ظل مجلس النواب الأمريكي، يوم الأربعاء، مشلولًا بالكامل إذ أن الخلافات في صفوف الجمهوريين حالت دون تمكن النواب من اختيار رئيس لهم.
وفشل النواب في انتخاب رئيس لهم بعد 6 جولات تصويت في سيناريو غير مسبوق منذ 100 عام.
وعلّق المجلس أعماله حتى الساعة الثامنة من مساء الأربعاء، بتوقيت واشنطن لاستئناف عمليات التصويت والخروج من هذه الأزمة.
وحال الخلاف السائد بين الجمهوريين حاليًا دون وصول المرشح الأوفر حظًا كيفن مكارثي إلى منصب رئيس أعلى هيئة تشريعية في واشنطن، وثالث أهم شخصية في المشهد السياسي الأمريكي بعد الرئيس ونائبه.
ورغم أن كيفن مكارثي هو المرشح الأوفر حظًا لخلافة نانسي بيلوسي في رئاسة مجلس النواب، إلا أنه لا يزال ينتظر أصوات نحو 20 نائبًا من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترمب الذين يتهمونه بأنه معتدل جدًا، ويتعمدون عرقلة هذه العملية.
موقف محرج
ومع تغيير في القواعد البرلمانية وارتفاع عدد النواب الذين ينتمون إلى التيار المحافظ المتشدد في الحزب، يستغل هؤلاء النواب الغالبية الجمهورية الضئيلة التي حققوها في انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر/تشرين الثاني، لكي يفرضوا شروطهم، ومن دون دعمهم لن يتمكن مكارثي من الوصول إلى المنصب.
ووصف الرئيس الديموقراطي جو بايدن هذا الوضع بأنه "محرج" مؤكدًا أن العالم يتابع هذه الفوضى.
وبدأت أصوات تتعالى في صفوف النواب الجمهوريين غير المتشددين الذين يشكلون غالبية، من أجل التوصل إلى تسوية.
كما خرج ترمب عن صمته، يوم الأربعاء، ودعا على شبكته للتواصل الاجتماعي، حزبه إلى بذل كل الجهود لتجنب “هزيمة”.
وقال "لقد آن الأوان حاليًا لنوابنا الجمهوريين في مجلس النواب أن يصوتوا لصالح كيفن مكارثي الذي سيقوم بعمل جيد ورائع".
وكان مكارثي الجمهوري البالغ من العمر 57 عامًا بحاجة لغالبية من 218 صوتًا في مجلس النواب الذي قلب الغالبية لصالحه (222-212) في انتخابات منتصف الولاية العام الماضي، لكنه لم يتمكن خلال الجولات الست من تجاوز عتبة 203 أصوات.
ويشل هذا الوضع المؤسسة التشريعية بكاملها، إذ من دون رئيس لا يمكن للنواب أن يؤدوا اليمين، وبالتالي تمرير أي مشروع قانون، كما لا يمكن للجمهوريين أيضًا أن يفتحوا التحقيقات الكثيرة التي وعدوا بها ضد جو بايدن.