قيدت تسع رصاصات أطلقتها قوات الاحتلال على الأسير خليل جبارين لحظة اعتقاله في 16 سبتمبر/ أيلول 2018 حركته، وأنهكت جسده الهزيل، وزادت من معاناته في السجون.
وترفض إدارة السجون تحويل الأسير جبارين (20 عامًا) إلى المستشفيات المختصة لإجراء العمليات الجراحية لإزالة الرصاصات من جسده، لتبقيه يعاني الآلام لأجل غير مسمى.
وأصيب جبارين وعمره آنذاك نحو 17 عاما، بـ12 رصاصة في يديه وقدميه عقب تنفيذه عملية طعن بطولية أدت لمقتل مستوطن على مفرق تجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني جنوب مدينة بيت لحم.
وفور إصابته تركه الجنود ينزف لأكثر من ساعة قبل أن يعتقلوه ويحولوه إلى مستشفى إسرائيلي، ليمكث هناك عدة أيام قبل تحويله إلى ما تسمى "عيادة سجن الرملة"، وبعدها لسجن "مجدو" قبل أن يتماثل للشفاء، وتُرك في ظروفٍ معيشية قاسية، وفق والده يوسف جبارين.
ولم تكتفِ سلطات الاحتلال بمحاكمة "جبارين" بالسجن المؤبد مدى الحياة ودفع غرامة مالية بقيمة مليون و250 ألف شيقل، بل أقدمت على هدم الشقة السكنية التي تعيش فيها أسرته في يناير/ كانون الثاني 2019، مع منعهم من إعادة البناء.
وتحرم إدارة السجون الأسير "جبارين" من تلقي العلاج اللازم وإجراء العمليات الجراحية لإزالة الرصاصات التسع المتبقية في جسده.
إهمال طبي
وأفاد والده في حديث لصحيفة "فلسطين" بأن ابنه يعاني آلاما شديدة في يديه ورجليه، وخاصة يده اليسرى بسبب الرصاصات المستقرة فيها، ويحركها بصعوبة، ويلجأ لتناول "الأكامول" ليساعده ولو بالشيء البسيط على تحمل الألم.
وقال إن نجله تقدم منذ ما يزيد على عام بطلب لإدارة السجن لنقله إلى المستشفى وإجراء عمليات جراحية لإزالة الرصاصات من جسده لكن دون جدوى، لافتا إلى أنها تحاول مضاعفة معاناته برفضها التعاطي مع مطالبه.
وأشار جبارين، الأب لأربعة أبناء، إلى أن نجله خليل يتعرض لسياسة إهمال طبي متعمد في محاولة للنيل منه بسبب ما قام به.
ويحاول الأسير "جبارين"، والقول لوالده، الاعتماد على رفاقه في سجن "ريمون" للقيام ببعض الأعمال التي يعجز عنها بسبب إصابته وعدم قدرته على رفع الأشياء الثقيلة بيديه.
وأكد أن نجله يتمتع بمعنويات عالية في السجن، وظهر ذلك على وجهه خلال الزيارة الأخيرة والالتقاء به الأسبوع الماضي، فكان يخفي الآلام التي يعانيها.
ونبه إلى أن الاحتلال يعاقبه أولاده بسبب ما قام به "خليل"، إذ يرفض السماح لهم بالعمل أو التوجه إلى الأراضي المحتلة عام 1948، وخاصة ابنه "أيمن" الذي يحرمه من التوجه لمكان عمله في مستشفى "هداسا" بالقدس المحتلة، ما اضطره للعمل في مجمع فلسطين الطبي برام الله.
ولم تشفع الإصابة لصاحبها، إذ حرمته السلطة من تلقي أي مخصص مالي من المخصصات التي تصرف للأسرى، وفق والده، مبينا أنه تم التواصل مع هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير وعدد من الجهات الحكومية لصرف راتب له "لكن للأسف لم يتم حل الإشكالية بالرغم من الوعود المتكررة التي حصلنا عليها منذ 4 سنوات".
وذكر جبارين أن السلطة تتذرع بعدم حل الملف نظرًا لوجود "مشكلة"، وهي أن الجندي القتيل يحمل الجنسية الأمريكية، مردفًا "جميع المستوطنين الموجودين في أراضينا يحملون جنسيات دولية، وحضروا لفلسطين لسلب أرضها واعتقال وقتل أبنائها".