فلسطين أون لاين

محدث هنية يكشف عن 6 معالم ناظمة لرؤية حماس وتقدّمها بطريق العودة والتحرير

...

قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في خطاب له بمناسبة ذكرى انطلاقة الحركة الـ35 إن "ذكرى انطلاقة حركة حماس شكّلت تحولًا مهمًا و إيذانًا بعهد جديد في مسيرة الصراع مع المشروع الصهيوني".

وأضاف: "سجّلت حركتنا مع شعبنا صفحات مجيدة كُتبت فصولها بدم الشهداء الأبرار وعذابات وبطولات الأسرى وجراحاتنا في كل مكان".

وتابع هنية: "أوجه التحية لشعبنا الفلسطيني ولشهدائنا وفي مقدّمتهم شيخنا المؤسس أحمد ياسين، ولأسرانا في سجون الاحتلال كالجبال الشامخة ينتظرون كسر القيد".

وأوضح أن حماس سجّلت معالم عظيمة كإطار ناظم لرؤيتها وتقدّمها على طريق التحرير والعودة.

ولفت أن المعلم الأول هو أن حماس ثابتة في مواقفها السياسية واضحة في استراتيجيها لم تتبدل ولم تتغير تجاه نظرتها لفلسطين ولثوابت قضية فلسطين.

وأشار هنية إلى أن المعلم الثاني هو تراكم القوة في مشروع المقاومة الذي شكّلت فيه حماس عنصرا حاسما في كل المواجهات التي خاضها شعبنا الفلسطيني على امتداد الوطن وفي خارجه.

أما ثالثها، مزاوجة حماس بين المقاومة والسياسة قائلا: "لم تكن السياسة على حساب مشروعها وخيارها المقاوم، بل احتضنت المقاومة حتى تعاظمت ووصلت إلى تشكيل جيش القسام".

ورابع المعالم وفق هنية هو اعتماد حماس استراتيجية الانفتاح على كل دولنا العربية والإسلامية وأدارت العلاقات بتوازن دقيق من منطلق أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة.

وقال: "المعلم الخامس هو أن حماس تمثل امتدادًا لمسيرة المقاومة المباركة وإضافة نوعية وحازمة وواضحة وحاسمة لفصائل العمل الوطني والإسلامي وإنها على امتداد عمرها تتمسك بوحدة شعبنا في الداخل والخارج".

وأضاف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "المعلم السادس هو انفتاح حماس على كل أحرار العالم وبنت علاقات مع الكثير من العناوين حتى في الساحات الغربية التي تؤمن بأحقية الشعب الفلسطيني بدولته واستقلاله وعودته وترى أن الاحتلال يشكّل ظلمًا تاريخيًّا لشعب فلسطين".

ولفت أن حركة حماس تمكنت بفضل الله أولًا ثم باحتضان شعبنا الفلسطيني ثم بالمقاومة على اختلاف تياراتها، من تحقيق إنجازات مهمة على طريق التحرير والعودة، فهي حافظت على القضية الفلسطينية من الذوبان وحمت ثوابت القضية في الأرض والقدس وحق العودة وتحرير الأسرى والدولة وكل مكونات القضية.

وقال هنية: "استطاعت الحركة من خلال الانتفاضة الثانية المجيدة أن تحرر مع شعبنا غزة العزة، إذ خرج الاحتلال من قطاع غزة بفضل الله ثم بفضل المقاومة وصمود شعبنا في كل أماكن تواجده".

وتابع: "استطاعت الحركة على صعيد الأسرى أن تنجز صفقة وفاء الأحرار وهي بذلك تؤكد أن قضية الأسرى تمثل واحدة من أهم أولويات حركة حماس وشعبنا".

وأضاف: "استطاعت الحركة أن ترابط مع أبناء شعبنا في ساحات المسجد الأقصى المبارك وأن تحافظ على هويته وعمق الانتماء الإسلامي لقدسنا وأقصانا، وحافظت على المقدّسات الإسلامية والمسيحية وواجهت كل مخططات العدو عبر الانتفاضات والثورات والشهداء والعمليات، حيث أشهرنا سيف القدس في وجه العدو، وظلت القدس وما زالت واحدة من الأمانات العظيمة التي تتحملها حماس ويتحملها شعبنا في كل أماكن تواجده".

ثلاثة متغيرات

وفي ذكرى انطلاقة حماس المتزامنة مع ذكرى انطلاقة الانتفاضة المجيدة، ذكر ثلاثة متغيرات ذات تأثير عميق في مسيرة شعبنا وصمودنا ومقاومتنا.

ولفت هنية أن المتغير الأول هو تصاعد حالة المقاومة في الضفة الغربية، وهذا يعني أننا أمام مرحلة جديدة من مراحل المواجهة مع العدو والتي ستشهد المزيد من الصمود والمقاومة والعمليات داخل الضفة الغربية وحولها

أما المتغير الثاني أوضح هنية أنه يتعلق بنتائج الانتخابات الصهيونية، والتي أفرزت أسوأ ما في الحركة الصهيونية، الصهيونية الدينية.

وقال هنية: "اليوم الحديث يجري عن تشكيل حكومة ربما تكون الأكثر بطشا وإرهابا وتشكل تهديدات حقيقية واستراتيجية على القدس والضفة وأهلنا في الداخل المحتل".

