عندما تأسست حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عام 1987، إذ اندلعت انتفاضة الحجارة في ذلك الحين، استطاعت جذب عدد كبير من الشباب الفلسطيني الثائر التواق لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما جعلها حركة فتية ما زالت تولي اهتمامًا كبيرًا لهذه الفئة بعد مرور 35 عامًا على انطلاقتها.
ولقد عمل هؤلاء الشباب تحت راية المؤسسين السبعة لحركة حماس، وهم الشيخ أحمد ياسين، ود. عبد العزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، وإبراهيم اليازوري، وعبد الفتاح الدخان، ومحمد شمعة، وم. عيسى النشار، ومازال جيل الشباب يسيرون على نهج القادة المؤسسين، وقد برعوا في مقارعة الاحتلال سياسيًّا وعسكريًّا.
اقرأ أيضاً: النائب قرعاوي: انطلاقة حماس أحيت روح الأمة وفجر النصر والتحرير اقترب
وهذا ما يؤكده القيادي في حماس حماد الرقب، الذي يشير إلى أن حماس حركة فتية منذ تأسيسها، إذ كان مؤسسها الشهيد الياسين، في الأربعينيات من عمره عندما أعلن انطلاقتها.
وأضاف الرقب لصحيفة "فلسطين"، أن الجيل المشارك في تأسيس حماس إلى جانب الياسين، ضمَّ د. الرنتيسي، إذ كان قد أنهى دراسة الطب حديثًا، وهو في مقتبل العمر، إضافة إلى د. إبراهيم المقادمة وهو في سن الرنتيسي تقريبًا، وكذلك صلاح شحادة مؤسس كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وشخصيات عديدة غيرهم.
وأشار إلى أن كوكبة من القيادات كبار السن، رعوا بكل ما استطاعوا الانطلاقة التنفيذية والتنظيمية التي قامت أساسًا على شباب الحركة.
وتابع الرقب: إن "الأحداث التاريخية التي واكبت انطلاقة حماس تثبت عمليًّا أن جيل الشباب هم الوقود الحقيقي لهذه الانطلاقة، بدلالة انتفاضة الحجارة، إذ كلف الياسين عناصر الكتلة الإسلامية بإشعال الانتفاضة، وكان لهم دور كبير في ذلك الحين، ونفذوا عصيانًا مدنيًّا، وأغلقوا الشوارع، ورشقوا جيبات الاحتلال بالحجارة، إلى أن أصبحت المواجهات تنطلق من المساجد".
وفسر ذلك بأن "الرعيل الأول احتضن جيل الشباب وقد فجر الانتفاضة وأطلقها، وما إن حدث ذلك حتى تطور الأمر إلى العمل الجهادي العسكري".
وذكر أسماء شباب كان لهم الدور البارز في قيادة العمل المقاوم، منهم: عماد عقل، وياسر النمروطي، وإبراهيم سلامة، وزكريا الشوربجي، وغيرهم الكثيرين.
وأشار إلى أن عقل عندما استشهد كان في مطلع العشرينيات من عمره، أما المهندس يحيى عياش فكان في سن (30 عامًا) تقريبًا عندما استشهد، وغيرهم الكثير.
وتابع: إن حماس إلى يومنا هذا ما زالت تحتفظ بفئة الشباب، لدورهم التنظيمي والتنفيذي المهم، مبينًا أن الحركة جهزت ملفًّا خاصًّا سمته "ملف الشباب"، وله دوائر متعددة، يرتبط بعضها بقضية إسكان الطلبة والشباب، وإمكانية توفير فرص عمل، والأنشطة الشبابية اللازمة لتطوير المهارات من أجل انخراطهم في سوق العمل.
وأكَّد أن "حماس تولي ملف الشباب اهتمامًا كبيرًا، وينخرط فيها هؤلاء بجميع المستويات القيادية والحركية من أعلاها إلى أدناها".
