لا يتوانى رئيس السلطة محمود عباس في استغلال كافة الوسائل والإمكانات لعقاب حركة حماس وقطاع غزة، مستغلاً بذلك وسائل الإعلام المختلفة بهدف حشد الرأي العام ضد حركة حماس بغزة، ولجس نبضه والتعرف على ردة فعله من تلك القرارات التي ستتخذ، وفق مختصين إعلاميين.
وكان رئيس السلطة محمود عباس، لوح أكثر من مرة عبر وسائل الإعلام أنه سيتخذ خطوات عقابية إضافية ضد حركة حماس وقطاع غزة سواء من خلال التهديد بفصل وإحالة الآلاف من موظفي السلطة للتقاعد المبكر، أو تشديد الخناق على غزة.
بالونات اختبار
ويرى أستاذ الصحافة والاعلام في الجامعة الاسلامية أ.د.جواد الدلو، أن توجه عباس للإعلام لنشر قراراته المرتقب اتخاذها عبر وسائل الإعلام بمثابة جس نبض الشارع الفلسطيني حولها، وبمثابة بالونات اختبارات للتعرف على رأي الشارع الفلسطيني فيها.
وقال الدلو لصحيفة "فلسطين": "في حال توافقت تلك القرارات مع الشارع، يتم اتخاذها والإعلان عنها، وفي حال لم تتوافق تكون بمثابة أخبار مسربة وغير دقيقة يتم التنصل منها"، لافتًا إلى أن عباس ماضٍ في اتخاذ إجراءات عقابية ضد القطاع وسيصل إلى نهاية النفق المظلم.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك وقفة وطنية ضد قرارات وإجراءات رئيس السلطة التي تتناقض مع المواثيق الدولية الهادفة لتوقيع عقوبات جماعية بحق الشعب الفلسطيني، داعيًا للجلوس على طاولة واحدة وتجنب استغلال الشارع الغزي كورقة ضغط على أحد الأطراف المعنية.
وذكر أن إعلان عباس، عن قرارات ضد غزة، ستزيد من المناكفات السياسية بين حركتي "فتح وحماس" وستعمقها، مضيفًا: "إن الرئيس عباس أصبح شغله الشاغل غزة وكسرها، أكثر من انشغاله بالهم الفلسطيني والأسرى والقدس والاستيطان".
خطة إسرائيلية
بدوره، أوضح أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش، ان الإعلان عن الإجراءات التي سيتخذها الرئيس عباس بحق أهالي القطاع عبر وسائل الإعلام، تأتي من باب تهيئة الشارع وتهييجه ضد حركة حماس في غزة.
وبين الأقطش عبر صحيفة "فلسطين" أن لجوء الرئيس عباس لوسائل الإعلام قبل اتخاذ القرارات من شأنه أن يحرك الشارع للاستجابة لتلك القرارات والانتفاض في وجه حماس على اعتبار أنها المسؤولة والمسيطرة على القطاع.
وأشار إلى أن التوجه للإعلام جاء بعد سلسلة من القرارات والإجراءات التي اتخذت بحق غزة والتي باءت جميعها بالفشل، مؤكدًا أن الإعلام من شأنه أن يحرض الدول والشعوب للاستجابة لما فيه مصلحة له.
وذكر الأقطش أن القرارات التي اتخذت من شأنها أن تؤثر على القضية الفلسطينية التي بدأت بالتحلل، مضيفًا: "هناك خطة لتحليل القضية الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، لافتًا إلى أنه لم يعد الحديث عن القضية الفلسطينية في ظل الإجراءات المتخذة بحق غزة.
وتوقع أن يلجأ الاحتلال لإغراق الشعب الفلسطيني في قضاياه الداخلية واشغاله في نفسه بعيدًا عن مواجهة الاحتلال وجرائمه.