في الذكرى الرابعة عشر، لحرب الفرقان التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أكدت كتائب القسام أنّ الباب مفتوحٌ أمام مفاجآت قادمة سيكشف عنها الميدان، بعد سنوات من الإعداد والتطوير في الخفاء.
جاء ذلك في تقرير نشره موقع "القسام" تنقله "فلسطين أون لاين" كما رصدته:
ما بين معركة الفرقان ومعارك القسام اللاحقة مع العدو الصهيوني، يجد المتابع تغيُّرًا جذريًّا في تطور عقلية المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، ونشاهد تطورًا نوعيًّا في الوسائل والقدرات القتالية التي تُستخدم في كل جولة.
ففي كل معركة تُخْرِج كتائب القسام من جُعبتها كل جديد يُفاجئ الصديق قبل العدو، وما عهدناه على كتائب القسام أنّ مفاجأة مرحلة ما، تكون الزيادة في معركة أخرى، ويبقى الباب مفتوحًا أمام مفاجآت قادمة سيكشف عنها الميدان، بعد سنوات من الإعداد والتطوير في الخفاء.
تطورٌ كبير
مع بداية معركة الفرقان 2008م، كانت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام بموقف المدافع؛ لصد تغوّل الجيش الصهيوني على قطاع غزة، وكان الصمود الأسطوري للمقاومة أمام ترسانة جيش الاحتلال لوحده علامة فارقة في تاريخ المقاومة.
وفي معركة السجيل 2012م زادت صواريخ القسام من مدياتها لتُغطّي مسافة 75 ك/م، عندما ضرب أول صاروخ محلي الصنع مدينة "تل أبيب" وحمل اسم الدكتور الشهيد القائد إبراهيم المقادمة، إضافة إلى العديد من العمليات النوعية.
أما في 2014 فقد زادت وتيرة حرب الأنفاق بمنحنًى تصاعدي من معركة الفرقان إلى معركة العصف المأكول، فأنفاق القسام الكثيرة والتي جُهّزت مسبقًا، خلال المعركة، كانت العنوان الأبرز لعمليات المقاومة ضد جيش الاحتلال.
وعن تطور التكتيكات والقدرات والوسائل القتالية لدى كتائب القسام ما بين الفرقان وسيف القدس، فنتحدث بفخر وواقعية عن قفزات نوعية للأسلحة والتكتيك القتالي المُستخدم ضد جيش الاحتلال، فقد وصلت الصواريخ لمديات لم يتوقعها الاحتلال فدكّت تل أبيب.
ودخلت أجيال جديدة من الصواريخ للخدمة (M75- R160-J80-S55-A-SH- AYYAASH) بمديات تصل لأكثر من 250 كيلومترًا، ورؤوس حربية تزن مئات الكيلوغرامات، وقد شاهد العدو والصديق زيادة القدرة التدميرية لصواريخ القسام.
زيادة المديات
وعلى صعيد التطور النوعي في أسلحة القسام المستخدمة ما بين المعركتين نجد، قفزات كبيرة تفوق التوقع لمقاومة قسامية تعمل بوجود احتلال.
فخلال معركة الفرقان وصلت صواريخ القسام إلى مدى 40 ك/م، وخلال معركة حجارة السجيل وصلت صواريخ القسام المُصنّعة محليًّا لـ 75 ك/م، وخلال معركة العصف المأكول دكّت كتائب القسام حيفا المحتلة بصاروخ محلي الصنع وصل مداه لـ160 ك/م، وخلال سيف القدس دكّت الكتائب مواقع ومدن ومطارات العدو بصواريخ دخلت الخدمة لأول مرة وأحدثت دمارًا كبيرًا حتى وصلت مدى 250ك/م.
وتُعتبر قبضات (الكورنيت) وغيرها من الصواريخ المُوجّهة، من الأسلحة المهمة التي امتلكتها المقاومة الفلسطينية بعد معركة الفرقان وجرى استخدامها بعد ذلك، وظهرت بصورة قوية خلال معركة 2021م.
وخلال معركة سيف القدس كشفت كتائب القسام عن أجيال جديدة من الطائرات تمثّلت بـ" شهاب الانتحارية" و"الزواري" لمهام الاستطلاع، فلم تعد سماء فلسطين حكرًا على طائرات العدو.
فما عهده العدو والصديق على كتائب القسام في كل معركة وجولة، إلا أن تكشف كل جديد في جُعبتها، وتدّخر آخر لما بعد ذلك، لتُفاجئ العدو وتتركه في حسرة وذهول، وتزفُّ البشريات لكلِّ مسلم غيور، وما يُعدُّ في الخفاء أكبر مما يتوقعه الصديق والعدو.