حركة شورية
وذكر أن حماس حركة شورية، من أهم مبادئها الشورى فيما بين قادتها وأعضائها، وينتمي إليها الأفراد بناءً على مجموعة من المبادئ والقيم، أما البيعة فيها عبارة عن عقد بين الفرد والحركة، وعدَّ أن ما هو قائم إلى حدٍّ كبير تطور إيجابي في المضي على نهج المؤسسين، وأن حماس لم تشهد تغيرًا عكسيًّا في صفوفها.
وبيَّن أن الحركة عند انطلاقتها كان لديها ميثاق قبل أن يشهد الإطار السياسي تطورًا وأصبح لديه وثيقة سياسية لم تتناقض مع بعض البنود التي شهدت تطورًا لاحقًا.
ونبَّه إلى أن هوية حركة حماس لم يحدث فيها أي تغير على الإطلاق منذ تأسيس الحركة، وهي هوية دينية إسلامية وسطية معتدلة قائمة على المنهج والمدرسة الرئيسة التي وضعها الشيخ أحمد ياسين.
وأكد أن الكثير من الأمور سارت بتطور طبيعي في حركة حماس، لكن الفارق أنها اليوم لم تعد كما كانت قبل، فقد كبرت في السنوات الماضية، وتوسعت في كل أعمالها.
ونبَّه إلى مشاركة الشباب في التسلسل التنظيمي لحماس، وكذلك في تطوير مؤسساتها، وهم الذين حافظوا على ميراث المؤسسين.
اقرأ أيضاً: الرشق: انطلاقة حماس شكّلت محطّة فارقة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني
بدوره، قال رئيس الهيئة العامة للشباب والثقافة أحمد محيسن، إن الجيل الذي يقود مفاصل أساسية داخل حركة حماس، هو من جيل الشباب، حتى إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، كان أحد أبرز قادتها وهو في جيل الشباب.
وتابع محيسن حديثه لـ"فلسطين"، أن حركة حماس قائمة على توارث الأجيال لمفاهيم ومبادئ مؤسسيها.
وذكر أن الجيل القديم في حماس ذو كفاءة عالية وأداء قوي، أثر في الأجيال التي أقبلت في مراحل لاحقة، وأسهم في بناء شخصيات قيادية جديدة.
وتابع: إن حماس منذ انطلاقتها أولت اهتمامًا كبيرًا وبالغًا للشباب، بدلالة أن مفاصل عمل متعددة داخل حماس قادها الشباب، سواء كان في المراحل الأولى للانطلاقة، أو المتقدمة منها.
وبيَّن أن الحركة تمتعت منذ تأسيسها بأجيال متلاحقة من الشباب، بدلالة أن رئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، تولى مناصب قيادية رفيعة فيها، قبل اعتقاله والزج به في سجون الاحتلال والحكم عليه بالسجن أكثر من 20 سنة.
وبين أن تركيز الشهيد أحمد ياسين مؤسس حماس، على فئة الشباب كان كبيرًا، ولذلك أنشأ أندية رياضية ومؤسسات مجتمعية كانت مهمتها استقطاب الشباب، وتنمية قدراتهم البدنية، والتربوية، وإشراكهم في الأنشطة الرياضية والتطوعية والمجتمعية.
ونبَّه محيسن إلى أن كتائب القسام منذ أن تأسست مع انطلاقة حماس، ضمَّت عددًا كبيرًا من فئة الشباب، وكان من بينهم قائدها العام محمد الضيف، والشهداء؛ النمروطي، وعقل وغيرهم، كانوا في مقتبل العمر عندما قادوا القسام والجهاز الأمني في حماس.
وتابع محيسن، أن المسيرة تستمر اليوم باهتمام أكبر بالشباب الفلسطيني، مع فتح العديد من المجالات أمامهم، سواء كان المجال الإعلامي أو الثقافي أو الرياضي، بهدف تطوير القدرات وتوظيف الكفاءات الموجودة.