نشرت غفران زامل، خطيبة الأسير القسامي حسن سلامة رسالة منه من داخل سجون الاحتلال، يرثي بها رفيق الأسير الشهيد القائد في كتائب شهداء الأقصى ناصر أبو حميد.
وقال سلامة في رسالته التي "وصلت فلسطين أون لاين": "عذرا يا شهيدنا ناصر وكل الشهداء فمقام الشهادة فوق كل مقام.. أنتم السابقون ونحن على الطريق".
وفيما يلي نص الرسالة كاملة، كما وصلت "فلسطين أون لاين":
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الى المقاومة والمقاومين الى الثورة والثائرين
أنا الأسير صاحب الرقم232 في قائمة شهداء الحركة الأسيرة، لفظت أنفاسي الأخيرة مقيدا على سرير مركون في إحدى الغرف؛ هذا السرير مكثت نائما عليه ومقيدا فيه مركونا في احدى زوايا غرفة معتمة كالقبر اشهرا طويلة بطول سنوات سجني بل تزيد، لأنني وبكل يوم كنت أنتظركم لتضيئوا غرفتي وتكسروا قيودي وتأخذوني من على سريري لأغفو غفوتي الأخيرة في حضن أمي لتدفئني وهي تضمني، فأذهب إلى ربي مبللا بدموعها على وجهي وخفقات قلبها وصوتها بالرضا في أذني، لكنني وعندما صحوت من غيبوبتي صحوتي الأخيرة ولم أجدني في حضنها ولم أجد وجهي مبللا بدموعها وافتقدت صوتها أيقنت أنكم لن تأتون وعني مشغولون!! أسلمت روحي للرحمن الرحيم هناك حيث تجتمع الخصوم سأكون أنا ومن معي من الشهداء والسابقون واللاحقون وجميعنا نسأل؟! أين كنتم عنا غائبون؟! لمن تعدون وتجهزون؟! هل هناك من هو أولى منا حتى تنقذون!! هل لأننا مناضلون ومجاهدون لزاما علينا أن نموت مسجونون ومقيدون!! أليس لأهلنا وأمهاتنا واباءنا وزوجاتنا وبناتنا وابنائنا من أحاسيس ومشاعر بها تشعرون!! هل لهذه الدرجة أنتم عاجزون أم أنكم بأمور دنياكم مشغولون!!
اه ثم اه ثم اه وألف اه على ثورة ومقاومة ترضى أن يبقى أسراها مسجونون عشرون وثلاثون وأربعون من السنون يسومهم المحتل سوء العذاب وينال منهم في كل لحظة يُهانون ويضربون وكأنهم مجرمون ومرضاهم يعالجون بالموت، فيا رحماك أيها الموت! يخافك الجميع ويرهبونك لكننا لا نخافك ولا نرهبك ففيك النجاة وفي حضنك خلاص الأحرار واستنقاذ الكرامة والنجاة من المهانة واسترجاع الأسماء التي استبدلوها بالأرقام فأهلا بك من زائر حبيب إلى قلوبنا عزيز على نفوسنا وأهلا وسهلا بالحرية للأحرار ولو كان الموت سبيلها
وعذرا يا شهيدنا ناصر وكل الشهداء فمقام الشهادة فوق كل مقام أنتم السابقون ونحن على الطريق ... فراغ ثم .... فراغ ثم فراغ وللمقاومة أن تجيب !!
في رثاء الشهيد ناصر أبو حميد
أخوك الأسير حسن سلامة