يوافق اليوم الخميس، 15 من ديسمبر، الذكرى السادسة لاغتيال المهندس في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الزواري.
المهندس الزواري، تونسي الجنسية، التحق بكتائب القسام، ليدشن مرحلة جديدة من الإبداع العسكري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث نجح في تحقيق اختراق عسكري فريد من نوعه بصناعة طائرات مسيرة.
ولد محمد الزواري بمدينة صفاقس سنة 1967، واغتيل في 15 ديسمبر 2016 في نفس المدينة)، هو مهندس تونسي، وعضوٌ في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أشرف على مشروع تطوير صناعة الطائرات دون طيار في وحدة التصنيع في كتائب القسام، والتي أطلق عليها اسم "أبابيل1".
خرج الشهيد القائد الزواري من تونس، لما لاقى من تضييق واعتقال من نظام بن علي، بتهمة الانتماء لحركة النهضة، وتمكن بمساعدة أحد رفاقه من الانتقال إلى ليبيا عام 1991م، حيث قضى بها 6 أشهر قبل أن يتنقل إلى سوريا، حيث قضى بها كذلك 6 أشهر، وتزوج من مواطنة سورية.
اقرأ أيضا: الشهيد "الزواري".. نموذج نضال عربي ضحى من أجل فلسطين
بعد ذلك طلب اللجوء السياسي لدى السودان، حيث أقام بها حوالي 6 سنوات، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، حيث مكث بها شهراً واحداً قبل أن يعود إلى سوريا ليقيم بها، حيث عمل مع شركة في الصيانة.
التحق الزواري في صفوف كتائب القسام عام 2006م، في سوريا، وبعدها أصبح الركن الأساسي لنجاح مشروع الطائرات بدون طيار في ذلك الوقت.
وتعود حكاية النموذج الأول لمشروع كتائب القسام للطائرات بدون طيار والتي كانت تُعرف باسم "الطائرة العراقية"، وهذا المشروع أشرف عليه الزواري مع أحد الضباط الكبار في الجيش العراقي والذي حصل على شهادة الدكتوراه بجامعة بغداد، ومشروع التخرج لديه انتاج طائرة بدون طيار، وتحمل اسم (SM) والحرف الأول نسبةً لاسم الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين، والحرف الثاني لاسم الضابط نفسه، وعمل الزواري ضمن فريق عمل هذا الضابط خدمةً للقضية الفلسطينية.
قاد الشهيد الزواري فريقا من مهندسي كتائب القسام في زيارة استكشافية لإيران، والتقى بفريق خبراء مختص بالطائرات بدون طيار، وأبدى استعداده لتدريب الفريق، وفي حينها تفاجأ الإيرانيون من خبرة الفريق القسامي، وأنه قادر على تصنيع الطائرة وإطلاقها.
ومما يسجل للزواري أنه أنجز مع فريق التصنيع نحو 30 طائرة بدون طيار قبل معركة الفرقان عام 2008 على قطاع غزة.
خدم الشهيد القضية الفلسطينية ومقاومة القطاع وكتائب القسام، فكان قطاع غزة له شرف استضافته على أرضها ما بين 2012م، إلى العام 2013 م، ومكث قرابة 9 أشهر بغزة، واستكمل بناء وتطوير مشروع الطائرات بدون طيار.
ويعد الشهيد المهندس الطيار أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية، والتي كان لها دورها الذي شهدته الأمة، وأشاد به الأحرار في حرب العصف المأكول عام 2014م.
اقرأ أيضا: في ذكرى استشهاده.. لهذه الأسباب اغتال (الموساد ) "طيّار حماس"
مع اندلاع الأحداث في سوريا، خُيّر الشهيد الزواري، ليقرر العودة إلى بلاده ليستقر فيها رفقة زوجته، ليواصل أبحاثه على أرض وطنه، حيث قدم مشروع تخرجه في الهندسة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس عام 2013 م، والمتمثل في اختراعه لطائرة بدون طيار.
بعدها عمل الشهيد القسامي التونسي القائد أستاذا جامعيا بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وأسس مع عدد من طلبته وبعض الطيارين المتقاعدين نادي الطيران النموذجي بالجنوب.
ظل الشهيد يعاود زياراته إلى تركيا عدة مرات، ليواصل العمل في مشروعاته مع الشركة التي كان يعمل بها بسوريا، والتي انتقلت إلى لبنان بعد اندلاع الأحداث بسوريا.
وجاءت قصة الاغتيال، حينما يوم السبت 15 ديسمبر 2019، حينما اعترضت شاحنة صغيرة طريقه أثناء تشغيله سيارته أمام منزله بمدينة صفاقس، بينما بدأ شخصان آخران بإطلاق وابل من الرصاص في اتجاهه، ثمانٍ منها استقرّ في جسده، وثلاث كانت قاتلة في الصدر والرأس.