قائمة الموقع

وفاةُ صاحب أغلى منزل في فلسطين

2022-12-21T13:07:00+02:00
صاحب أغلى منزل في فلسطين المرابط عبد الرؤوف المحتسب

وافت المنية فجر اليوم الأربعاء، المرابط في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل عبد الرؤوف المحتسب (61 عامًا)، وذلك إثر سكتة قلبية.

والمرابط المحتسب يملك متجرا ومنزلا في البلدة القديمة بمدينة الخليل، وقد تعرض لمحاولات اغراءات إسرائيلية من قبل المستوطنين ومؤسسات الجماعات الاستيطانية لبيع منزله بدأت من ستة ملايين دولار مرورا بـ 40 مليون دولار، حتى وصلت إلى 100 مليون دولار.

المحتسب رفض كل هذه الإغراءات الخيالية وما لحقها من أعمال ترهيب من قبل المستوطنين، قائلا في جملة شهيرة "سأرفض كل أموال الأرض، ولن أخون أرضي أو شعبي، المال جيد، لكن فقط عندما يكون نظيفاً".

"فلسطين أون لاين" وبعد أن وافت المنية المرابط المحتسب تعيد على القراء مادة صحفية أعدها الزميل طلال النبيه..

تتواصل الإغراءات الإسرائيلية أمام التاجر عبد الرؤوف المحتسب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة؛ مقابل محل تجاري يقع وسط منطقة السهلة في البلدة القديمة قبالة المسجد الإبراهيمي.

ويقاوم المحتسب انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه، القمعية، وإغراءاتهم "الناعمة" بدفع مبلغ مائة مليون دولار أمريكي مقابل محله التجاري المطل على الحرم الإبراهيمي.

اقرأ أيضا: عبد الرؤوف المحتسب.. 100 مليون دولار ليترك منزله

ويتمسك المحتسب بمحله التجاري الذي ورثه عن الأجداد والآباء وسط البلدة القديمة؛ كموروث تاريخي وحق فلسطيني في الأرض والمدينة والمسجد الإبراهيمي.

ويقول المحتسب أمام تلك الإغراءات: "هذا وطنا وأرضنا وبلادنا حبيبتنا، وهي منا واحنا منها، وولدنا فيها ما بنبيع ولا بنشترى.. لن أرضى أن أختم حياتي بالتنازل والتفريط".

ويرفض التاجر المسن الإغراءات الإسرائيلية التي بدأت من 6 ملايين دولار مروراً بـ 40 مليون دولار، حتى وصلت إلى 100 مليون دولار، مؤكدا صموده قرب الحرم الإبراهيمي كحارسا ومصليا.

ولا يخفي المحتسب خشيته من اغتياله بالنار من قبل المستوطنين، الذين يحاولون السيطرة على محله (أحد المرافق الملاصقة لمنزل العائلة)، بالسبل والوسائل، مشددا على وقوفه في مواجهة مخططات الاحتلال ومستوطنيه.

وللحاج المحتسب 4 أبناء أصغرهم 28 عاما و17 حفيدا، يحثهم على الصلاة في الحرم الإبراهيمي، وعدم التفريط في ممتلكاتهم الأثرية، ويوصيهم بحفظ أمانة الأجداد والآباء.

ويقول: "المستوطنون والجنود وجدوا للأذى فقط، لا يمر يوم أو أسبوع إلا ويعتدون على المارين في الشارع وأصحاب المحال التجارية المهددة بالاختفاء في أي وقت"، مستذكراً عدداً من الاعتداءات عليه وابنه وعماله.

ويعمد المستوطنون إلى تحطيم معروضات المحل التجاري من الخزف والزجاج، والتي كان شاهدا على إحداها، ضابطا في ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية، مطالبا إياه بتقديم الشكوى على المستوطنين في مراكز شرطة الاحتلال؛ لأخذ حقه، زاعما وقوفه معه، ليتفاجأ لاحقا بفرض غرامات عليه ودفعه 500 شيقل.

ويشتكي المحتسب وأهالي البلدة القديمة من إقامة المستوطنين وجنود الاحتلال احتفالات ومهرجانات تتخللها الموسيقى الصاخبة تتسبب بالضوضاء والضجيج لسكان البيوت المحيطة بالحرم الإبراهيمي، عدا عن المداهمات شبه اليومية لبيوت المواطنين، واحتجازهم وعرقلة مرورهم على الحواجز العسكرية المحيطة بالبلدة القديمة.

ويبلغ عدد المستوطنات في محافظة الخليل نحو 30 مستوطنة؛ وأكثر من 25 بؤرة استيطانية، فيما تفرض سلطات الاحتلال إغلاقًا شاملاً على البلدة القديمة، وتصدر قرارات عسكرية تمنع دخول الزوار وغير السكان إليها.

ويتهم التاجر الخليلي السلطة الفلسطينية بالتقصير في دعم وحماية أهالي البلدة القديمة"، مشددا على ضرورة إنشاء مؤسسات داعمة لأهالي البلدة وتعزز صمودهم أمام الانتهاكات والمشاريع الاستيطانية المتسارعة.

ويتمم الحاج الفلسطيني بالقول: "لو يطوبون الدنيا كلها، ما بطلع من البيت والمحل (..) أنا صامد في وطني وفي بيتي".

اخبار ذات صلة