غزة/ مريم الشوبكي:
تُجمع النفايات بكميات كبيرة، والمخاطر التي تسببها للمواطن والبيئة في قطاع غزة كبيرة، من هنا لمعت فكرة في ذهنَي الطالبين عمر فروانة، وأحمد أبو شعيرة لابتكار سلة إلكترونية تعتمد على الطاقة الشمسية، وتعمل باللمس، وتعطي إشعارًا عن بُعد بامتلائها.
يقول عمر وأحمد (15 عامًا) إنهما أرادا بفكرة السلة الذكية تسهيل المهمة على عمال النظافة، بحيث تشعرهم السلة بضرورة تفريغها عبر تطبيق يرتبط بالهاتف الذكي الذي يحمل عامل النظافة، وتفتح بمجرد اقترابهم منها.
ويأمل الفتيان أن تصبح فكرتهم منتجًا يستخدم في الشوارع العامة، والمولات، لتعطي صورة حضارية عن قطاع غزة.
عمر هو صاحب فكرة السلة الذكية، واستلهمها من فكرة التباعد الاجتماعي التي فرضتها جائحة كورونا، إضافة إلى تحذيرات عدم لمس الأسطح لمنع انتقال الفيروس عبر اليدين، والمخاطر التي يواجهها عمال النظافة عند إفراغ الحاويات في الشوارع.
ويبين لـ"فلسطين" أن التحضير للفكرة وتصميمها استغرقا منهما شهرين، استعان خلالهما مع زميله أحمد بمهندس اتصالات وتحكم، لمساعدتهما في تحويلها إلى مشروع إلكتروني يمكن تطبيقه على أرض الواقع.
ويقول أحمد إنه يمكن استخدام السلة الذكية في الشوارع العامة، والمراكز التجارية الكبيرة، وكذلك في الأماكن الخاصة والعامة، حيث يمكن لشخص رمي النفايات فيها دون لمس غطائها، فهي تفتح بمجرد وصوله إليها لمدة خمس ثوانٍ.
وينبه إلى أنه يفكر مع زميله بتطوير السلة الذكية وتغطيتها بمواد غير نافذة للماء، لتقاوم عوامل الطقس ولا سيما في فصل الشتاء، حتى لا تصاب بعطل عند هطول الأمطار.
تحديات
وعن التحديات والصعوبات التي واجهت الطالبين في أثناء تنفيذ المشروع، يشير أحمد إلى عدم توافر المستشعرات الإلكترونية في أسواق غزة بسبب حظر سلطات الاحتلال وصولها إلى القطاع، وضعف الإمكانات المادية التي تمكنهما من إحداث تطويرات على المشروع، ما اضطرهما إلى إعادة تدوير بعض القطع ذات الجودة الضعيفة.
ويلفت أبو شعيرة إلى إمكانية تطوير مشروع السلة الذكية لتعطي بيانات كاملة عن أماكنها والوقت الذي تمتلئ به.
ويعبر عن طموحه بأن يتحول المشروع إلى منتج حقيقي يُتداول في الأسواق ليحقق الفائدة لفلسطين، ومن ثم الانتقال إلى تداوله في دول العالم.
قطع ممنوعة
بدوره يقول المشرف على المشروع المهندس محمد أبو شعيرة: "نواجه في قطاع غزة مشكلة امتلاء حاويات النفايات دون علم عمال النظافة، ويمكن أن تنشر الأمراض والحشرات، ولا سيما في فصل الصيف".
ويتابع أبو شعيرة لـ"فلسطين": "الفكرة جديدة على قطاع غزة، وتطبيقها يحتاج إلى إمكانات عالية، لكن الأمر ليس مستحيلًا ما دامت صديقة للبيئة ولا تستهلك الكهرباء، بل تعمل بالطاقة الشمسية".
ويبين أن الأدوات المستخدمة لنموذج المشروع هي سلة بلاستيكية، تُزوَّد بماتور ليرفع غطاء السلة بمجرد الاقتراب منها، وفيها مستشعرات تقدر المسافة بينها وبين الشخص المقترب منها، وكذلك مستشعر يرسل رسائل نصية إلى هاتف عامل النظافة الذي استُبدل بهاتف ذكي بسبب منع الاحتلال إدخال هذه القطع الإلكترونية.
واضطر أبو شعيرة إلى استخدام ماتور قديم استخدمه في مشروع تخرجه الجامعي، وأعاد تدويره في المشروع رغم قلة فاعليته، ولكنه أدى المطلوب منه على نموذج سلة صغيرة، ولا يوجد مثيل له في الأسواق، وفق قوله.
ويوضح أن البعض انتقد وضع الهاتف الذكي على السلة، ولكن هذا بسبب عدم توافر المستشعر الخاص بإرسال الرسائل، لافتًا إلى أنه عمل على برمجة تطبيق على الهاتف يتولى مهمة إبلاغ العمال بامتلائها ومكانها.
ويؤكد أن التكنولوجيا هي بوابة العالم، لأنها توفر فرص العمل عن بعد، وتقلل معدلات البطالة، وهي السبيل للخلاص من المشكلات البيئية وتسهيل حياة الناس.
وأثنى أبو شعيرة على المسابقات التكنولوجية التي تعقدها وزارة التربية والتعليم سنويًا، لأنها تثري حياة الطالب، وتجعله يبذل مجهودًا في البحث عن المعلومات، وإجراء التجارب، وتضعهم على أولى درجات التعرف إلى قدراتهم، وتحديد تخصصهم الجامعي في مرحلة متقدمة قبل الوصول إلى الجامعة.