فلسطين أون لاين

تقرير حماس تُبلسم جراح لاجئي لبنان بحزمة مساعدات إغاثية

...
زيارة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" لمخيمات لبنان (أرشيف)
بيروت-غزة/ يحيى اليعقوبي:
  • قيود وأزمات اقتصادية تكبل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان
  • هويدي: المعاناة متراكمة بلبنان ولا حلحلة لتخفيف القيود عن اللاجئين
  • مُرَّة: حماس أكثر من يخدم اللاجئين ومنظمة التحرير تخلّت عن المخيمات
  • طه: حماس تقدم مساعدات شبه دائمة للعائلات اللاجئة في لبنان
  • العلي: 60% من لاجئي فلسطين بسوريا نازحون خارج منازلهم

 

يندرج عام 2022 ضمن أسوأ الأعوام التي مرت على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان، عانوا فيها كثيرًا في مواجهة أزمات الغلاء، والأوضاع الاقتصادية السيئة جدًّا، ووصلت فيه نسب الفقر بينهم إلى مستويات قياسية.

تقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أظهرت أن 93% من اللاجئين في لبنان فقراء، في وقت تغيب مؤسسات منظمة التحرير عن مشهد الإغاثة، وتتقلص خدمات "الأونروا"، وفي المقابل تنفذ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مشاريع وخططًا إغاثية ملموسة، تبلسم جراح المخيمات.

المدير العام "لهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" في لبنان علي هويدي، يقول: إن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تأزم نتيجة الوضع الاقتصادي المنهار من جهة، وتراكم المعاناة منذ سنوات من جهة أخرى.

الجزء الأبرز في معاناة اللاجئين في لبنان، كما أضاف هويدي لصحيفة "فلسطين" يتعلق بأعمال البنية التحتية، وموضوع المساعدات التي تقدم من الجهات المختلفة، لافتًا إلى وجود تراجع في خدمات "الأونروا" أثرت تأثيرًا كبيرًا في جودة خدماتها، أو على المستوى الصحي والإغاثي، والتعليمي، والبنية التحتية، فالخدمات المقدمة لا تغطي جميع احتياجات اللاجئين.

اقرأ أيضاً: "حماس" تطلق مشروعًا لإنارة مقرات "الروابط الأهلية" في مخيمات لبنان

يعاني التعليم عدم الاستقرار في المدارس، فإضافة إلى معاناة العائلات من المواصلات، لكونها غير قادرة على دفع رسوم توصيل أبنائها الطلبة، فإن هذا يهدد بعمالة الأطفال، والتسرب من المدارس، والبطالة المتفشية في أوساط اللاجئين التي بلغت 90%، هذا ما سينعكس على واقع اللاجئين في العام القادم، ولا يبدو وجود مؤشرات لحلحلة الوضع الاقتصادي، وفق هويدي.

والقضية الأخرى مرتبطة بالدولة المُضيفة، مؤكدًا أنه لا يوجد أيّ حلحلة، أو تخفيف القيود المفروضة على اللاجئين، فما يزال اللاجئ ممنوعًا من ممارسة قرابة 72 مهنة، إضافة لحرمانه من التملك أو الاستشفاء، أو التعليم وتشكيل المؤسسات الأهلية، فضلًا عن عدم إدخال مواد البناء لمخيمات الجنوب تحديدًا، على الرغم من وجود وعود بتخفيف القيود، لكن من دون شيء ملموس حتى اللحظة.

وفي وقتٍ تغيب فيه منظمة التحرير، وتتراجع خدمات الأونروا، تساهم حركة حماس بدور إغاثي لافت في مخيمات لبنان، بهدف التخفيف من الآثار والمعاناة الإنسانية، وعلى الرغم من كونها لم تصل لمستوى تغطية جميع احتياجات اللاجئين، يؤكد هويدي، أهميتها في تخفيف العبء الاقتصادي والاجتماعي في المخيمات.

وينبّه إلى أنه إذا لم تُغطَّ احتياجات اللاجئين وعيشهم بكرامة فستكون هناك مشكلة كبيرة.

بلسم على الجراح

مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس في لبنان رأفت مرة، أكد أن الحركة "بكل موضوعية ومسؤولية هي أكثر التنظيمات الفلسطينية التي تقدم خدمات للمجتمع الفلسطيني في لبنان منذ سنوات طويلة".

وأضاف مرة لصحيفة "فلسطين"، أن مجتمع اللاجئين في لبنان يعاني أزمات كثيرة بسبب تراجع دور "أونروا" الخدماتي بقرار دولي، وعدم مساهمة حكومة لبنان -بصفتها الدولة المستضيفة للاجئين- بأي دور حقيقي لمساعدة اللاجئين.

ووصف دور مؤسسات منظمة التحرير بأنه ضعيف، وهذا يندرج ضمن سياسة الابتعاد، والتخلي التدريجي عن المجتمعات الفلسطينية في الخارج.

