فلسطين أون لاين

عبر نظام تحديد المواقع..

استخدام الهاتف في مراقبة وصيانة المساحات الخضراء والمتنزهات

...

 

أوضحت دراسة جديدة أنه يمكن استخدام البيانات مجهولة المصدر لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) من الهواتف الذكية للأفراد، لتتبع كيفية تفاعل هؤلاء الأشخاص مع المساحات الخضراء، وربما التأثير على التنوع البيولوجي من خلال مراقبة استخدام الجمهور للمتنزهات والمساحات الخضراء في المناطق الحضرية، مما قد يساعد في تنبيه إدارة هذه المتنزهات على المخاطر وفرص التطوير.

أراد الباحثون إظهار كيف يمكن لبيانات الموقع أن تساعد المخططين الحضريين في تحقيق التوازن بين احتياجات الناس والحياة البرية.

في الدراسة التي نشرت يوم 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري في دورية "بلوس كومبيوتيشنال بيولوجي" (PLOS Computational Biology)، أشار المؤلفون إلى الدور الذي تؤديه المتنزهات والمساحات الخضراء الأخرى في المناطق الحضرية، بما في ذلك تعزيز الصحة البدنية والنفسية للإنسان، والحفاظ على التنوع البيولوجي للنظام الإيكولوجي، وخدمات مثل إدارة مياه الأمطار والحد من الحرارة.

تؤثر تفاعلات الأشخاص مع المساحات الخضراء على الوظائف التي تؤديها المتنزهات، ولكن من الصعب رصد النشاط البشري بدقة كافية لإبلاغ إدارة المساحات الخضراء. ويمكن أن تساعد بيانات نظام تحديد المواقع مجهولة المصدر من الهواتف الذكية للأشخاص في مواجهة هذا التحدي.

يقول أليساندرو فيلازولا، المؤلف المشارك في الدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه في مركز دراسات البيئة الحضرية في جامعة تورنتو الكندية، إن إدارة المساحات الخضراء معقدة لأنها تلعب العديد من الأدوار في صحة الإنسان، واحتجاز مياه الأمطار، وحماية التنوع البيولوجي وأدوارا أخرى.

وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، أوضح فيلازولا أن الطريقة التي تقترحها الدراسة تساعدنا على فهم متى وأين يذهب الناس إلى حدائق المدينة، وهو أمر يصعب تحديده بخلاف هذه التقنية.

وباستخدام هذه المعلومات، تمكن الفريق من تحديد معلومات مهمة لمديري المتنزهات، بما في ذلك مقدار استخدام الممر، والغطاء الأرضي (مثل الغابات والمستنقعات) المفضل للزوار، والعلاقات المحتملة مع التنوع البيولوجي.

وتمكّن هذه الطريقة المخططين من تخصيص الخدمات اللازمة للمساحات الخضراء، مثل إضافة بنية تحتية جديدة في النقاط الساخنة، واستهداف المناطق التي نادرا ما تستخدم للتنوع البيولوجي، وجهود الحفظ.

ويضيف فيلازولا "تأتي أهمية دراستنا من استخدام بيانات الهاتف مجهولة المصدر لفهم استخدام المتنزه. هذه النتائج مهمة لأنها رائدة في نوع جديد من البيانات وتساعدنا أيضا على فهم استخدام المتنزهات – وهو أمر كان من الصعب جدا فهمه في السابق".

استخدم الفريق بيانات خلوية مجهولة المصدر لصيف عام 2020 إلى جانب البيانات المقدمة من مديري المنتزهات، بما في ذلك عدد الحجوزات وفئات الأراضي في 53 مساحة خضراء في منطقة تورنتو الكبرى بكندا، بما في ذلك الحدائق وأنظمة الممرات والمناطق المغلقة للجمهور لأغراض الحفظ، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك ألرت" (EurekAlert).

تم استخدام بيانات نظام تحديد المواقع العالمي لقياس أنشطة الأشخاص في المساحات الخضراء من قبل، لكن الدراسات السابقة اعتمدت على المتطوعين في تسجيل البيانات ورسم صورة محدودة.

وفي هذه الدراسة، اعتمد الباحثون على بيانات من "مابوكس" (Mapbox)، وهي شركة تنشئ خرائط مخصصة للتطبيقات الرئيسية بما في ذلك "فيسبوك" (Facebook)، و"سناب شات" (Snapchat)، و"أوبر" (Uber). ويتم الاحتفاظ بهويات المستخدمين مجهولة بينما يتم جمع مواقعهم كل ساعتين.

يقول المؤلفون إنه يمكن مقارنة بيانات المواقع المرصودة بالهاتف الذكي مع مجموعات بيانات أخرى عن التركيبة السكانية والحالة الاجتماعية والاقتصادية والإسكان والمزيد من البيانات، للكشف عن فجوات المساواة في الوصول إلى المساحات الخضراء أو استخدامها.

وقد سمحت بيانات مابوكس للباحثين بتتبع خصائص المتنزهات التي اجتذبت معظم الناس، بما في ذلك ميزات الترفيه، مثل مقاعد ومسارات النزهة وأنواع الغطاء الأرضي.

المصدر / فلسطين أون لاين