فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير الأسيرة "بكير".. الإهمال الطبي يتهددها بالشلل

...
الأسيرة مرح بكير
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

تحاول الأسيرة مرح بكير (23 عاما) ممارسة بعض تمارين اليد والذراع في محاولة منها لتجنب الإصابة بالشلل من إثر الرصاصات التي أصيبت بها لحظة اعتقالها من جيش الاحتلال في 12 أكتوبر/ تشرين أول 2015، أدت إلى تهشم كامل في عظام يدها اليسرى وتلف الأعصاب بنسبة 80%.

وتتعرض بكير، وفق والدتها سوسن المبيض، لسياسة الإهمال الطبي المتعمد والممارس بحقها من إدارة سجن "الدامون" المخصص للأسيرات، وحرمانها من تلقي الرعاية الصحية واستكمال العمليات الجراحية التي تحتاج إليها.

وبكير من بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة، اعتقلها قوات الاحتلال وهي لم تتجاوز الـ16 عامًا ونصف العام، عقب إصابتها بـ14 رصاصة أثناء خروجها من مدرستها في حي الشيخ جراح وسط القدس، بزعم نيتها تنفيذ عملية طعن، وفق والدتها.

إهمالٌ طبي

وبينت المبيض في حديث لصحيفة "فلسطين" أنّ ابنتها تعاني آلامًا مستمرة في يدها اليسرى بسبب وجود "البلاتين" فيها، كما تعاني نقصًا شديدًا في الحديد، مؤكدة أن الاحتلال يرفض إجراء عملية جراحية لها لإزالة البلاتين.

وعن اعتقال الاحتلال "مرح" تخبرنا والدتها، أن أحد جنود الاحتلال شك بتحركاتها في حين كانت تنتظر في محطة الحافلات لتعود إلى بيتها عقب انتهاء الدوام المدرسي، وأطلق النّار عليها بكثافة لتصاب بـ14 طلقة، استقرت معظمها في أعلى ذراعها اليسرى.

وتلفت بحزن إلى ترك جنود الاحتلال لها تنزف على الأرض أكثر من ساعتين، دون تقديم الإسعافات لها أو السماح لأحد بالاقتراب منها، ثم نقلوها إلى مستشفى "هداسا عين كارم" لتمكث هناك قرابة عشرين يومًا وإجراء العديد من العمليات الجراحية لاستخراج الرصاصات من جسدها، ما أدى إلى قصور في عظام يدها اليسرى.

وبعد أن بدأت "مرح"، والقول لوالدتها، باسترداد جزءٍ من عافيتها نقلت إلى زنازين القاصرات في سجن "هشارون" حتى كبرت، واستطاعت الحصول على شهادة الثانوية العامة بمعدل 80%، ثم انتقلت لسجن "الرملة، وعسقلان" إلى أن استقرت في "الدامون" ومثلت الأسيرات هناك.

تقول الأم بحرقة: إنّ إدارة السجن تعاقب ابنتها لكونها ممثلة الأسيرات في السجن ومطالبتها المستمرة بحقوق الأسيرات وعدم التراجع عنها، لافتة إلى أنها نالت شرف تمثيلهن، بسبب شخصيتها القوية وإصرارها على الاستجابة لنداءاتهن، والتصدي لإدارة السجن في حال أقدمت على ارتكاب جرائمها بحقهن.

أوضاع مأساوية

وتخشى المبيض وعائلتها أن تصاب ابنتهم، المتبقي على موعد الإفراج عنها عام ونصف العام، أن تصاب بشلل في يدها اليسرى لحرمانها منذ أعوام من إجراء عملية إزالة البلاتين وتوفير الرعاية الصحية التي تحتاج إليها.

وطالبت الأم السلطة والمؤسسات الطبية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالضغط على الاحتلال للسماح للأسيرات بالحصول على حقهن في العلاج والرعاية الصحية.

وبينت أن مرح تمر بأوضاع صحية سيئة خلف القضبان، مرجعة ذلك لتغول الاحتلال على الأسيرات وسلب حقوقهن واحتياجاتهن، وممارسة سياسة الإهمال الطبي بحقهن.

وأكدت أن إدارة السجن مارست بحق "مرح" العديد من الانتهاكات: كنقلها من سجن لآخر، وعزلها انفراديًا كما حدث العام الماضي عند عزلها في زنازين "الجلمة" مدة خمسة أيام لرفضها نقل الأسيرات وتوزيعهنّ على غرف السجن، والاعتداء عليهن.

وذكرت المبيض، بحزن، أن شوقها لابنتها "مرح" لم ينطفئ، فتجدها في كل زيارة بصورة أبهى من سابقاتها لتستمد منها القوة، وتحاول التخفيف من آلامها.

ورغم الآلام التي تتعرض لها الأسيرة "بكير"، تواصل تصديها لإدارة سجن "الدامون" الرامية للنيل من حقوق ومطالب الأسيرات، وعدم تركهنّ لقمة سائغة بين أنياب الاحتلال.

وتحلم الأسيرة "مرح"، والقول لوالدتها، بدراسة القانون لتدافع عن المظلومين، مردفة: لكن الاحتلال يمنعها من تحقيق حلمها في إكمال دراستها، لحين انتهاء محكوميتها.

وتعتقل سلطات الاحتلال نحو 33 أسيرةً في سجن "الدامون" بينهن أمهات ومسنات ومريضات وجريحات، يتعرضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن حقوقهن كافة.