وقال مرة: "منذ أزمة كورونا وانهيار الوضع الاقتصادي انهيارًا سيئًا قبل ثلاث سنوات، أطلقت حماس مجموعة من المشاريع الإغاثية والتنموية في لبنان لإغاثة المجتمع الفلسطيني، وقدمت الكثير من خطط وبرامج الطوارئ، ومساعدات صحية، وتركيب طاقة بديلة (إنارة) للبيوت والمؤسسات التي تخدم اللاجئين".

وأضاف أن لهذه المشاريع نتائج إيجابية كثيرة خففت قليلًا من المعاناة، لكن المجتمع يحتاج إلى مساعدات كبيرة، مبينا أن ما تقوم به حماس يأتي ضمن رسالتها وأخلاقياتها، ورؤيتها لدور اللاجئين الفلسطينيين الذي يتكامل مع رؤيتها للواقع الفلسطيني برمته.

"حماس حدك"

في تفاصيل أكثر بشأن هذا الدور الإغاثي، أوضح فضل طه مسؤول مكتب شؤون اللاجئين وملف اللجان والروابط في العمل الجماهيري في حماس في لبنان، أن من ضمن المشاريع الإغاثية مشروع "حماس حدك" وهو توزيع 50 ألف حصة تموينية ومواد تنظيف على التجمعات الفلسطينية استفادت منها 3 آلاف عائلة عدة مرات، على الرغم من أن الحاجة أكبر، مقدرًا عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 250 ألف لاجئ.

psqsU.jpeg
 

واستعرض طه في حديثه لصحيفة "فلسطين" بعض المشاريع الأخرى، من ضمنها تقديم أكثر من 1500 وحدة "إنارة" لعدد كبير من المنازل خاصة التي تفتقد للكهرباء، أو لديها مرضى أو طلبة.

اقرأ أيضاً: "حماس" تطلق رزمة مشاريع خدماتية بمخيمات لبنان

وأضاف أن حماس تقدم مساعدات شبه دائمة لكثير من العائلات في المخيمات ومنها أكثر من 10 آلاف ربطة خبز يوميًا بواسطة المبادرات الشبابية، والمطبخ الخيري برمضان، ومواد التموين، والخضار، واللحوم، ومشاريع لها علاقة بتوفير المياه والكهرباء والوقود وتقديمها في كثير من المناطق، خاصة مخيمات "البقاع" والشمال التي تحتاج للتدفئة و"المازوت" وهما ما تساهم به الحركة مساهمة كبيرة، إضافة لتوفير أدوية، على الرغم من الحاجة الكبيرة في ظل وجود غلاء "فاحش" في الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

الأوضاع في سوريا

في سوريا، لا تزال الأوضاع المعيشية مأساوية نتيجة التدهور الحاصل على جميع المجالات الإنسانية والإغاثية وكل ما يتبع ذلك على حياة اللاجئين الفلسطينيين، لكونهم الشريحة الأضعف والهشة على مدار الأزمة التي تجاوزت عشر سنوات، بحسب ما يفيد الباحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين، إبراهيم العلي.

وقال العلي لصحيفة "فلسطين": "إن المخيمات الفلسطينية البالغ عددها 14 مخيمًا في سوريا، تعاني الضيق نظرًا للأزمة الاقتصادية التي تشهدها الدولة، والتي انعكست سلبًا على اللاجئين، لأنهم شريحة هشة، فهناك مخيمات تعاني الفقر والعوز الشديدين".

وتشتد معاناة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، إذ توجد 1500 عائلة فلسطينية لاجئة، لا تقدم لهم "الأونروا" الخدمات أسوة باللاجئين الذين يأخذون مساعدات دورية داخل سوريا.

في داخل سوريا تعاني المخيمات حالة من البؤس، وفق العلي، نتيجة الدمار الشامل، أو الجزئي ما جعلها أكثر حاجة للدعم الإغاثي والإنساني حتى الحماية بجميع أنواعها، لافتًا النظر إلى غياب دور منظمة التحرير عن مشهد المساعدات، وأن حراكها لا يرقى للحد الأدنى المطلوب.

اقرأ أيضاً: "اللاجئون بمخيمات لبنان".. بين مخاوف كورونا وضغط تدني خدمات "الأونروا"

وأشار إلى أن مخيم اليرموك كان يسكنه قبل الأزمة السورية أكثر من 44 ألف عائلة، في حين اليوم فقط ألفي عائلة، ويفتقر المخيم لكل الخدمات من ماء وكهرباء وصرف صحي.

وأضاف أن العائلات اضطرت للعودة إليه هربًا من التكاليف الباهظة للإيجارات، مبينا أن 60% من اللاجئين نازحون خارج منازلهم، جزء منهم جرَّب اللجوء المتكرر.