لم يقتصر التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة على الجماهير والجاليات العربية في قطر فقط، فقد تم رفع العلم بين أيدي وفوق رؤوس جماهير أوربية وأمريكية شمالية وجنوبية وآسيوية وأفريقية أيضاَ، من كل الجنسيات ومن كل الأعمار، في مشهد أغاظ الكيان الصهيوني، الذي وجد نفسه منبوذاً في المحفل العالمي الأكبر، الذي تستضيفه دولة قطر.
في قطر يمكن رؤية العلم الفلسطيني في كل مكان رغم عدم تأهّل المنتخب الوطني الفلسطيني لكأس العالم، حيث لفت انتباهي خلال تجولي في دولة قطر، حمل العلم الفلسطيني من قبل الأجانب وليس العرب فقط، وسمعتهم يهتفون لها ولقضيتها العادلة، وهو ما وثقته الكثير من مقاطع الفيديو التي بثت عبر التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي.
ولوح مشجّعون من عدة دول بالأعلام الفلسطينية بانتظام في مناطق المشجعين وفي شوارع قطر على أنغام أغنية "علّي الكوفية" الفلسطينية الحماسية، كما وضع عدد منهم شارة علم وكوفية فلسطين على أذرعتهم.
لقد كان العلم الفلسطينيّ بارز في كل مكانٍ بالدوحة، وهو يُرفَع من قبل المؤيدين بكبرياءٍ وعنفوانٍ، في مونديال قطر الذي استضاف 32 منتخباً من مختلف القارات، ويرفعون أعلامهم في المقاهي والمطاعم والشوارع وعلى الحافلات، فإنّه في قطر يُخيل لكَ بأنّ عدد المُنتخبات المُشارِكة في المونديال يصل إلى 33 منتخباً، إذْ أنّ العلم الفلسطينيّ يتواجد في كل مكانٍ في الدولة الخليجية وبشكلٍ واضح وملفت للأنظار.
وتُعتبر البطولة الأكبر عل مستوى العالم، والمقامة للمرة الأولى في دولة عربية، فرصة ذهبية لتعريف العالم بقضية فلسطين.
قضية الشعب الفلسطيني تفرض حضورها في قلوب ووجدان شعوب الأمة، على الرغم من الجراحات والآلام التي تتعرض لها ، فحتى في المناسبات الرياضية، كانت قضية فلسطين في قلب المشهد، ولم تغب يوماً عنه، حتى إن هذا المونديال أطلق عليه الكثيرون "مونديال فلسطين".
لا شك أن الشعب الفلسطيني، الذي يلهم الشعوب العربية وحتى الأجنبية، يستمد الدعم والمؤازرة من الشعوب العربية، ويدرك أن أمته تقف معه ولن تخذله، مما يعزز من صموده ويزيد من دافعيته لمواجهة الاحتلال والتصدي له، وهو ما أكدته الجماهير خلال المونديال.