كشفت مصادر صحية في الهند اليوم الخميس عن رصد 11 متحورا جديدا من فيروس كورونا في البلاد، في حين دعت الصين منظمة الصحة العالمية إلى اعتماد موقف "محايد" بشأن تفشي كوفيد-19، بعدما انتقدت المنظمة حصيلة الوباء التي تقدّمها بكين.
وقالت المصادر الصحية الهندية، إن المتحورات الجديدة لفيروس كورونا وصلت من خلال 124 مسافرا قدموا من دول مختلفة.
ونقل موقع "تايمز أوف إنديا" (Times of India) عن مصادر -لم يسمها- إن الحالات التي ثبتت إصابتها بمتحورات كورونا وصلت إلى الهند خلال الفترة بين 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والثالث من يناير/كانون الثاني الجاري.
وأوضحت السلطات أن نحو 19 ألفا و227 مسافرا خضعوا لفحوصات اختبار كورونا، وثبت إصابة 124 منهم بالفيروس.
وتأتي التصريحات الهندية في خضم قلق دولي من الانتشار المتزايد لحالات كورونا في الصين.
ومنذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشفت تقارير إعلامية عن زيادة مفرطة في عدد المصابين بفيروس كورونا في الصين، دفعت منظمة الصحة العالمية إلى إعلان قلقها ومطالبة السلطات الصينية بالكشف عن الأعداد الفعلية للمصابين بكورونا.
موقف محايد
من جهتها، دعت الصين اليوم الخميس منظمة الصحة العالمية إلى اعتماد موقف "محايد" بشأن تفشي كوفيد-19، بعدما انتقدت المنظمة حصيلة الوباء التي تقدّمها بكين.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، أمام صحفيين "نأمل أن تحافظ منظمة الصحة العالمية على موقف مبني على العلم وموضوعي ومحايد، وأن تلعب دورا نشطا في الاستجابة العالمية لتحديات الوباء".
وأكّدت ماو أن الصين تشارك "معلومات وبيانات مناسبة" بشأن وباء كوفيد-19، مشددة على "التعاون الوثيق" بين الصين ومنظمة الصحة العالمية.
ومنذ بدء انتشار الجائحة تعارض الصين كل ما تراه تسييسا للأزمة الصحية.
وكانت الصين قد رفعت فجأة، مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، معظم تدابيرها لمكافحة تفشي كوفيد-19 التي وفرت حماية واسعة لسكانها منذ انتشار الفيروس عام 2020.
لكن منذ رفع التدابير، تواجه الصين أسوأ طفرة إصابات كوفيد-19 على أراضيها، مما أحدث ضغطا كبيرا على المستشفيات ومحارق الجثث، ومع ذلك فإن السلطات لا تعلن إلا عن عدد محدود جدا من الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 بعد تغيير في منهجية احتساب الضحايا، وهو ما أثار جدلا.
وحسب المنهجية الجديدة، فإنه لا يحتسب ضمن وفيات كورونا سوى الأشخاص الذين يتوفون مباشرة من قصور في الجهاز التنفسي مرتبط بكوفيد-19، ويعني هذا التغيير في المنهجية المتبعة أن الكثير من الوفيات لم تعد تحتسب على أنها ناجمة عن كوفيد-19.
فتح الحدود مع هونغ كونغ
في إطار آخر، أعلنت الصين اليوم الخميس إعادة فتح حدودها مع هونغ كونغ بدءا من الأحد المقبل والسماح بالسفر بينهما، بعد إغلاق استمر نحو 3 سنوات، في محاولة لتخفيف ما تم فرضه من قيود لكبح جائحة كوفيد-19.
واليوم الخميس، أعلن مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو الصيني أن السفر "سوف يستأنف بشكل تدريجي ومنظم" ابتداء من الأحد المقبل، في اليوم الذي سترفع فيه الصين إجراء الحجر الصحي الإلزامي للوافدين من الخارج.
وقد أغلقت جميع المعابر البالغ عددها 12 بين الجانبين باستثناء 3، منذ نحو 3 سنوات مع اعتماد الصين إستراتيجية "صفر كوفيد" التي فُرضت في سياقها قيود هي من الأشدّ في العالم لاحتواء انتشار الوباء.
وعلى غرار الصين، فرضت هونغ كونغ سياسات للجم انتشار الوباء مع قيود صارمة، مثل الحجر الصحي الإلزامي، مما أثر على أعداد الوافدين منها وإليها.
وتسببت هذه القيود والتدابير في انفصال عائلات وتضرر قطاع السياحة وتعطل رحلات العمل، وقد عانت هونغ كونغ خصوصا، إذ أنهت عام 2022 بركود اقتصادي عميق.