الدلائل والمؤشرات لعام 2023، تدل على أننا مجددًا أمام استحقاقات مهمة خلال هذا العام، وهو القضية الأبرز المرحلة الحالية، خاصة بعد تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة لدى الاحتلال، التي بدأ يتضح فيها، البدء في ترجمة التهديدات والوعود إلى وقائع على الأرض.
خلال الأسبوع الماضي نفذ ابن غفير ثلاث خطوات خطيرة، ترتبط الأولى باقتحام المسجد الأقصى، وتدنيسه لأول مرة بعد توليه وزارة الأمن، وتبع ذلك زيارته لسجن نفح، حيث يعتقل فيها مئات الأسرى الفلسطينيين ممن يقضون عشرات السنوات، ليتأكد من تشديد الإجراءات عليهم، وتبع ذلك أيضًا إعلان تشكيل وحدات لحرس الحدود لدى الاحتلال للعمل ضد الفلسطينيين في النقب المحتل.
الحكومة الحالية تسير وفق ما أعلنت من سياسات تقوم على تهويد الأقصى والنقب والتشديد على الأسرى.
الملفات المتفجرة تشي أننا أمام عام سيكون عام الحرب، الذي يستوجب الإعداد فلسطينًا، وعربيًّا ودوليًّا، ووضع حد لهذا الجنون من الحكومة الفاشية التي تريد أن تفجر المنطقة، وتعبث في قضايا خطيرة، ستقود لمواجهة واسعة، لم يسبق لها مثيل.
التصريحات الصادرة عن وزير الجيش يوآف غالانت المعروف بدمويته، خاصة تجاه قطاع غزة، بأن المواجهة قادمة، قبل شهر رمضان في نهاية مارس القادم، في دلالة على أن حكومة الاحتلال ماضية في تصعيد الأوضاع، ولا تعطي بالًا للموقف الدولي الرافض إجراءاتها ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها تدنيس المسجد الأقصى من ابن غفير.
ابن غفير وسموترتيش وغالاند، من اليمين المتطرف، ويتصرفون بعنجهية عالية، دون أي اعتبار، لطبيعة المنطقة القابلة للاشتعال، وهذا يتجدد سوء التقدير الذي تقع به حكومات الاحتلال المتتالية في التعامل مع الفلسطينيين، سواء خلال حرب 2014، أو خلال سيف القدس، وغيرها من الأحداث.
المقاومة أعدت لمثل هذه الحكومة على مدار سنوات، وتجاوزت عن كثير من الردود والأحداث في سبيل التجهيز المناسب لأي مواجهة تفرض عليها، وخاصة فيما يتعلق باقتحام الأقصى، وتدنيسه، وتغيير الوقائع فيه، والبدء بخطوات يهودية تغير من إسلامية المسجد الأقصى، إلى جانب سعي المقاومة لإطلاق سراح الأسرى، الذي أصبح ملحًا، بعد مماطلة حكومات الاحتلال في إتمامها.
يكاد يجمع المتابعون على أننا في مرحلة حساسة خلال النصف الأول من عام 2023، نتيجة التصرفات الرعناء لحكومة نتنياهو الذي يبدو أنه يفضل مصالحه الشخصية على ضبط سلوك الحكومة الحالية، ويترك زملاءه الأكثر تطرفًا لجر المنطقة لمواجهة حتمية، سيكوى فيها الاحتلال قبل غيره.