وشدّد "إذا اعتقدت الحكومة أنها ستكون قادرة على تنفيذ مخطّطاتها فهي واهمة، فالضفة الغربية ستتحول إلى نار ولهيب في وجه المحتل، لا تعتقدوا أن الطريق مفروشة لكم بالورود بل مفروشة لكم بالنار والوعيد"، قائلا: "نحن شعب متمرس ونحن شعب مقاوم وثائر وجبار ونعتقد أننا كما دفنا وقبرنا حكومات إسرائيلية سابقة سندفن وسنقبر هذه الحكومة، على طريق إزالة كيان الاحتلال عن أرضنا المباركة".

ولفت هنية أن المتغير الثالث يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا، و"لا شك ستفضي الحرب إلى نتائج ذات تأثير مباشر على منطقتنا وعلى الصراع وعلى قضيتنا وعلى النظام الدولي الذي بات أمام تشكّل نظام متعدّد الأقطاب".

أولويات إستراتيجية

وقال هنية: "لا شك أن المتغيرات الثلاثة تؤشر إلى تحديات أمامنا، فنحن أمام تحدي زوال الاحتلال وتحدي حماية القدس والأقصى وتحدي تحرير الأسرى وتحدي كسر الحصار عن شعبنا في غزة، وتحديات الحفاظ على هوية شعبنا في الداخل، والحفاظ على شعبنا وحقوقنا وتمسكنا بحق العودة".

وأضاف: "أمام كل التحديات أريد أن أؤكد على أهم الأولويات الاستراتيجية التي ستعمل عليها حركة حماس خلال الفترة القادمة مع كل أبناء شعبنا وفصائلنا الفلسطينية في الداخل والخارج".

والأولوية الأولى والحديث لهنية: "قضيتنا الفلسطينية كل لا يتجزأ على مستوى الأرض والشعب والثوابت والحقوق، نحن لا نقبل بكل مشاريع التصفية ومشاريع التسوية على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني، فقضيتنا ليست فقط قضية تحرر وطني بل هي قضية عقائدية".

أما الأولوية الثانية "القدس محور الصراع مع العدو الصهيوني، وتجمع كل معالم الصراع، فهي تمثل العقيدة والعاصمة والقبلة والعنوان الجامع والموحد لشعبنا وأمتنا في كل زمان ومكان".

وشدّد هنية "أؤكد للعالم أجمع أننا لن نسمح مطلقا بتنفيذ المخططات الصهيونية في المسجد الأقصى والقدس، وسيف القدس لم يغمد ولن يغمد إلا بتحرير المسجد الأقصى المبارك".

وحول الأولوية الثالثة أوضح أن المقاومة قدر وليست شعارًا وليست خيارًا، و"نحن قدرنا كشعب فلسطيني أن نقاوم وأن نواجه بكل الأشكال والوسائل والطرق وعلى امتداد ساحة الوطن، وشعبنا في كل مكان على جاهزية للانخراط في المعركة والمواجهة على طريق التحرير والعودة".

أما الأولوية الرابعة هي إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية بمستوياتها المتعددة: الاتفاق على برنامج وطني سياسي لهذه المرحلة وبناء المرجعية القيادية الموحدة والناظمة لشعبنا والاتفاق على إستراتيجية نضالية كفاحية جهادية مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني.

وشدّد هنية "متمسكون بكل الاتفاقيات التي وقعناها على هذا الطريق وآخرها إعلان الجزائر، وجاهزون لتطبيقه وأن نسارع مع الجميع لإنجاز تطبيق الاتفاق خاصة في ظل الأخطار والتهديدات الكبيرة التي تلوح في الأفق في ظل وجود الحكومة الإسرائيلية الجديدة".

وحول الأولوية الخامسة قال: "مستمرون في الانفتاح على كل مكونات الأمة ودولنا العربية والإسلامية، وحماس منفتحة على الجميع وهي على استعداد لأن تكون جسرا وعنصر مساعد لإعادة اللحمة لأمتنا العربية والإسلامية ولتخفيض حدة التوتر ولإنهاء الصراعات البينية وأن نتفرغ جميعا لحماية مقدرات الأمة ولحماية القضية الفلسطينية والعمل على تحرير المسجد الأقصى المبارك".

وسادس الأولويات وفق هنية هي الانفتاح على جميع أحرار العالم والتعاون والتنسيق المشترك مع الجميع لمواجهة الاحتلال وتنمية كل عناوين حصاره.

وحول الأولوية السابعة، قال هنية: "لن نتوانى في التخطيط والتفكير والعمل من أجل تحرير أسرانا من سجون الاحتلال الإسرائيلي، لأسرانا نقول أنتم أهل البطولة والفداء".

وأضاف: "حماس التي أنجزت صفقة وفاء الأحرار مصممة على إنجاز صفقة مشرفة وكسر القيد مهما كلفنا ذلك من ثمن، وهذا الأمر منوط بشعبنا ومقاومتنا وخاصة حماس وقسامها في كل زمان ومكان، والعمل على كسر حصار غزة".

 

المصدر / متابعة| فلسطين أون لاين