أكد مختصون بالشأن الإسرائيلي أن مخاطر كبيرة تنتظر القضية الفلسطينية من حكومة المستوطنين الفاشيَّة العنصرية برئاسة بنيامين نتنياهو، ولا سيما تجاه المسجد الأقصى، والضفة الغربية المحتلة، وفلسطينيي الداخل المحتل.
وحذر المختصون في أثناء ورشة سياسية بعنوان "آثار برنامج الحكومة الصهيونية المتطرفة على القضية الفلسطينية"، نظمها مركز إيلياء للدراسات والبحوث بغزة أمس، من مخططات حكومة نتنياهو على الشعب الفلسطيني وقضيته ومقدساته، داعين إلى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة مخاطرها.
اقرأ أيضاً: أكاديمي يحذر: حكومة المستوطنين سيمتدّ خطرها إلى كل الفلسطينيين
ومنح "الكنيست" الإسرائيلي الخميس الماضي ثقته لحكومة الاحتلال الجديدة برئاسة نتنياهو، بعدما حظيت بتصويت 63 نائبًا لها من أصل 120.
السيطرة على الضفة
ونبه المختص بالشأن الإسرائيلي عامر خليل على أن القضية الأخطر التي تحملها حكومة الاحتلال الجديدة هي موقفها من الضفة الغربية، إذ إن الفكر الإسرائيلي حول الضفة أنها قلب مشروعهم والرؤية التوراتية، وأنها يجب أن تكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وأوضح خليل في مداخلته أن تعامل حكومة الاحتلال مع الضفة يختلف عن القدس، فالأولى لا يُطبق عليها القانون الإسرائيلي كاملًا، على الرغم من أن ما يسمى قائد المنطقة الوسطى هو الحاكم الفعلي للضفة، مردفًا أنه بحكم الاتفاقيات الائتلافية التي تمت مع إيتمار بن غفير، وعدد من الوزراء، "ستكون هناك تغييرات لنقل الضفة إلى القانون الإسرائيلي، وتطبيقه على المستوطنين، كما سيُصدَّق على البؤر الاستيطانية وجعلها شرعية، ومد الطرق والبنى التحتية إليها".
وأضاف أنه سيُسهَّل البناء الاستيطاني في المنطقة المصنفة (ج)، التي تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية -وفق اتفاق أوسلو المشؤوم بين منظمة التحرير والاحتلال- مع محاربة الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة.
وتابع أن حكومة الاحتلال الجديدة ستسمح للمستوطنين بأداء طقوسهم التلمودية في المسجد الأقصى، واقتطاع جزء من باحات المسجد المبارك، وإنشاء كنيس بداخله، مشيرًا إلى أنها ستحاول أيضًا فرض القانون الإسرائيلي بطريقة أكبر على فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، ومحاربة الهوية الفلسطينية هناك.
وبشأن قطاع غزة، استبعد خليل أن يكون هناك أي تغيير مع القطاع، إذ سيحاول الاحتلال الحفاظ على "الهدوء".
الأكثر تطرفًا
من جانبه يؤكد المختص بالشأن الإسرائيلي ناجي البطة أن خطورة الحركات الصهيونية الدينية تكمن في أنها لا تعترف بأي وجود عربي، وتتعامل مع اليهود فقط، وهذا الخطر الذي يواجه الفلسطينيين من حكومة الاحتلال الجديدة، كونها تضم وزراء من هذه الحركات.
وعدَّ البطة -في مداخلته- حكومة الاحتلال الجديدة الأكثر تطرفًا في تاريخ دولة الاحتلال، والأكثر قدرة على ابتزاز العالم الغربي، كونها تضم وزراء ينتمون إلى أحزاب دينية متطرفة، مردفًا أنها تضم عددًا ممن وصفهم بـ"المجانين"، الذين لا يهتمون بأحد.
اقرأ أيضاً: "بن غفير" يهاجم الأسرى ويتوعدهم!
وأكد أن مواجهة حكومة الاحتلال المتطرفة تتطلب وحدة فلسطينية حقيقية، وتجاوز مربع الانقسام، ولو بالحد الأدنى، لإفشال المخططات القادمة، ووقف استباحة الضفة الغربية والنقب والداخل المحتل.
من جانبه أكد الباحث محمد أبو الحسن حديث سابقه، بأن حكومة نتنياهو هي الأكثر تطرفًا، إذ إن هدفها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم قسرًا، والاستيلاء عليها، لافتًا إلى أن البرنامج الانتخابي الذي أعلن عنه فيه عامل مشترك، وهو ضم مناطق (ج) بالضفة إلى دولة الاحتلال، والعمل على خطة "بن غوريون"؛ لتحويل النقب إلى ما يسمى (جنة إسرائيل)، والعمل على مواجهة فلسطينيي الداخل المحتل.
وأشار أبو الحسن في مداخلته إلى أن حكومة الاحتلال المتطرفة ستكون لها تداعيات على المنطقة، خاصة أن نتنياهو أول من طبَّع العلاقات مع الأنظمة العربية، إذ سيكون في سلم أولوياتها تطبيع العلاقات مع دول جديدة.
وأوضح أن الطابع الديني يطغى على حكومة نتنياهو، وأن الكل الفلسطيني مستهدف منها، خاصة الأسرى، إذ ستعمل على محاولة سن قانون "إعدام الأسرى"، إضافة إلى زيادة وتيرة الاستيطان بالضفة الغربية، عادًا إياها "نذير شؤم" على القضية الفلسطينية.