هذه القضية حاضرة لكونها قضية عادلة، ونضالهم نضال مشروع في وجه الاحتلال الإسرائيلي.