قائمة الموقع

طلبة من "بيرزيت" يبتكرون جهازًا لقياس جودة الهواء

2022-12-20T12:55:00+02:00
طلبة من "بيرزيت" يبتكرون جهازًا لقياس جودة الهواء

حلٌّ مبتكر لتنقية الهواء في ظل التلوث الذي يجتاح العالم كان بوابة طلبة من جامعة بيرزيت الفلسطينية للفوز بجائزة دولية، فالجهاز الذي ابتكروه يتيح الكشف عن ملوث هوائي قد يكون سببًا لإصابة الناس بالأمراض ما قد يؤدي إلى الوفاة.

فمجموعةٌ من الطلبة في تخصصات مختلفة من أقسام الهندسة والتكنولوجيا بالجامعة أنتجوا مشروعهم المعنون بـ"مراقبة الجسيمات الدقيقة"، ونافسوا عشرات الطلبة والباحثين في المسابقة العالمية "تحدي الفضاء العالمي للاستدامة 2022" التي نظمت في قطر، وتمكنوا من انتزاع المركز الأول بجدارة.

جودة الهواء

فتلوث الهواء هو السبب البيئي الرئيس لحدوث الأمراض وحالات الوفاة المبكرة على مستوى العالم، وتُعد الجسيمات الدقيقة أو المواد الطيارة (الرذاذ) التي تسبب تلوث الهواء، المعروفة أيضاً باسم الجسيمات الدقيقة، السبب في 6.4 ملايين حالة وفاة سنوياً.

وتُسبب تلك الملوثات أمراضاً مثل: انسداد شرايين القلب، والسكتة الدماغية، وسرطان الرئة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والالتهاب الرئوي، والنوع الثاني من مرض السكري، واضطرابات حديثي الولادة.

 ويُشار إلى أن نحو 95% من حالات الوفاة هذه في البلدان النامية، إذ يتعرض مليارات الأشخاص لتركيزات الجسميات الدقيقة بقُطر 2.5 ميكرون، سواء خارج المنازل أو داخلها، التي تزيد عدة مرات على ما ورد في المبادئ التوجيهية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. 

ويستهدف الطلبة بمشروعهم مُلوثًا يُعرف بـ pm2.5″" يتكون من دقائق متناهية الصغر، قطرها حوالي "2.5" ميكرومتر، وهي قادرة على اختراق الشعب الهوائية في الرئة والوصول للدورة الدموية، وتسبب الأمراض والموت لصغار وكبار السن.

والفريق المكون من الطلبة:  نرمين الشيخ، وروان صوص، ويونا نواهضة، ومهدي شومان، وعبد الله عودة، ويشاركهم أمجد حامد من جامعة ميزوري الأمريكية، وبإشراف الباحث في مجال الهندسة الميكانيكية د. أمين نواهضة، وبدأ الفريق بالبحث والتقصي للمشروع منذ شهر أغسطس الماضي حتى شهر نوفمبر.

مسابقة عالمية

وتُبين قائدة فريق Palestinian pioneer"" يونا نواهضة أن الجهاز يقيس جودة الهواء، فهو يتكون من شبكة من المجسات تستشعر دقائق ملوث الهواءpm2.5″" بالتحديد، ويكون مرتبطًا مع تطبيق، وموصولًا مع خريطة تبين نسبة الـpm2.5″" في المكان الذي يوجد به الشخص.

وتشير نواهضة (19 عامًا) لـ"فلسطين" إلى أن الخرائط التي ينتجها الجهاز تختلف عن تلك التي تنشرها وزارة الصحة في أي بلد، التي تبين فقط عدد الإصابات والوفيات، ولا تحدُّ من انتشار العدوى.

وتمكّن الفريق المكون من ستة أعضاء من منافسة ألف مشروع من جميع دول العالم تقدموا لـ"المسابقة العالمية" "تحدي الفضاء العالمي للاستدامة 2022"، التي أقيمت بقطر، وكان مشروعهم من ضمن الـ50 مشروعًا التي تأهلت للمرحلة الثانية، وصفيت لـ20 مشروعًا، تأهل منها 5 مشاريع للمرحلة النهائية.

ونبهت نواهضة إلى أن الفريق استطاع اجتياز جميع المراحل بجدارة والحصول على المركز الأول، وقد أشرف على التحكيم مختصون من مؤسسات عالمية أجنبية.

وتذكر نواهضة أن زميلتها نرمين الشيخ شاهدت الإعلان عن المسابقة على صفحة الجامعة، فعرضت فكرة المشاركة على بقية زملائها الذين تعرفوا على بعضهم البعض في الأنشطة التي تقيمها الجامعة، لافتة إلى أن كل عضو في الفريق يتميز بمجاله، وهو ما ساعدهم على بناء المشروع، إذ يتبادلون الخبرات فيما بينهم.

وتشير نواهضة إلى أنهم اعتمدوا في مشروعهم على الأبحاث التي أجراها المشرف عليهم الدكتور أمين نواهضة، وتوصلت هذه الأبحاث إلى أن الأماكن الأكثر تلوثًا بـ pm2.5″" كان بها أعلى نسبة حالات الإصابة بـ"كورونا" والوفاة بسببها.

تطوير الجهاز

بدوره يبين أمجد حامد (19 عامًا) طالب هندسة الميكانيك بجامعة ميزوري بأمريكا، الذي ارتبط بعلاقة صداقة مع زملائه في الفريق قبل سفره للدراسة في الخارج، إلى أن الجهاز المُبتكر يقيس جودة الهواء، وتكمن أهميته في كونه قادرًا على حصر عدد الإصابات عبر المستشعر الخاص به.

وقال لـ"فلسطين": "فهذا الجهاز يحد من نسبة انتشار الكثير من الفيروسات التي تنتقل عبر هذا الملوث الهوائي للإنسان، وتخترق الدورة الدموية، وتسبب الأمراض، خاصة لصغار وكبار السن، وللمصابين بالأمراض التنفسية"، فهذا الملوث يحمل الفيروسات التي هي أصغر منه حجماً، وينقلها إلى جسم الإنسان مباشرة، وعندما يستشعر هذا الجهاز وجودها في الجو فهو يساعد الإنسان على اتخاذ الإجراء الوقائي.

ويشير إلى أن الجهاز الحالي بحجم الهاتف النقال، والمستشعر التابع له صغير جدًا، مبينًا أنهم يعملون حالياً على تصغير الجهاز حتى يصبح ساعة أو تطبيقًا يمكن للجميع استخدامه.

ويلفت إلى أن الفريق واجه بعض التحديات كالتوفيق بين الدراسة والجامعة والعمل على المشروع، إضافة إلى كيفية توزيع المهام بين أعضائه.

وينبه حامد إلى أنهم يسعون مستقبلًا لتطوير المشروع ونشره رسمياً وعالمياً، باستخدام تقنيات عالمية، بحيث يعطي معلومات عن ملوثات أخرى، "نحن بصدد التواصل مع وزارة الصحة الفلسطينية، وعرض المشروع عليهم لتبنيه".

وعن لحظات الفوز، يقول: "سعادتي كانت غامرة، وكذلك بقية الفريق، بأننا استطعنا رفع اسم فلسطين على المستوى العالمي".

ويدعو حامد طلبة الجامعات الفلسطينية إلى المشاركة في المسابقات المحلية والعالمية، حتى وإن كانت لامنهجية، لأنها تفتح آفاقًا لاكتساب وتبادل الخبرات مع غيرهم.

اخبار ذات صلة