فلسطين أون لاين

تقرير طلاب من غزة يبتكرون روبوتًا ذكيًّا لمساعدة الصيادلة

...
طلاب من غزة يبتكرون روبوتًا ذكيًّا لمساعدة الصيادلة 
غزة/ مريم الشوبكي:

تمكن أربعة طلاب من جامعة الأزهر بغزة، من ابتكار روبوت الصيدلة الذكي الذي يساعد الصيادلة في أداء مهامهم اليومية وتقليل الازدحام، والتواصل البشري داخلها، مع زيادة الإنتاجية، والكفاءة في الصيدلية.

كما يتيح الروبوت ""Smart Pharmacy Robot لذوات الإعاقة الحركية إمكانية العمل داخل الصيدليات حيث يقوم بالمهام المطلوبة عنهم، وهم فقط يتحكمون بعمله عن طريق الحاسوب.

وروبوت الصيدلة الذكي المشروع الإبداعي لمهندسي الميكاترونكس محمد أبو النعيم، ومحمد أبو حسنين، و محمد العطار، وأحمد سكيك، وبإشراف الأستاذ المساعد بقسم هندسة الميكاترونكس والمعدات الطبية بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات محمد عقل.

ويبين أبو حسنين أن مشروع "Smart Pharmacy Robot" هو الأول من نوعه الذي يتم تطبيقه في الجامعات الفلسطينية، حيث يحل الروبوت محل الصيادلة في أداء مهامهم بحيث يقلل من الأخطاء البشرية، ويقوم بزيادة الكفاءة والجودة.

ويوضح لصحيفة "فلسطين" أن فكرة الروبوت قابلة للتطبيق حيث تم تصميم وصناعة نموذج أولي للروبوت الصيدلي الذكي، وعمل برنامج محوسب يستخدم للتحكم بالنظام، وفي صرف وإضافة الأدوية، بالإضافة إلى إظهار بيانات الأدوية الموجودة في الصيدلية؛ كعددها، وتاريخ صلاحيتها، وبيانات أخرى بكل سهولة.

وفكرة الروبوت -بحسب أبو حسنين- جاءت مع انتشار جائحة كورونا، حيث ازدادت الحاجة إلى الصيدليات الآلية لمنع الازدحام ونقل العدوى بين المرضى في داخل الصيدليات.

ويشير إلى أن روبوت الصيدلة الذكي حصل على المركز الأول على مستوى قطاع غزة في فعاليات المنتدى الوطني السابع "الإبداع ومهارات المستقبل" لعام 2022م، والذي نظمه المجلس الأعلى للإبداع والتميز في أكتوبر الماضي.

ويذكر أبو حسنين أن المشروع نافس (81) مشروعًا إبداعيًّا في المنتدى ويشمل (13) شركة ناشئة (8 ضفة، و5 غزة)، إضافة إلى (33) مشروعًا جاهزًا للاستثمار (25 ضفة، و8 غزة)، و(26) مشروعًا مدرسيًّا (24 ضفة، و2 غزة)، وكذلك تسعة أبحاث علمية من الضفة.

وينبه إلى أن روبوت الصيدلة الذكي حصل على المركز الأول في مسابقة هاكثون نوفمبر الرقمي لعام 2022 على مستوى فلسطين، والذي أقيم في مدينة غزة مؤخرًا.  

من جهته يؤكد أبو النعيم أن أهمية مثل هذه الأنظمة التي تساعد الصيادلة على تخزين وصرف الأدوية بكل سهولة ويسر، إضافة إلى سهولة تتبع تواريخ صلاحية الأدوية وأعدادها، حيث يقوم الصيدلي بطلب الدواء من خلال برنامج محوسب ليقوم الروبوت بالوصول إلى الدواء المطلوب في المكان المحدد له في الرف وإحضاره للصرف من خلال قاعدة بيانات خاصة بهذه الأدوية يتم تخزينها في البرنامج وتحديثها باستمرار.

ويلفت أبو النعيم لـ"فلسطين" إلى أن ما يميز المشروع أنه يوفر الوقت والجهد على الصيادلة ويتيح لهم مزيدًا من الوقت للتحدث مع المرضى، وفيه استغلال للمساحات العمودية، والأفقية في الصيدليات، مع زيادة الإنتاجية، والكفاءة فيها، ويفتح المجال للمعاقين حركيًا من العمل في الصيدليات.

وعن التحديات التي واجهت فريق العمل، يذكر أن الاحتلال منع إدخال بعض القطع الإلكترونية، والميكانيكية، إلى قطاع غزة، إضافة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي أثّر على تنفيذ الروبوت وصناعته.

ويشير أبو النعيم إلى أن الفريق تخطى مشكلة توفر القطع الإلكترونية، والميكانيكية من خلال توفير بدائل، وإعادة تصميم الروبوت ليتناسب مع القطع المتوفرة في غزة.

ويطمح أبو النعيم أن يتم تطوير الروبوت ليصبح منتجًا يعرض في الأسواق المحلية، والعالمية، ولكن الأمر يتوقف على الدعم، والتمويل المادي لتغطية تكاليف تصنيعه.

ويسعى الفريق حاليًا إلى مشاركة المشروع في المسابقة العربية، والدولية والتي تدعم وتشجع الأفكار الريادية والتكنولوجية في ظل التطور التكنولوجي الهائل والتطور الرقمي الذي يتجه نحوه العالم.